المرصد السوري لحقوق الإنسان: تركيا تتهم النظام السوري بعرقلة الحل السياسي

بعد الغضب من تصريحات وزير خارجيتها عن «المصالحة» بين الأسد ومعارضيه

21

 

أكدت تركيا أن موقفها من النظام السوري لم يتغير وأنها ترى أن مماطلته هي السبب في عدم حدوث تقدم في مسار الحل السياسي، وقالت إنها ستواصل جهودها الحثيثة لإيجاد حل دائم للنزاع في سوريا عبر التعاون مع جميع الشركاء في المجتمع الدولي بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري. وجاء ذلك فيما قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن هناك زيادة في الهجمات من منبج وتل أبيض على القوات التركية وباتجاه الحدود، مجدداً التأكيد على أن كلاً من الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بالتزاماتها بموجب التفاهمات الموقعة مع بلاده بشأن سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلجيتش، في بيان الجمعة، تضمن تفسيراً لتصريحات وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بشأن ضرورة التصالح بين النظام والمعارضة من أجل حل دائم في سوريا، إن تركيا، ومنذ بداية النزاع بسوريا، هي أكثر دولة بذلت جهوداً لإيجاد حل للأزمة في هذا البلد بما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري. وأضاف أن تركيا لعبت «دوراً ريادياً» في الحفاظ على وقف إطلاق النار في الميدان، وتأسيس «اللجنة الدستورية» عبر مساري أستانة وجنيف، إلى جانب تقديم الدعم الكامل للمعارضة السورية ولهيئة التفاوض. وأشار بيلجيتش إلى أن «المسار السياسي لا يشهد تقدماً حالياً بسبب مماطلة النظام»، قائلاً إن هذا هو ما أشار إليه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في تصريحاته.
وكان وزير الخارجية التركي قد قال خلال كلمة في ختام أعمال المؤتمر الـ13 لسفراء تركيا بالخارج في أنقرة الخميس: «علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم… يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإدارة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف».
وكشف جاويش أوغلو عن لقاء سريع عقده مع نظيره السوري فيصل المقداد، على هامش الاجتماع رفيع المستوى لحركة عدم الانحياز في بلغراد العام الماضي.
وتسببت تصريحاته في اندلاع مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف السوريين في المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، بسبب ما اعتبر تلميحاً من أنقرة لإعادة العلاقات مع النظام السوري ودفع المعارضة للتصالح معه بتدخل من جانب روسيا، بعدما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره التركي رجب طيب إردوغان التنسيق مع النظام بدلاً من اللجوء إلى عمليات عسكرية تستهدف تأمين الحدود الجنوبية لتركيا، بحسب ما صرح إردوغان عقب عودته من سوتشي حيث التقى بوتين الأسبوع الماضي.
ولم تعلق دمشق حتى الآن، رسمياً، على ما كشفه جاويش أوغلو عن لقائه المقداد في بلغراد.
وكانت صحيفة «تركيا» القريبة من الحكومة التركية، قد ذكرت قبل أيام، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن هناك احتمالاً لإجراء اتصال هاتفي بين إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، بناءً على طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن جاويش أوغلو قال إن هذا الأمر غير وارد في الوقت الحالي وإن إردوغان أكد لبوتين أنه يمكن إجراء الاتصالات على مستوى أجهزة المخابرات في البلدين، التي سبق لها عقد لقاءات لكن لم تسفر عن نتائج حتى الآن.
وتنصلت موسكو من الاقتراح الذي تحدث عنه الصحيفة قائلة إنه أمر يخص أنقرة ودمشق، فيما نفت دمشق أن يكون هناك اتصال كهذا في وقت قريب.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية إن بلاده التي توفر الحماية المؤقتة لملايين السوريين، تواصل إسهامها الفاعل في تهيئة الأجواء المناسبة من أجل العودة الطوعية والآمنة للاجئين، وفي الجهود الرامية لإيجاد حل للنزاع وفق خريطة الطريق المحددة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وأضاف أن تركيا ستواصل تقديم مساهمة قوية في الجهود الرامية لإيجاد حل دائم للنزاع في سوريا بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري، عبر التعاون مع جميع الشركاء في المجتمع الدولي، وأن «تضامننا مع الشعب السوري سيتواصل».
من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن هناك «زيادة في هجمات الإرهابيين»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً من منطقتي تل أبيض ومنبج شمال سوريا.
وفي تصريحات بشأن العملية العسكرية المحتملة التي أعلنت عنها أنقرة، في مايو (أيار) الماضي، ضد مواقع «قسد» في منبج وتل رفعت بهدف استكمال المناطق الآمنة بعمق 30 كيلومتراً في الأراضي السورية، قال أكار إن «الإرهابيين لا مكان لهم في المنطقة أبداً»، وإن بلاده «لا يمكنها أن تبقى متفرجة وصامتة في هذا الصدد».
وشدد أكار، في تصريحات ليل الخميس – الجمعة، على ضرورة امتثال الولايات المتحدة وروسيا للاتفاقيات المبرمة مع تركيا بشأن إخراج «الوحدات» الكردية من الأراضي السورية.
في غضون ذلك، جددت القوات التركية، أمس الجمعة، قصفها على مناطق انتشار «قسد» وقوات النظام بريف حلب الشمالي، فيما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بإصابة عدد من عناصر فصيل «الجبهة الشامية» بجروح متفاوتة، ليل الخميس، جراء استهداف سيارة عسكرية لهم على محور مارع بريف حلب الشمالي، مصدره مناطق انتشار قوات «قسد» والنظام، ما أدى إلى احتراق السيارة تماماً. وردت الفصائل السورية الموالية لتركيا، بقصف محيط قرى حربل وأم الحوش وتل قراح بريف حلب الشمالي بعدة قذائف مدفعية وصاروخية.
كما اندلعت اشتباكات على محاور التماس ضمن مدينة تادف بريف حلب الشرقي، بين فصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا من جانب، وقوات النظام والميليشيات الموالية له من جانب آخر، ترافقت مع استهدافات متبادلة بالقذائف والرشاشات الثقيلة.
وشنت القوات التركية والفصائل قصفاً مكثفاً على ريف الرقة، حيث سقطت قذائف مدفعية وصاروخية عدة على قرى معلك وجديدة بريف ناحية عين عيسى ومخيم عين عيسى وطريق حلب – اللاذقية الدولي (إم 4) بريف الرقة الشمالي.

 

 

 

المصدر:  الشرق الأوسط