المرصد السوري لحقوق الإنسان: “الفطر الأسود” يتفشى في سوريا

يتسبب بوفيات كثيرة ويرهق القطاع الصحي

21

بعد أن تزايدت وبشكل كبير أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا في عموم المحافظات السورية خلال الفترة الأخيرة، ظهر وباء جديد يعرف باسم “الفطر الأسود” الذي أصاب العديد من المدنيين وتسبب بوفاة البعض منهم وسط عجز يصيب القطاع الصحي في سوريا.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلنت مديرية صحة إدلب التابعة “لحكومة الإنقاذ” بتاريخ 27 سبتمبر الفائت عن إصابة 3 مدنيين “بالفطر الأسود” مؤكدة أنهم تلقوا لقاح فيروس كورونا قبل إصابتهم وتوزعت الإصابات على كل من مدينة إدلب ومدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، في حين سجلت مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي إصابة واحدة بحسب “مصدر طبي”

وفي تاريخ 26 أكتوبر الفائت، أعلنت إدارة مشفى “الباسل” في مدينة طرطوس عن وفاة شخصين بعد معاناتهما مع مرض “الفطر الأسود”، كما استقبل المشفى 4 حالات مصابة بـ”الفطر الأسود” وقد وصلوا بحالة صحية حرجة جداً، وبعد أيام من العلاج توفي اثنين منهم كانا قد تلقيا جرعات لقاح لفيروس كورونا، بينما شفيت حالتان بعد تلقي العلاج والمتابعة، وتلقى “مشفى المواساة” نحو 15 حالة إصابة “بالفطر الأسود”.

كما امتد مرض “الفطر الأسود” ليطال مناطق سورية أخرى في شمال شرق سوريا، حيث تم الإعلان بتاريخ الأول من نوفمبر الجاري عن وفاة شاب يدعى “خلف الرشيد” من أبناء بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي جراء إصابته بهذا المرض.

وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث الطبيب ( ع.ع) المقيم في ريف إدلب الشمالي قائلاً، أن “الفطر الأسود” الذي استجد في سوريا يمكن أن يعتبر من الأمراض شديدة التأثير بسبب تمكنه من الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي ويصيب الرئتين والجيوب الأنفية، ولم يعلم إلى الآن ما إذا كان هذا المرض ينتقل من شخص لآخر عبر الاتصال الجسدي أو عبر الملامسة، لكن المؤكد أنه ينتقل عبر الجروح المعرضة للتلوث والجهاز التنفسي.

مضيفاً، أن المرض يحمل اسم آخر وهو “الفطر العفني المخاطي” وهو نوع من أنواع العدوى الفطرية، ورغم وجود حالات مصابة بهذا المرض كانت قد تلقت لقاح كورونا إلا أنه لا يوجد دلائل قطعية على علاقة هذا المرض باللقاح، وللوقاية منه يجب الحفاظ دائماً على نظافة الجسم مثل عدم كشف الجروح في الجسم إن وجدت، وتبديل الملابس بشكل دائم وغسلها والمداومة على غسل اليدين والوجه والإلتزام بالتباعد الإجتماعي وعدم لمس الأسطحة المكشوفة ولبس الكمامة في الأماكن المزدحمة.

كما يؤكد أخيراً على أهمية الحفاظ على نظافة المنزل مثل تعقيم الحمامات وإخراج القمامة، ورغم القوة التأثيرية لهذا المرض إلا أنه لا يدعوا للقلق في الوقت الراهن بسبب عدم وجود سرعة في انتشاره كفيروس كورونا.

ويجدر بالذكر أن جائحة كورونا أسهمت بتردي القطاع الصحي لدرجة كبيرة بسبب الأعداد الكبيرة التي تصاب بشكل يومي مع ضعف في الإمكانيات وعجز المشافي ومراكز العزل الصحي عن استقبال المزيد من الحالات، ولعدم وجود الدعم الكافي لتغطية احتياجات ومستلزمات القطاع الصحي في كل من منطقة إدلب وريفها وريف حلب الشمالي.

وبحسب آخر الإحصاءات التي نشرتها مديرية صحة إدلب الاثنين 8 نوفمبر الجاري لأعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا فقد وصل عدد الإصابات لنحو 89625 حالة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 1892 حالة وفاة، أما حالات الشفاء من الفيروس فبلغت 52648 حالة.

 

 

 

المصدر: إيلاف