المرصد السوري لحقوق الإنسان: بينها “حزب الله”… مَن هي القوى المنتشرة في دير الزور؟

13
تتقاسم السيطرة على محافظة دير الزور في شرق سوريا، حيث شنّت واشنطن ليل الخميس الجمعة ضربات، فصائل موالية لطهران من جنسيات متعددة من جهة، وقوات “سوريا الديموقراطية” المدعومة أميركياً من جهة ثانية.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر توترات وقصفا، آخرها الضربات التي نفذها الأميركيون رداً على قصف تعرضت له إحدى قواعدهم في محافظة الحسكة وأودت بحياة متعاقد أميركي. واستهدفت الضربات مجموعات قالت واشنطن إنها تابعة للحرس الثوري الإيراني، ما تسبّب بمقتل 11 من عناصرها، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
ما هي القوى المنتشرة في محافظة دير الزور التي يمر بها نهر الفرات؟
أين تتمركز الفصائل الموالية لإيران؟ 
تسيطر القوات السورية على الضفة الغربية لنهر الفرات، التي تُعد أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا.
ويقدّر المرصد وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في دير الزور وتحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مروراً بالميادين.
والمجموعات الموالية للنظام هي:
– “الحرس الثوري الايراني”: ينتشر آلاف المقاتلين والمستشارين العسكريين من الحرس الثوري في سوريا، لكن طهران تتحدّث فقط عن مستشارين يعاونون القوات الحكومية.
وأعلن الإعلام الرسمي الإيراني في آب (أغسطس) مقتل ضابط عالي الرتبة في الحرس الثوري الإيراني خلال “مهمة كمستشار عسكري” كان يؤديها في سوريا، من دون إعطاء تفاصيل.
– فصائل عراقية: تقاتل مجموعات عراقية الى جانب القوات الحكومية السورية بطلب إيراني. وينتشر هؤلاء اليوم بشكل رئيسي على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا منذ انتهاء العمليات ضد تنظيم “داعش” في العراق ثم سوريا. ويتخذون في مدينة البوكمال مقراً.
ومن أبرز هذه المجموعات: “كتائب حزب الله” التي يقول متحدث باسمها إن مقاتليها ينتشرون في سوريا “كمستشارين” لحماية الحدود العراقية.
وتُعد تلك الكتائب أبرز فصائل الحشد الشعبي العراقي. ويعتبرها محللون ثالث قوة في المحور الذي تقوده طهران في المنطقة بعد الحرس الثوري و”حزب الله” اللبناني.
ومن الفصائل العراقية أيضاً “كتائب سيد الشهداء” و”كتائب الإمام علي” و”حركة حزب الله النجباء”.
– “حزب الله” اللبناني: ينشر الحزب الذي يقاتل إلى جانب الحكومة السورية بشكل علني منذ 2013، خصوصا قادة في منطقة دير الزور. وقد انخفض عديد قواته في سوريا خلال العامين الماضيين مع تراجع حدة المعارك واستعادة القوات السورية السيطرة على حوالى ثلثي مساحة البلاد.
– لواء “فاطميون” الأفغاني ولواء “زينبيون” الباكستاني: أسس الحرس الثوري الإيراني اللواءين من مقاتلين أفغان وباكستانيين شيعة. وشارك هؤلاء في معارك عدة في سوريا، ويحتفظون اليوم بمواقع مهمة في دير الزور، فضلاً عن مناطق سورية أخرى.
ويُعد لواء “فاطميون”، وفق المرصد السوري، أحد أكبر الفصائل الموالية لإيران في سوريا.
وتفرض واشنطن منذ العام 2019 عقوبات على الفصيلين.
إضافة إلى المجوعات الأجنبية، أسّس الإيرانيون مجموعات محلية في دير الزور، بات ينتمي إليها آلاف المقاتلين السوريين الذين يحصلون على بدل مادي مغر.
ماذا عن المقاتلين الأكراد والعسكريين الأميركيين؟
تتمركز قوات “سوريا الديموقراطية”، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على الضفة الشرقية للفرات.
وقد تمكنت قوات “سوريا الديموقراطية” من السيطرة على كامل تلك المنطقة بدعم من التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين بقيادة واشنطن إثر معارك عنيفة مع تنظيم “داعش”، كان آخرها في العام 2019 في آخر معقل للتنظيم في سوريا في قرية الباغوز الحدودية.
وتتولى الإدارة الذاتية الكردية إدارة المنطقة عبر مجالس محلية.
وتنتشر قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في المنطقة، وتتواجد في قاعدة في حقل العمر النفطي، أو ما بات يعرف بـ”المنطقة الخضراء”، فضلاً عن حقل كونيكو للغاز.
وتنتشر القوات الأميركية في قواعد أخرى في سوريا في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال)، فضلاً عن قاعدة التنف جنوباً التي أنشئت في العام 2016، وتقع بالقرب من الحدود الأردنية والعراقية، وتتمتع بأهمية استراتيجية كونها تقع على طريق بغداد-دمشق.
ما هي أهمية المنطقة؟
تقع في محافظة دير الزور أبرز حقول النفط السورية، وتسيطر عليها قوات “سوريا الديموقراطية” وأهمها حقل العمر النفطي، وهو الأكبر في البلاد، فضلاً عن حقلي التنك وجفرا. كذلك، تسيطر على حقل كونيكو للغاز.
وتقع على الجهة الغربية حقول نفطية تسيطر عليها القوات السورية وتشمل حقول الورد والتيم والشولة والنيشان.
وتعد هذه المنطقة الحدودية طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولـ”حزب الله” اللبناني كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. وتستخدم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا.
وعلى مر السنوات، تعرضت شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك المجموعات إلى ضربات جوية، خصوصاً في المنطقة الممتدة بين الميادين والبوكمال. وقد تبنت القوات الأميركية بعضها، ونُسبت أخرى لإسرائيل التي تؤكد دائماً عزمها منع “التجذر الإيراني” في سوريا.

 

المصدر: النهار العربي