المرصد السوري لحقوق الإنسان: بعد مساهمتها في التغيير الديمغرافي.. الكويت توقف “المشروعات الخيرية الإنشائية” في الداخل السوري

16

 

كشفت مصادر مطلعة، لصحيفة «الجريدة» الكويتية أن وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلة بإدارة الجمعيات الخيرية والمبرات، أصدرت تعميماً لرؤساء مجالس إدارات الجمعيات الخيرية المشهرة في البلاد، يقضي بوقف منح الموافقات لتنفيذ “المشروعات الخيرية الإنشائية” في سورية.

وأوضحت المصادر أن هذا التعميم جاء بناءً على توجيهات من وزارة الخارجية، ممثلة بإدارة شؤون التنمية والتعاون الدولي.

وأشارت إلى أن «الشؤون» أصدرت تعليمات للجهات الخيرية البالغة نحو 64 جمعية، للعمل بالتعميم المذكور والالتزام بما تضمنه.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان يأتي ذلك، على خلفية المشاريع السكنية في منطقة عفرين لإسكان وتوطين المهجرين، والمساهمة في عملية التغيير الديموغرافي في عفرين بدعم من الحكومة التركية، بحجج ومسوغات تحت مسميات “إنسانية”، لترسيخ التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، من خلال إنشاء منازل وقُرى لتوطين وإسكان المهجرين فيها على أرض غالبية سكانها مهجرين مشردين بفعل عملية “غصن الزيتون”.

وأشار المرصد السوري، في تشرين الأول من العام الفائت، افتتاح جمعية “الأيادي البيضاء” بالتعاون مع منظمة “العيش بكرامة” لفلسطيني 48، قرية “بسمة” قرب قرية ديرة بناحية شيراوا بريف عفرين، ومولت القرية السكنية عدة جمعيات منها “جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية الكويتية ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية و رحماء بينهم القطرية و بيت الزكاة الكويتي و الندوة العالمية للشباب الإسلامي و جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية و جمعية النجاة الخيرية الكويتية و حملة لشامنا ذخر وسند الكويتية”.

ونفذت القرية التي جرى افتتاحها من جمعية” الأيادي البيضاء” بالتعاون مع منظمة “العيش بكرامة” لفلسطيني “48”، حيث تتألف القرية من ثمانية كتل سكنية تضم 96 شقة سكنية بمساحة “45” متر مربع لكل شقة، شملت أيضاً على مرافق عامة ومسجد ومدرسة ومركز صحي ومركز لإدارة القرية.

وفي 30 آب/أغسطس من العام 2021، افتتحت قرية تحت مسمى “كويت الرحمة” لتسكين النازحين والمهجرين من مختلف المناطق السورية بها، وذلك بهدف تغيير التركيبة السكانية ضمن عملية التغيير الديموغرافي التي تعمل عليها الحكومة التركية من خلال دعم والسماح للمنظمات والهيئات المدنية ببناء وحدات سكنية ضمن بلدات وقُرى جرى تهجير أهلها بعد تدمير منازلهم بفعل عملية “غصن الزيتون” في قُرى وبلدات عفرين شمالي غرب حلب، وتقع قرية “كويت رحمة” الجديدة بين قريتي قيبار وقرية الخالدية بناحية شيراوا بريف عفرين ،وتعود الأراضي التي جرى بناء وحدات سكنية عليها لمواطنين من أتباع الديانة الإيزيدية ، وتضم القرية الجديدة نحو 380 وحدة سكنية، بالإضافة إلى وجود مسجد ومدرسة ومستوصف و معهد لتدريس القرآن الكريم وسوق تجاري، حيث جرى بناؤها من قبل جمعية كويتية فلسطينية ” شام الخيرية ” بمشاركة بعض المنظمات التركية العاملة في الشمال السوري.

الجدير ذكره أن قرية الخالدية والتي تم بناء الوحدات السكنية على أنقاضها عقب تدميرها بشكل شبه كامل من قبل الطائرات الحربية التركية في يناير/كانون الثاني من العام 20218، وتهجير سكانها بفعل عملية “غصن الزيتون” هي إحدى قرى ناحية شيراوا في جبل ليلون وتقع على أعلى الجبل ومحاطة بعدة قرى منها مريمين شرقاً و قيبار غرباً، وكان عدد سكانها نحو 100 نسمة وعدد المنازل فيها حوالي 20 منزلاً، سكانها يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي قبل تدمير القرية بشكل كامل من قبل الطائرات الحربية التركية.

وأدت العملية العسكرية التركية مطلع عام 2018 إلى تهجير أكثر من 300 ألف شخص من سكان منطقة عفرين من أبناء الشعب الكردي ذي الغالبية السكانية هناك.

 

 

المصدر: كورد أونلاين