المرصد السوري لحقوق الإنسان: تفاصيل صادمة في مقتل الطفلة جوى تفضح الرواية السورية

27

 

لم يقتنع الشارع السوري بالرواية الرسمية التي قدّمتها سلطات النظام حول حادثة مقتل الطفلة جوي استنبولي، البالغة من العمر 4 سنوات، في حمص الشهر الماضي.

فعلى الرغم من محاولة لملمة الجريمة التي هزّت الأوساط لشناعتها، عبر إظهار القاتل على أنه مختل نفسياً ومضطربا، انهالت الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي اعتبرت رواية السلطات سيناريو ضعيفاً ومفبركاً.

والدها متوّرط.. قتلوها أمامه

وبالفعل، ظهرت اليوم بعض الحقائق، فقد تبيّن أن والد الطفلة جوى المدعو “طارق استنبولي”، وهو عنصر بأمن الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام، وتحديداً قوات “ماهر الأسد”، التي تنتشر حواجزها على الطرقات في المحافظات، تلقّى مبلغاً كبيراً من تاجر المخدرات (م.بـ) وهو من أبناء سلحب بريف حماة ويعمل مع ميليشيا “حزب الله” اللبناني، لتمرير شحنة كبيرة من المواد المخدرة، إلا أن الشحنة سرقت من قبل مجهولين بحسب زعم والد الطفلة “جوى”، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

فعمد تاجر المخدرات المذكور إلى تهديد والد جوى بعد رفض الأخير إعادة شحنة المخدرات أو المبلغ الذي تلقاه منه.

وحين لم ينفع التهديد، أرسل التاجر أحد عناصره لخطف الصغيرة، فقتلوها أمام أعين والدها الذي كان يشاهد صغيرته تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام أعينه عبر مكالمة بالصوت والصورة، قبل أن يتم تهريب القاتل إلى لبنان بهوية مزوّرة تحمل اسم شخص آخر.

كما كشف المرصد أيضاً، أن الجريمة تطلّبت تدخلاً من القصر الجمهوري للملمتها بعد أن أصبحت قضية رأي عام، وذلك كي لا يفتضح ملف المخدرات وانتشارها في سوريا.

سيناريو رسمي ضعيف لم يقنع أحداً

يشار إلى أن المأساة بدأت بعد إعلان اختفاء الطفلة جوى البالغة من العمر 4 سنوات منتصف آب/أغسطس الماضي، من أمام منزلها بحي المهاجرين بمدينة حمص وسط سوريا، ليشغل غيابها مواقع التواصل الاجتماعي وسط حملات انطلقت للبحث عنها.

وبعد أيام من الواقعة، أعلنت السلطات أنها وجدت جثة الصغيرة في إحدى مكبّات النفايات في المنطقة، وبررت أسباب الوفاة على أنها ناجمة عن ضرب الرأس بآلة حادة، لتعلن بعدها إلقاءها القبض على القاتل.

وادعت الرواية الرسمية حينها، أن المتهم “مدين الأحمد”، اعترف بجريمته بعد التحقيق معه، زاعماً أنه كان يراقب أطفال الحي وهم يلعبون، واختطف الطفلة جوى إلى داخل المنزل ليقوم باغتصابها قبل أن يقتلها ويرمي جثتها في مكب نفايات قرب مقبرة تل النصر في حمص.

ثم تناقلت الأوساط السورية بعد فترة أيضاً، وفاة المجرم المزعوم أثناء إجراء عملية جراحية في مستشفى “ابن النفيس” في العاصمة دمشق، وهو ما فجّر غضباً واسعاً حول الحقيقة.

وما زاد الشكوك حول صحة رواية النظام أيضاً، استقالة رئيس الطب الشرعي بحمص بسبب إجباره على تقديم تقرير غير دقيق حول الجريمة، وفق قوله، مؤكداً أنه غير مطابق لرواية “المجرم المزعوم” الذي ظهر على شاشات التلفزة التابعة للنظام.

جريمة فظيعة هزّت البلاد

يشار إلى أن حوادث اختطاف الأطفال كانت ازدادت إلى حد كبير في سوريا بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، في حين تصل عقوبة الخطف بغرض الاغتصاب تصل إلى السجن المؤبد سواء أكان المخطوف طفلاً أم بالغاً.

وقد هزّت حادثة “جوى” الأوساط السورية والعربية، وتحوّلت إلى قضية رأي عام، وسط مطالبات بإظهار الحقيقة كاملة.

في حين تعدّ هذه الجريمة واحدة من أفظع الجرائم التي وقعت ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، وتكتمت أجهزة المخابرات عن تفاصيلها، لتخرجها برواية لم تقنع أحداً!

أما ملف المخدرات، فقد أكدت تقارير عديدة خلال الفترة الماضية أن عشرات المجموعات المرتبطة بحزب الله تنشط في صناعة المخدرات لا سيما الكبتاغون في عدد من المناطق السورية، كما تنشط أيضاً في عمليات التهريب بين حدود البلدين.

 

 

 

المصدر:  المدينة