المرصد السوري لحقوق الإنسان: تركيا تستأنف إرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا

14

 

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا استأنفت نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وذلك بإرسال دفعة جديدة من المقاتلين إلى مناطق الغرب الليبي ومن ضمنها العاصمة طرابلس، في خضم أزمة سياسية خانقة ومخاوف من عودة البلاد إلى مربع العنف وإثر توقيع مذكرة تفاهم مع حكومة عبدالحميد الدبيبة في مجال الطاقة أثارت العديد من الانتقادات الداخلية والخارجية.

وأوضح المرصد في تقرير نشره على موقعه الرسمي الخميس، وفق معلومات تحصل عليها من مصادره، أن “طائرة عسكرية تركية على الأقل نقلت مساء الأربعاء الماضي المرتزقة من الجنسية السورية الذين تجنّدهم المخابرات التركية في ليبيا، من مطار العاصمة التركية أنقرة إلى مصراتة وذلك بهدف إقحامهم في الحرب الليبية”.

ولعب المرتزقة السوريون المنتمون في أغلبهم إلى فصائل مسلحة جهادية معارضة لنظام بشار الأسد دورا هاما في دعم ميليشيات حكومة الوفاق الوطني السابق بقيادة فائز السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أثناء سعيها في 2019 لتحرير العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية من سطوة وسيطرة الجماعات المسلحة.

وأرسلت تركيا المرتزقة بعد توقيع السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول في 27 نوفمبر 2019 مذكرة تفاهم متعلقة بالتعاون العسكري والأمني، إضافة إلى مذكرة تفاهم أخرى متعلقة بتحديد مناطق الصلاحية البحرية في البحر المتوسط سمحت لأنقرة بالتنقيب عن الغاز، وأثارت انتقادات بعض القوى الإقليمية على غرار اليونان ومصر.

وذهب أغلب هؤلاء المرتزقة للقتال في الساحة الليبية مقابل وعود برواتب بالدولار أو تعويضات لعائلاتهم، وذلك لخدمة أجندة تركيا التوسعية في المنطقة، ولكن بعد انتهاء الحرب والاتفاق على وقف إطلاق النار تمهيدا لإيجاد حلول سياسية في ليبيا وجد أغلب المقاتلين أنفسهم في وضع مالي سيئ، بعد تقارير تحدثت عن قيام بعض القيادات بسرقة رواتبهم.

إرسال المرتزقة يأتي في ظل مخاوف من عودة ليبيا إلى مربع العنف، وبعد توقيع اتفاق جديد في مجال الطاقة

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف في سبتمبر الماضي أن “استياء وغضبا عارما يسودان أوساط المرتزقة السوريين في ليبيا بسبب التمييز بين القيادات والعناصر، بعد تأجيل نقل جثمان شاب سوري، كان ضمن صفوف “السلطان مراد” ليوارى الثرى في مكان نزوح عائلته في شمال غربي سوريا، حيث احتفظت القوات التركية بجثته في البراد في المعسكرات ضمن ليبيا لنحو أسبوع، إلى حين عودة عدد من قيادات الفصائل الموالية لتركيا، الذين يسمح لهم بالعودة وتقبل طلبات عودتهم فورا بعكس العناصر من المرتزقة”.

ورغم أن تقارير تحدثت عن قيام المخابرات التركية بإعادة عدد من المرتزقة السوريين وإجلائهم من الساحة الليبية بعد انتهاء الحرب بين قوات السراج والجيش الوطني الليبي، لكن مراقبين شككوا في تلك الخطوات واعتبروا الأمر مجرد مناورة تركية للتهرب من الضغوط الدولية والأممية التي طالبتها بسحب المسلحين تمهيدا لإيجاد حلول سياسية للأزمة الليبية، إذ تعتقد أنقرة أن تواجد المرتزقة يمنحها ورقة ضغط لا يمكن أن تفرط فيها.

وقد كشفت بعض المصادر أن تركيا عمدت إلى إجلاء عدد من المقاتلين المصابين وتعويضهم بعدد آخر، حيث أكد المرصد في يوليو الماضي أن المخابرات التركية أعادت 250 مقاتلا مصابا واستبدلتهم بـ250 آخرين ينتمون إلى فصائل “السلطان مراد”، و”صقور الشمال”، و”سليمان شاه”، و”فرقة الحمزة”، و”فيلق المجد”.

واستأنفت تركيا نقل المرتزقة السوريين في خضم تدهور الوضع الأمني في غرب ليبيا، حيث شهدت العاصمة وبعض مناطق المدن الغربية اشتباكات بين قوات موالية لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة وقوات موالية لحكومة فتحي باشاغا المدعومة من مجلس النواب.

وعبرت أنقرة عن دعمها لحكومة الوحدة الوطنية التي أبدت استعدادا لقبول السياسات والتدخلات التركية وهو ما أثار استياء فتحي باشاغا فيما تحدثت تقارير عن تلقي رئيس الحكومة المدعوم من البرلمان تحذيرات من قبل مسؤولين أتراك من مغبة سعيه لدخول العاصمة طرابلس بالقوة.

ويرى مراقبون أن قرار استئناف نقل المسلحين السوريين مرتبط كذلك بتوقيع اتفاقية جديدة في الأسبوع الجاري بشأن الطاقة وللتنقيب عن النفط والغاز في المياه المشتركة.

وفور توقيع الاتفاقية، رفضتها شخصيات ليبية على غرار رئيس مجلس النواب القرار، فيما سارعت قوى خارجية على غرار اليونان إلى التنديد بها، إذ أكد وزير الخارجية اليوناني أنّه ونظيره المصري سامح شكري، يعتبران حكومة طرابلس “فاقدة للشرعية”.

وكانت قوى دولية إضافة إلى الأمم المتحدة قد حذرت من تداعيات التدخل الأجنبي وإسهام المرتزقة في تأجيج الوضع في ليبيا، وسيكون هذا الملف من أكبر الملفات الحارقة أمام المبعوث الأممي الجديد عبدالله باتيلي.

 

 

 

 

المصدر: العرب