المرصد السوري لحقوق الإنسان: العاهل الأردني يندد بالهجمات الحدودية التي تشنها الميليشيات الموالية لإيران

قال الملك عبد الله إن 'التدخلات الإيرانية أثرت على دول عربية عدة، ونحن اليوم نواجه هجمات ممنهجة على حدودنا تشنها ميليشيات مرتبطة بإيران'. فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

20

ندد العاهل الأردني الملك عبد الله بالهجمات التي تشنها الميليشيات المرتبطة بإيران على حدود المملكة، وذلك في مقابلة نشرت السبت، 24 تموز/يوليو، عقب اشتباكات دموية مع مهربي المخدرات على الحدود مع سوريا.

وقال العاهل الأردني في مقابلة شاملة مع صحيفة الرأي ناقش خلالها الشواغل المحلية والإقليمية والدولية ومواقف الأردن من القضايا الإقليمية، “نحن لا نريد توترا في المنطقة”.

وأضاف أن “الأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها”.

وذكر أن الأردن يؤمن بالحوار “لكن وكما سبق في عدة مناسبات، التدخلات الإيرانية تأثر على دول عربية عدة، ونحن اليوم نواجه هجمات ممنهجة على حدودنا تشنها ميليشيات مرتبطة بإيران”.

 

وتابع “نأمل أن نرى تغييرا في سلوك إيران، ولا بد أن يتحقق هذا الأمر على أرض الواقع لأنه يصب في مصلحة الجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران والشعب الإيراني”.

وقال الملك إن الأردن مثل البلاد العربية الأخرى يستهدف من جانب مهربي المخدرات والأسلحة.

وتابع أن “عمليات تهريب المخدرات والسلاح تشكل تهديدا لنا وللدول العربية الشقيقة”، مشيرا إلى أن “الأردن ينسق مع البلدان الأخرى في مواجهة هذا الخطر ، وندرك جميعا أن مواجهته مصلحة للجميع”.

وذكر أنه “بالنسبة لحدودنا، فكلي ثقة باحترافية قواتنا المسلحة التي تصد عن المجتمع هذا الأذى الخطير بكل كفاءة”.

وواصل “أجهزتنا الأمنية يقظة ومحترفة ومتفانية في عملها، والأردن قادر على منع أي تهديد على حدوده”.

وأكد “بذلنا جهودا كبيرة على مدى السنوات الماضية لتهدئة الأوضاع، لكن التحديات ما تزال موجودة، وسنستمر في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمواجهتها وحماية أمننا ومصالحنا”.

الجهود الأمنية المشتركة
وفي رده عن سؤال حول إذا ما كان حلفا عربيا على غرار حلف الناتو سيكون مناسبا للمنطقة، قال الملك إن “الأردن معني بتعزيز العمل العربي المشترك وتفعيله خدمة لقضايانا ولمصالحنا”.

وأوضح أن “الأردن لم يكن يوما، ولن يكون أبدا، إلا متحالفا مع أمته العربية ومصالحها وقضاياها”.

وأشار إلى أنه “تاريخيا، تصدّر الأردن المشاركين في مواجهة تهديدات إرهابية وأمنية استهدفت دولا عربية وشعوبها”.

وأوضح “نحن نتحدث عن الحاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي، وهذا يتطلب تشاورا وتنسيقا وعملا طويلا مع الأشقاء، بحيث تكون المنطلقات والأهداف واضحة”.

وقال “دعني أذكّر بأن هذا الطرح جزء أساسي من المبادئ التي قامت عليها جامعة الدول العربية، ومع ذلك فإن موضوع الحلف لا يتم بحثه حاليا”.

وذكر “لو نظرنا اليوم إلى مصادر التهديد التي تواجهنا جميعا، سنجدها مشتركة وتتطلب تعاونا عربيا يستجيب لها، خصوصا مخاطر الإرهاب المتجددة، وأيضا شبكات التهريب المنظمة للمخدرات والأسلحة”.

