المرصد السوري لحقوق الإنسان: روسيا تستعين بمقاتلي النظام السوري في حربها.. نشرتهم بأوكرانيا وكلفتهم بهذه المهام

18

 

نشرت روسيا أكثر من 500 مقاتل سوري في أوكرانيا، لأداء أدوار غير قتالية في المقام الأول، وكلّفتهم بحماية المنشآت في لوغانسك ودونيتسك في الأشهر القليلة الماضية، وذلك بحسب ما نقله موقع  Middle East Eye البريطاني، عن مصادر استخباراتية إقليمية، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

إذ قالت المصادر إنَّ المقاتلين المتمرّسين ينتمون أساساً إلى وحدات موالية للنظام السوري، تدعمها وتدرّبها وتديرها روسيا في القتال ضد قوات المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

في السياق، صرَّح مسؤول في النظام السوري، تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، لموقع Middle East Eye، بأنَّ روسيا جنَّدت السوريين، بمن فيهم مقاتلون سابقون، من خلال قواتها الخاصة وشركة المقاولات العسكرية الخاصة سيئة السمعة “فاغنر”، ونقلتهم إلى أوكرانيا.

روسيا تتلقى طلبات للحرب معها

في مارس/آذار، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنَّ موسكو تلقَّت أكثرَ من 16 ألف طلب من أشخاص في دول الشرق الأوسط، للمساعدة في القتال في أوكرانيا.

ومع ذلك، اعتبر العديد من المراقبين هذا التصريحَ محاولةً لتخويف أوكرانيا ودول أوروبية أخرى في الأيام الأولى للصراع.

وفي مارس/آذار أيضاً، أفاد موقع Middle East Eye، بأنَّ الإعلانات كانت تُنشَر في سوريا، وتدعو مجندين محتملين إلى الانضمام لها، ووعدت برواتب كبيرة تبلغ حوالي 3000 دولار، اعتماداً على المهارات والخبرات المحددة التي يتمتع بها كل شخص، وهي مبالغ كبيرة قياساً على الاقتصاد السوري المحطّم.

فيما أصدرت قناة تليغرام الرسمية لـIS Hunters، وهي جماعة مدعومة من روسيا، تأسّست في عام 2017 لمحاربة داعش، دعوةً واسعة النطاق للمجندين للحضور إلى قاعدتهم في حمص للتسجيل، للقتال إلى جانب الروس في أوكرانيا.

لكن مع وجود أدلة قليلة على نشر سوريين في أوكرانيا بعد تقارير عن التجنيد، نشأت شكوك في أنَّ الدعوات إلى حمل السلاح كانت عملية احتيال.

مهمة المقاتلين السوريين

كما أضاف المسؤول بالحكومة السورية لموقع Middle East Eye، أنَّ حوالي 1000 مقاتل سوري نُقلوا إلى روسيا للتدريب، لكن نصفهم فقط ذهبوا إلى أوكرانيا.

المسؤول أوضح أنَّ المهمة الرئيسية للمقاتلين السوريين هي توفير الأمن والحماية للمناطق التي تديرها مجموعة فاغنر ومقاولون عسكريون آخرون، في لوغانسك ودونيتسك، لكن يمكن استدعاؤهم إلى الجبهة للقتال إذا ظهرت حاجة طارئة أو ملحة.

كييف تؤكد انتشار سوريين على أراضيها

في غضون ذلك، قال مسؤول أوكراني لموقع Middle East Eye، إنَّ كييف قد رأت مؤشرات ميدانية على انتشار سوريين في أوكرانيا.

حيث يقول أشخاص مطلعون على الانتشار السوري، إنَّ المقاتلين لم يُرسَلوا إلى الخطوط الأمامية بسبب مجموعة من المشكلات الفنية؛ مثل المشكلات التي قد تنشأ بسبب التنسيق والحاجز اللغوي.

وقال شخص مطّلع على المسألة: “لن يكونوا قادرين على التواصل بسلاسة مع زملائهم في الأفواج الروسية في ساحة معركة مفتوحة، ويمكن على سبيل المثال أن تقصفهم المدفعية الروسية”، مضيفاً: “ستكون هناك مشكلات في الإدارة؛ لأن الجبهة كبيرة جداً”.

المصادر المطلعة قالت أيضاً لموقع Middle East Eye، إنَّ السوريين ربما يخدمون تحت إشراف المقاول العسكري الروسي Shchit (الدرع)، ومجموعة فرعية تابعة لفاغنر، تُدعى Task Force Rusich، التي اكتسبت سمعة بسبب أيديولوجيتها النازية الجديدة، التي أعلنتها بنفسها أثناء انتشارها في شرق أوكرانيا في 2014.

الضحايا السوريون

ووردت بالفعل تقارير عن سقوط ضحايا سوريين في شرقي أوكرانيا، فقد زعم  المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي مجموعة ناشطة مقرها المملكة المتحدة، تراقب الصراع في سوريا، في وقت سابق من هذا الشهر، أنَّ تسعة مقاتلين من لواء القدس وقوات النمر قد لقوا مصرعهم، منذ سبتمبر/أيلول.

وزعم المرصد أيضاً أنَّ 2000 مقاتل سوري شاركوا في الدفاع عن الأراضي التي تحتلها روسيا في خيرسون ودونيتسك.

ومع ذلك، قال المسؤول الحكومي السوري إنَّ عدد القتلى السوريين أعلى بكثير من المُبلَّغ عنه؛ إذ قُتِل 50 على الأقل في القصف الأوكراني حتى الآن.

المسؤول أضاف: “السوريون لا يشاركون في القتال الفعلي، فهم يقدمون بالأساس خدمات لوجستية بالقرب من الخطوط الأمامية، ومع ذلك هناك عدد قليل منهم يعملون ضمن قوات المدفعية”.

 

المصدر:  عربي بوست