المرصد السوري لحقوق الإنسان: العفو عند المجزرة.. صور ومقاطع مؤلمة لأهالي المعتقلين في سجون الأسد

18

كتبت أسماء لمنور في الجمعة 6 مايو 2022 10:09 صباحاً – صبغة الجرام التي أُلبسها نظام الاسد، لم ولن تنفك عنه، بدءاً من مواجهة الثورة السورية السلمية بالنار مطلع عام 2011، وصولاً إلى اعتقال عشرات الآلاف، وقتل وإعدام بعضهم، كما أظهرت مؤخراً المقاطع  المسربة لمجزرة حي التضامن الدمشقي.

آخر فصول مسلسل الإذلال الذي مارسه نظام الأسد بحق أهالي عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين قسراً، كان العفو الناقص الذي صدر مطلع الشهر الحالي.

لم يكن توقيت المرسوم يمر مروم الكرام على السوريين، حيث أنه تزامن مع نشر مشاهد مصورة قبل أيام من صدوره، تظهر جنوداً من قوات النظام السوري يرتكبون مجزرة مروّعة في حي التضامن الدمشقي.

وقد أظهرت مقاطع فيديو مصورة تجمع الأهالي في شوارع العاصمة السورية بانتظار خروج المعتقلين من سجون النظام السوري، في حين أن ما تم الإفراج عنه من أعداد لا يتجاوز العشرات بالوقت الذي يعرف ما لا يقل عن 132 ألف معتقل ضمن سجون النظام السوري المختلفة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، جرى حتى الآن الإفراج عن أكثر من 250 معتقلا بموجب مرسوم العفو. وقد خرج بعضهم من سجن صيدنايا الذائع الصيت.

وبحسب القوائم المُرفقة، فإن معظم المُفرَج عنهم قضوا في سجون الميليشيا بين 7 و12 عاماً بتهمة “الإرهاب” التي نُسِبت إليهم بسبب مناهضتهم لميليشيا أسد، وسط أنباء عن تجهيز دفعات جديدة لإطلاق سراحها من المعتقلات العسكرية ولا سيما سجن صيدنايا، فيما لم تفصح ميليشيا أسد وحكومته بشكل رسمي عن عملية الإفراج.

وقالت أم ماهر لوكالة الأنباء الفرنسية بينما كانت في عداد الحشد قرب جسر الرئيس “أنتظر أولادي الخمسة وزوجي منذ العام 2014. لقد سلمتهم الى ربي”. وأفادت بحرقة “ستة أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل. نحن لا علاقة لنا بالإرهاب، عمر أكبرهم 25 سنة وأصغرهم 15”.

كذلك التقت الوكالة بأم عبدو التي أتت لرؤية ابنيها اللذين لا تعلم شيئا عن مصيرهما منذ اختفائهما في العام 2013 إثر توجههما إلى عملهما. وأضافت بينما كانت تنتظر مع جارتها “آمل أن يعودا، لم نتسبب بأذية لأحد طيلة حياتنا”.

وتابعت مع ابتسامة تعلو ثغرها “قلت لجارتي ‘أمسكيني إذا رأيتِهما، قد أفقد الوعي’ لا أعرف إذا ما كنت سأتعرّف إليهما أم لا”.

فراس طلاس

تحدث رجل الأعمال السوري المعارض للنظام “فراس طلاس” عن خطة جديدة يسعى نظام الأسد لتنفيذها واستثمار انتشار الفيديو لتحقيق بعض المصالح والغايات الضيقة.

وأشار “طلاس” في منشور له نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إلى أن الأسد يريد بعد انتشار فيديو “حي التضامن” وردات الفعل عليه، أن يحقق أهداف كان يسعى لتحقيقها منذ أعوام طويلة.

وبحسب أحدث تقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فإنَّ ما لا يقل عن 194 حالة “اعتقال تعسفي” بينهم ستة أطفال، وثقتها خلال شهر نيسان الماضي، مؤكدة أنَّ حالات الاعتقال على يد النظام السوري شهريًا تفوق بأضعاف كثيرة حالات المفرج عنهم.

وبلغ عدد المُعتقلين على يد قوات النظام السوري خلال نيسان الماضي 97 حالة منها، بحسب التقرير الصادر في 5 من أيار الحالي.

 نكأ الجراح من جديد

وتداول ناشطون معارضون على وسائل التواصل الاجتماعي، قصص لبعض المفرج عنهم، وما تخللها من صدمات لأهاليهم الذين فقدوا الأمل في رؤية أحبابهم مرة أخرى.

وبحسب بعض الروايات فإن أحد الأشخاص المفرج عنهم من درعا جنوب سوريا، خرج فاقداً للذاكرة من سجن صيدنايا بعد قضاء 11 عاماً فيه.

وأكد مقربون منه بأنه جرى التعرّف عليه من خلال الأهالي المتواجدين عند جسر الرئيس، مضيفاً بأنه عند وصول المعتقل المفرج عنه إلى بيته كانت المفاجأة بأنه لا يذكر من عائلته سوى زوجته، إلا أنّ الصدمة الأكبر كانت بأن زوجته قد تزوجت بغيابه بعد أن وصلت لعائلته أخباراً تؤكد وفاته بالسجن.

وليست القصة هذه هي الوحيدة بل هناك عشرات القصص التي وردت، حيث ذكر مصدر آخر بأن أحد المعتقلين المفرج عنهم أوصل أخباراً عن مغيبين قسراً تعرّف عليهم في السجن، بعضهم ظن أهله أنه قد توفي وأقيمت له مراسم عزاء قبل سنين.

الجدير ذكره بأن صدور العفو الرئاسي جاء بعد نشر صحيفة “غارديان” البريطانية ومعهد “نيولاينز” الأسبوع الماضي مقاطع فيديو مروعة تعود لعام 2013 تظهر تصفية عشرات الأشخاص على أيدي عناصر من القوات الحكومية في حي التضامن في دمشق.

 

 

 

 

 

المصدر: الخليج 365