المرصد السوري لحقوق الإنسان: تمسك تركيا بـ«المخلب السيف» وقواعد أمريكية في الأردن.. ماذا يحدث؟

16

أطلقت تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا يوم 20 نوفمبر 2022، وذكرت أن هدف العملية ضمان أمن الحدود ومنع أي هجمات إرهابية تستهدف الشعب.

وبرَّرت وزارة الدفاع التركية العملية بأنّها تستندُ إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس، وجاءت تلك العملية بعد أيام من تفجير بشارع الاستقلال في إسطنبول، أوقع 6 قتلى وأكثر من 80 جريحًا.

أمريكا تستأنف عملياتها في سوريا

نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية، إن وزارة الدفاع تستعد لـ”استئناف وتوسيع كامل عملياتها الميدانية مع الشركاء الأكراد شمالي سوريا”، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية. وأضافت الصحيفة أن “المسؤولين توقعوا أن تُوتر خطوة البنتاجون العلاقات مع تركيا”، التي تحمِّل أكراد سوريا مسؤولية الهجوم الدامي في إسطنبول.

وذكرت الصحيفة نفسها أن 3 مسؤولين حكوميين، لم تكشف عن هوياتهم، يعتقدون أن أنقرة سترد على قرار واشنطن عبر إرسال قوات برية إلى شمال سوريا، لكن البيت الأبيض رفض الإقرار بعودة العمليات العسكرية في سوريا، وأضاف في تصريحات أودها موقع قناة “العربية” أن الوضع في شمال سوريا مقلق، وأن الأولوية للجهود الإنسانية.

المنطقة الآمنة

تستكمل تركيا إنشاء ما أسمته “المنطقة الآمنة” بعمق 32 كيلومترًا وتمتد لمسافة 480 كيلومترًا على طول الحدود بين الدولتين، بعد إبعاد القوات المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني من المناطق الحدودية الحساسة بين البلدين، وتمكين عودة اللاجئين السوريين، وضمان التأثير في الترتيبات السياسية النهائية لإنهاء الحرب بسوريا، وفقًا لـ”الغد“.

وأبلغ وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، يوم الأربعاء 30 نوفمبر، نظيره التركي، خلوصي آكار، أن الولايات المتحدة تعارض شن أنقرة عملية عسكرية جديدة في سوريا، وأنها تشعر بالقلق من الضربات الجوية التركية، التي تهدد الأفراد الأمريكيين في المنطقة.

وقف التصعيد

وفق بيان لوزارة الدفاع الأمريكية، دعا أوستن، خلال محادثة عبر الهاتف، آكار إلى وقف التصعيد في شمال سوريا، وأشار إلى معارضة “البنتاجون” الصارمة لشن تركيا عملية عسكرية جديدة.

وتقول الولايات المتحدة إنها تتفهم مخاوف تركيا الحليفة بحزب شمال الأطلسي بشأن سوريا، لكنها عارضت شنها غزوًا بريًّا، وقالت إن الغارات التركية هددت مباشرة سلامة الجنود الأمريكيين.

وساطة أمريكية وروسية

نقل موقع “السورية” عن ما وصفه بـ”مصدر رسمي تركي” أن أنقرة أعطت مهلة لروسيا والولايات المتحدة، من أجل إخراج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من مدن منبج وتل رفعت وعين العرب (كوباني) على الحدود السورية، وأنها لن تمدد المهلة الزمنية، التي لم يكشف عن تفاصيلها، مشيرًا إلى أن البديل عن خروج “قسد” هو عملية عسكرية برية.

وتحدث المصدر عن عرض اقترحته الولايات المتحدة بإعادة هيكلة “قسد”، وإبعاد الأسماء التي تتحفظ عليها تركيا، إلى جانب إعطاء دور أكبر للمكون العربي في منبج وتل رفعت وعين العرب، وأنه حال حصلت واشنطن على موافقة تركيا ستطبق هذه الخطة بداية يناير المقبل.

شروط تركيا

حسب تقرير “السورية“، طلبت واشنطن تعاون أنقرة في تقليص نفوذ المليشيات الإيرانية في المنطقة، إلا أن الأخيرة اشترطت على الجانب الأمريكي إنهاء سيطرة “قسد” على المنشآت النفطية، قبل النظر في المقترح الأمريكي.

وتابع أن “موسكو وضعت شروطًا تتعلق بملف أوكرانيا، مقابل تنازلات ميدانية وسياسية في ملف سوريا”، مضيفًا أن “روسيا سترفع الغطاء عن منطقة الشهباء في ريف حلب وعين العرب، لتسهيل دخول القوات التركية.”

نتائج عملية “المخلب السيف”

نقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إلى أن عملية “المخلب السيف” في شمالي سوريا والعراق حققت، منذ انطلاقها حتى الآن، “تحييد” 364 إرهابيًّا، ووصف الوزير العملية بأنها الأكبر في السنوات الأخيرة.

وأضاف: “نتيجة القصف الجوي والبري، دمرنا قواعد مقاتلي حزب العمال الكردستاني (التركي)، ما أدى إلى تدمير مستودعاتهم وملاجئهم”.

قواعد أمريكية في الأردن

من ناحية أخرى، سعت واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في الأردن، ضمن محاولاتها لتضييق الخناق على النفوذ الإيراني المتصاعد في سوريا والعراق، ونقلت مؤسسة “صدارة” للمعلومات والاستشارات عن من وصفتهم بـ”مصادر خاصة” أن الولايات المتحدة بدأت بناء قاعدتين عسكريتين ضخمتين جديدتين في الأردن سرًا.

وحسب تقرير “صدارة”، بات الأردن ينسق علاقاته مع واشنطن بعيدًا عن دوائر الحكومة، ووصفت المصادر ما يجري بأنه يقع ضمن الملفات الغامضة والمجهولة، مرجحةً أن بناء القواعد الجديدة، التي تنضم لأخرى عديدة قائمة في المملكة منذ سنوات، يدل على انخراط أردني في ترتيب أمريكي ما بالمنطقة.

عواقب وخيمة

لفت تقرير مؤسسة “صدارة” إلى أن عمليات البناء السرية للقواعد الجديدة تكشف حجم المساحة الخاصة الممنوحة للولايات المتحدة في الأردن، إلى جانب إثارتها لعدد من الأسئلة بشأن الحاجة لبناء قواعد جديدة، في ظل وجود عدد منها منذ سنوات.

وأشار إلى مخاوف من أي ارتدادات أمنية قد تقع على الأردن، نتيجة هذا التكدس العسكري الأمريكي، القريب من إيران ونفوذها في العراق وسوريا، لافتًا إلى أن طهران سبق أن أرسلت عدة رسائل إلى عمَّان تحذرها من مغبة التورط بتقديم أي تسهيلات أمريكية ضدها.

وفي المقابل، ترى عمان أن هذا الوجود الواسع والعلاقة الوثيقة يوفران حماية من التهديدات الخارجية، فضلًا عن توفير ضمانة أمريكية لدعم الاستقرار الداخلي.

المصدر: رؤية الإخبارية