المرصد السوري لحقوق الإنسان: زلزال تركيا وسوريا.. جهود الإغاثة تتواصل وحصيلة الضحايا تتجاوز 41 ألفا

17

تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا 41 ألفا، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين مع دخول  اليوم العاشر على الكارثة.

وفي أحدث إعلان لحصيلة الضحايا، قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، الثلاثاء، إن عدد قتلى الزلزال في تركيا ارتفع إلى 35 ألفا و418 قتيلا، لافتا إلى أنه “الأسوأ في تاريخ بلادنا الحديث”، حيث أثر على 13.5 مليون تركي.

وأضاف: “الزلازل المدمرة التي هزت البلاد كانت بقوة القنابل الذرية”، لافتا إلى أن نحو 47 ألف مبنى تأثر بالزلزال، ونحو 20 ألفا ستتم إزالتها.

ويشارك نحو 9046 عنصرا أجنبيا من 100 دولة، في أعمال البحث والإنقاذ بمناطق الزلزال جنوبي تركيا، وسط توقعات بقدوم 497 رجل إنقاذ إضافيين خلال الأيام المقبلة.

وفي سوريا، أفادت وكالة “رويترز”، بأن أكثر من 5841 شخصاً لقوا حتفهم، استناداً إلى وسائل إعلام رسمية سورية، ووكالة تابعة للأمم المتحدة.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أحدث بياناته، إن عدد القتلى في مناطق النظام وصل إلى 2260 شخصاً، فيما بلغ في مناطق المعارضة 3541 قتيلاً.

بينما قال وزير الصحة التابع للنظام السوري “حسن الغباش”، الثلاثاء، إن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت إلى 1414 وفاة و2357 إصابة، وذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

وأشار “الغباش” إلى أن فرق الإنقاذ تعمل على مدار 24 ساعة، بأقصى طاقتها، للوصول إلى جميع الضحايا، ونقل المصابين إلى المشافي، وتقديم جميع الخدمات الإسعافية والطبية لهم، وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية.

ووفق فريق “الخوذ البيضاء” الإغاثي بمناطق المعارضة، فقد تم توثيق انهيار أكثر من 550 مبنى، بينما تضرر بشكل جزئي أكثر من 1570 مبنى.

من جانبها، اعتبرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن الزلزال هو “أكبر كارثة طبيعية خلال قرن” تضرب بلدا واقعا ضمن منطقتها الأوروبية.

وقال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة “هانس كلوغه”، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: “نحن شهود على أكبر كارثة طبيعية في منطقة الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية خلال قرن وما زلنا نقيّم حجمها”.

وأضاف أن “التكلفة الحقيقية لم تُحدد بعد، وسيستغرق التعافي والشفاء منها وقتا وجهدا هائلَين”، مذكرا بأن نحو 26 مليون شخص “يحتاجون إلى مساعدة إنسانية” في تركيا وسوريا.

فيما أفادت الأمم المتحدة بأن تقديراتها تشير إلى أن أكثر من 7 ملايين طفل تأثروا بالزلزال المدمر والهزات الارتدادية التي أعقبته في تركيا وسوريا.

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) “جيمس إلدر”، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن عدد الأطفال في الولايات التركية العشر التي ضربها الزلزال يبلغ 4.5 ملايين طفل، وإن عدد الأطفال الذين تأثروا بالكارثة في سوريا يبلغ 2.5 مليون.

وأعربت المنظمة عن مخاوف من أن يكون آلاف الأطفال قد لقوا حتفهم في البلدين جراء الزلزال وتوابعه.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى إمكانية ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال إلى 50 ألف قتيل.

وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش”، الذي كان قد أعلن في وقت سابق موافقة رئيس النظام السوري “بشار الأسد” على فتح معبرين إضافيين، نداء طارئا لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا على مدى ثلاثة أشهر.

ودعا “جوتيريش” كل الدول الأعضاء إلى “تمويل كامل ومن دون تأخير” لهذه الجهود من أجل تأمين “مساعدة إنسانية يحتاج إليها نحو خمسة ملايين سوري، تشمل المأوى والرعاية الطبية والغذاء”.

وضرب زلزال مدمر بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، فجر 6 فبراير/شباط، مناطق جنوبي تركيا وشمالي ووسط سوريا، كما طال مناطق شمالي وشرقي لبنان، وعمت ارتداداته منطقة شرق المتوسط مخلفا حتى الآن عشرات الآلاف من الضحايا ودمارا كبيرا.

وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم، إذ تتموضع على خط صدع عميق، وكانت قد شهدت بالإضافة إلى ما سبق عددا كبيرا من الزلازل والهزات الأرضية.

أبرز هذه الزلازل ما حصل في يناير/كانون الثاني 2020 بمنطقة إلازيغ، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا، وأخيرا في دوزجا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2022.

وفي 1999، كانت تركيا قد شهدت زلزالا اعتبر ثاني أكبر زلزال في التاريخ التركي، بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، واستمر 45 ثانية، وأوقع أكثر من 17 ألف قتيل و43 ألف مصاب.

 

 

 

المصدر:   الخليج الجديد