المرصد السوري لحقوق الإنسان: المقاتلات الروسية تستأنف غاراتها على إدلب

18

شنت المقاتلات الروسية، الاثنين 22 أغسطس (آب) مجدداً، غارات جوية مكثفة، على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين، بالقرب من مدينة إدلب، فيما شهد عدد من القرى والبلدات قصفاً برياً مكثفاً لقوات النظام، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية، ومنظمات محلية تطالب بوقف الاعتداءات على المدنيين في شمال غربي سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتنفيذ طائرات حربية روسية 7 غارات جوية على المنطقة المحيطة بسجن إدلب المركزي قرب بلدة عرب سعيد غرب مدينة إدلب، حيث توجد بالمنطقة معسكرات لهيئة تحرير الشام، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن. وشهدت أجواء محافظة إدلب، أمس، تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية والاستطلاع الروسية وسط تحذيرات أطلقتها فرق الرصد وصافرات الإنذار للمدنيين، بأخذ الحيطة والحذر من غارات محتملة على المدينة، وسط حالة من الذعر والترقب، وذلك بالتزامن مع قصف بري مكثف بقذائف المدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات، مصدره قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في منطقة حزارين، استهدف قرى وبلدات فليفل وكفرعويد وكنصفرة ومحيط بلدة البارة وسفوهن بجبل الزاوية جنوب إدلب، دون وقوع إصابات.
وأوضح قيادي في غرفة العمليات العسكرية (الفتح المبين) في تصريحات إعلامية، أن «وتيرة اعتداءات قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، على المناطق المحاذية للجبهات في الشمال المحرر، ازدادت في الآونة الأخيرة، وكنا نرد في كل مرة بقوة على مصادر النيران بمختلف أنواع الأسلحة، واستطعنا تحقيق إصابات مباشرة بقواعد استراتيجية لقوات النظام، ولم نترك أيّ قصف على أهلنا ومحاورنا دون ردٍ على مصادره».
وأضاف: «اليوم لدينا القدرة على الرد على أي اعتداء على أهلنا في الشمال المحرر، وفقاً للإعداد المستمر، بالإضافة إلى تطوير آليات الرد من خلال استهداف المناطق الحساسة، التي جمعنا بنك أهداف كبيراً لأجل استهدافها، خصوصاً تلك التي تقع في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، ويخيل إليه أنها آمنة وفي منأى عن نيراننا».
من جهته، قال فريق «منسقو استجابة سوريا»، في بيان، إن غارات جوية روسية على منطقة (خفض التصعيد) في الشمال السوري، استهدفت من جديد إحدى كبرى المناطق التي تضم مئات الآلاف من المدنيين، مع ازدياد مخاوف النازحين من توسيع رقعة استهداف تلك المناطق، وإن أكثر من 700 ألف مدني في مدينة إدلب ومحيطها مهددون بالنزوح إلى المجهول نتيجة الغارات الجوية التي تستهدف محيط المدينة.
وطالب الفريق بوقف عمليات الاعتداء المتكررة على السكان المدنيين بشكل فوري، وكذلك الاستهداف الممنهج للمناطق السكنية بشكل عام، والمناطق التي تضم المخيمات بشكل خاص، محذراً الجانب الروسي من الاقتراب أو توسيع نقاط القصف الجوي بالقرب من المخيمات في كل المناطق كونها تصنف ضمن جرائم الحرب. وذكّر البيان أنه «يتوجب على جميع الأطراف التركيز على حماية المدنيين في الشمال السوري من كل الاعتداءات، خصوصاً أن المنطقة بلغت حدها الأقصى من الطاقة الاستيعابية للسكان الذين تجاوز عددهم 4.3 مليون نسمة أكثر من نصفهم نازحون ومهجرون قسراً، إضافة إلى عدم القدرة على استيعاب حركة النزوح الصامتة من مناطق ريف إدلب الشرقي وريف حلب».

 

 

المصدر: الشرق الأوسط