المرصد السوري لحقوق الإنسان: داعش في 2022.. التنظيم يكثف هجماته خلال عام “خسارة الخلفاء”

21

 

يشارف عام 2022 على الانتهاء، وقد شهد خلاله عشرات العمليات من قبل قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، فيما قام الأخير بالمقابل بشن الكثير من الهجمات الدموية، التي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات.

وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الإعلان عن هزيمة التنظيم، ومقتل العديد من قياداته، تستمر عمليات التحالف وهجمات داعش، فيما تطرح تساؤلات عن مستقبله وعن قوته وتواجده وانتشاره في سوريا والعراق خلال العام المقبل.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد إن مداهماتها أحبطت، الجمعة، هجوما كان مخططا له في ليلة رأس السنة الجديدة. وقالت القوات في بيان إن مقاتلي داعش يختبئون في مناطق سكنية ومزارع.

ونجحت الحملة المدعومة من الولايات المتحدة التي استمرت لسنوات في سحق سيطرة المتشددين على الأراضي في العراق وسوريا، لكن مقاتلي داعش يحتفظون بخلايا نائمة وشنوا هجمات قتلت المئات من العراقيين والسوريين في السنة الماضية.

ويرى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن تكثيف داعش لعملياته خلال عام 2022 هو مؤشر واضح على أن التنظيم سيكون فاعلا في العام المقبل.

ويقول عبد الرحمن في حديثه لموقع “الحرة” إن “داعش في بداية الأشهر الأولى من العام (2022) كانت عملياته قليلة، لكنه بدأ يزيد من نشاطه وعملياته خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (…) وقام بتنفيذ عشرات الهجمات في مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومناطق النظام السوري”.

وأضاف أن هذه الهجمات تمت رغم الحملات والعمليات العسكرية من قبل التحالف الدولي وقسد، و”داعش لا يزال موجودا عبر الخلايا النائمة، ويتحرك بحرية في كثير من المناطق السورية”.

وأوضح أنه “عندما يضرب داعش من درعا على الحدود الأردنية، ومن الرقة على الحدود التركية، ومن ريف البوكمال على الحدود العراقية، وأطراف حلب وحمص، وفي دمشق، فهذا يدل على أن التنظيم موجود في بقعة جغرافية كبيرة”.

وقال المرصد في تحقيق مطول نشره، الخميس، إن داعش “يعمل على استغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عملياته، ليرسل عبرها رسالة صريحة مفادها أن التنظيم سيظل باقيا”.

ويتابع “في المقابل، تقوم قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي بحملات أمنية مضادة، إضافة إلى العمليات الأمنية التي تشنها قوات النظام بين الحين والآخر، فضلا عن الضربات الجوية المكثفة من قبل سلاح الجو الروسي”.

خسائر التنظيم

وأفادت القيادة المركزية الأميركية، الخميس، عن قيامها بنحو 313 عملية ضد داعش في عام 2022 في سوريا والعراق، معظمها بالتعاون مع القوات التي يقودها الأكراد.

ووفقا لبيان القيادة المركزية الأميركية، تم اعتقال 215 مسلحا من تنظيم داعش وقتل 466 في سوريا.

وخسر تنظيم داعش أكثر من 566 من عناصره وقياداته خلال العام 2022 ضمن مناطق سورية مختلفة، وبطرق وأساليب متفرقة من استهدافات جوية وبرية وعمليات اغتيال وعمليات أمنية واشتباكات وما إلى ذلك، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولعل العام 2022 كان عام “خسارة الخلفاء للتنظيم”، حيث خسر بداية، عبد الله قردش، خليفة أبو بكر البغدادي، في شهر فبراير، بعملية أمنية للتحالف في محافظة إدلب، ومن ثم خسر قائده الآخر وهو، عبد الرحمن العراقي، على يد الفصائل المحلية بدرعا وتحديدا بمدينة جاسم خلال عملية أمنية في شهر أكتوبر الماضي.

ومني تنظيم داعش الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق في العام 2017 ثم في سوريا في العام 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته. إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن محدودة في البلدين خصوصاً ضد القوى الأمنية. كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى، وفقا لفرانس برس.

ونجحت القوات الأميركية في اعتقال قادة جهاديين من التنظيم المتطرف في عمليات عدة قتل في أبرزهما زعيما تنظيم الدولة الإسلامية السابقان أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019 ثم أبو إبراهيم القرشي في فبراير الماضي في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وفي يوليو، أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ماهر العكال، في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية، ووصفته القيادة المركزية في البنتاغون بأنه “أحد القادة الخمسة الأبرز” في التنظيم المتطرف.

وفي 6 أكتوبر الماضي، قتلت القوات الأميركية القيادي الداعشي، راكان الشمري، بعملية خاصة قرب القامشلي في شمال سوريا.

وبعدها بيوم واحد قال الجيش الأميركي إنه نفذ ضربة جوية في شمال سوريا أسفرت عن مقتل اثنين من أعضاء داعش من بينهما قائد بالتنظيم يدعى أبو هاشم الأموي.

ويدعم حوالي 900 جندي أميركي في سوريا قتال القوات التي يقودها الأكراد ضد داعش، وكثيرا ما استهدفوا مقاتلي التنظيم، غالبا في أجزاء من شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة الأكراد.

عمليات داعش

ومن جانب آخر، أظهر تحقيق المرصد الذي نشر، الخميس، أن تنظيم داعش قتل 260 من قوات النظام والميليشيات الموالية له، كما قتل أكثر من 345 شخص ضمن مناطق الإدارة الذاتية (مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية).

ويشير المرصد السوري إلى أن هناك حصيلة أخرى إضافية لعملية “سجن غويران” والخسائر الفادحة التي شهدتها، والجرائم التي ارتكبتها خلايا وأذرع التنظيم ضمن مخيم الهول أيضا.

وشن تنظيم داعش أكبر وأعنف عملياته في سوريا منذ تاريخ إعلان إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، وتمثل بهجوم منظم وعملية كبيرة استهدفت سجن غويران ضمن مدينة الحسكة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والذي يضم 3500 سجين من التنظيم على الأقل.

وأدت عملية سجن غويران إلى سقوط أكثر من 508 قتلى وهم: 4 مدنيين و3 متعاونين مع الدفاع الذاتي، و156 من القوات العسكرية المشاركة في العملية المضادة، و345 من تنظيم داعش، بينهم 140 قتلوا باستهدافات جوية من قبل طائرات التحالف الدولي.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 29 جريمة قتل شهدها مخيم الهول على يد أذرع تنظيم داعش خلال العام 2022، أدت إلى مقتل 32 شخصا.

المختطفون لدى داعش

وعلى الرغم من انقضاء نحو 45 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على داعش كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى التنظيم، دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، وفقا للمرصد.

ويقول “تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين، ومنهم الأب باولو دالوليو، والمطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل، وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور”.

 

 

المصدر:   الحرة