وحول دور الأردن في دعم التعاون الإقليمي، بما في ذلك المجال الاقتصادي، قال عبد الله لصحيفة الرأي “بدأنا في الأردن مبكرا بتشجيع التعاون الإقليمي”.

وأوضح “لدينا آلية للتعاون الثلاثي مع مصر والعراق. وهناك تعاون مستمر مع السعودية ودولة الإمارات، إضافة إلى آلية التعاون الثلاثي مع اليونان وقبرص”.

وأكد أن “بلدا بمفرده لا يُمكن له أن ينجح في مواجهة كل هذه التحديات المشتركة وتحقيق الأهداف الطموحة التي نريدها”.

وذكر “نحن معنيون بالانخراط في أي جهد إقليمي يستهدف تعاونا يحقق الازدهار والتنمية لشعوب المنطقة، ويتصدى للتحديات المشتركة”.

واستدرك أن “المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الأزمات والصراعات، بل إلى المزيد من التعاون والتنسيق”.

ونوه إلى أن “الأردن ينادي دائما بمد جسور التعاون بدلا من بناء الأسوار والحواجز، وهو معني بأمن المنطقة لأن أمن الأشقاء العرب هو جزء من أمننا”.

عمليات مكافحة التهريب
هذا ويجري الجيش الأردني عمليات منتظمة لمكافحة التهريب على الحدود مع سوريا حيث يدعم المقاتلون المتحالفون مع إيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ففي يوم 12 حزيران/يونيو، أحبطت القوات الأردنية محاولة لتهريب 900 ألف حبة كبتاغون و154 لفة حشيش حجمها مثل حجم كف اليد من سوريا إلى الأردن.

وفي فجر 27 كانون الثاني/يناير، قتلت قوات حرس الحدود الأردنية 27 مهرب مخدرات تدعمهم “فصائل مسلحة” لدى محاولتهم تحت غطاء من الثلوج دخول المملكة من عدة مواقع من سوريا في الوقت نفسه، بينها السويداء.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد حذر مرارا وتكرارا من أن السويداء قد أصبحت مرتعا كبيرا لتصدير حزب الله المخدرات غير القانونية إلى الأردن، وسط تزايد عمليات التهريب خلال الشتاء تحت غطاء الطقس السيئ.

وجاء الحادث في أعقاب اشتباك وقع يوم 17 كانون الثاني/يناير مع مهربي مخدرات على الحدود السورية، قتل فيه ضابط وأصيب ثلاثة من قوات حرس الحدود. وتوفي أحد الجنود الثلاثة بعد عدة أيام متأثرا بجراحه.

يذكر أن الكبتاغون، وهو منبه على غرار الأمفيتامين، ينتج في مناطق سيطرة النظام في سوريا حسبما تشير المنظمات التي تراقب تهريب المخدرات.

من جهته، قال الباحث في الشؤون الإيرانية شيار تركو إن الحرس الثوري الإيراني يوفر غطاء للجماعات الضالعة في تصنيع المخدرات غير القانونية وبيعها.

وأضاف أن الحرس الثوري بصدد إقامة “مثلث ذهبي” جديد في المنطقة المؤلفة من لبنان والعراق وسوريا لتسهيل جهود تهريب المخدرات.

أما المحامي السوري بشير البسام، فقال إن التركيز على جعل جنوبي سوريا منطقة لإنتاج المخدرات يكشف “خطط الحرس الثوري لتوسيع صادراته منها إلى دول الجوار مثل الأردن والعراق”.

وأضاف أنه بالنسبة للمصانع الجديدة لإنتاج الكبتاغون، فإن الخطة هي استخدامها “لتصدير المخدرات إلى الخليج عبر الأردن والعراق وإيران إذا لزم الأمر”، وذلك باستخدام الطائرات المسيرة أو الطائرات الشراعية أو الطرق البرية التقليدية.

 

 

المصدر:  المشارق