المرصد السوري لحقوق الإنسان: رفض دولي وسوري لعملية تركيا العسكرية على حدودها الجنوبية

21

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، مواصلة بلاده الأعمال المتعلقة باستكمال الخط الأمني ​​على حدودها الجنوبية مع سوريا عبر عمليات جديدة، ترفضها دمشق إلى جانب موسكو وواشنطن.

وأضاف أردوغان في كلمة خلال اجتماع لحزب “العدالة والتنمية”، بالعاصمة أنقرة: “مزقنا الممر الإرهابي المراد تشكيله على حدودنا الجنوبية من خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ودرع الربيع (في سوريا) والمخلب – القفل (في العراق)”.

وأوضح أن “المنطقة الممتدة بعمق 30 كم بمحاذاة حدودنا الجنوبية هي منطقتنا الأمنية ولا نريد أن يزعجنا أحد هناك، ونقوم بخطوات في هذا الخصوص”.

وتعتزم أنقرة شن عملية ضد القوات الكردية في شمال سوريا، في فصل جديد ضمن نزاع يتكرر منذ 4 عقود، في خضم نقاش حول انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” تعارضه أنقرة، بسبب دعم البلدين لـ”حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه أنقرة “إرهابياً”.

وترغب أنقرة في إنشاء “منطقة آمنة” ستفصل تركيا عن الأراضي التي تقع تحت سيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية المتحالفة مع “حزب العمال الكردستاني”، علماً أن “وحدات حماية الشعب” تلقت الدعم من الولايات المتحدة أثناء محاربتها تنظيم “داعش”.

الرد السوري

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، في وقت لاحق السبت، إن بلاده تتابع ما وصفها بالتصريحات “العدوانية” لتركيا، بشأن إنشاء “ما يسمى المنطقة الآمنة شمال سوريا”.

ونقلت الوكالة السورية للأنباء “سانا” عن المصدر، قوله إن دمشق تتابع “الاعتداءات المتكررة والمستمرة على الأراضي السورية والتي أودت بحياة عدد من المواطنين”.

وأضاف المصدر أن “التهديدات العدوانية للنظام التركي تشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ولسيادة ووحدة وسلامة أراضي سوريا، وتتناقض مع تفاهمات ومخرجات مسار أستانا”.

كما أشار إلى أنها تشكل “تهديداً جدياً للسلم والأمن في المنطقة، وتنسف كل التفاهمات السابقة برعاية دولية والتي تمت على خطوط مناطق خفض التصعيد”.

قصف تركي

من جهته، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (معارض) بنزوح غالبية سكان بلدة أبو راسين بريف الحسكة نتيجة القصف التركي المكثف على مناطق واسعة في البلدة، موضحاً أن “القوات التركية والفصائل الموالية لها تكثف عمليات القصف البري بالمدفعية وراجمات الصواريخ”.

وأضاف أن سكان قرى أبو راسين القريبة من الحدود التركية “نزحوا إلى أماكن أكثر أمناً بعد استهداف المرافق الحيوية والمدارس والمنازل بشكل مباشر”، مشيراً إلى أن نسبة النازحين تقدر بنحو 85% من إجمالي عدد السكان.

ولفت المرصد إلى أن القوات التركية وفصائل موالية لها “أجرت مناورات عسكرية في منطق رأس العين/سري كانيه، شمال غربي محافظة الحسكة على الحدود التركية- السورية”.

وأضاف المرصد أن القوات التركية المتمركزة ضمن منطقة “نبع السلام” تقصف بالصواريخ والمدفعية منذ ساعات الصباح الأولى قرية أم الكيف بريف تل تمر، شمال غربي الحسكة، مما تسبب بإصابة 6 عناصر من قوات الجيش السوري.

وشهدت العملية التركية “المرتقبة” معارضة روسية وأميركية، إذ قالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد في مقابلة مع “الشرق”، إن بلادها تعارض العملية العسكرية التركية المتوقعة في شمال سوريا، وشددت على أن واشنطن تعارض “أي أعمال من شأنها زيادة زعزعة استقرار هذه المنطقة”.

كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان، الخميس الماضي، إن موسكو تأمل أن “تحجم” تركيا عن شن هجوم في شمال سوريا، مشيرةً إلى أن “عدم موافقة الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية، سيشكل انتهاكاً مباشراً لسيادة ووحدة أراضي سوريا وسيؤدي إلى تصعيد جديد للتوتر في هذا البلد”.

 

 

 

 

المصدر: الشرق