المرصد السوري لحقوق الإنسان: سوريون عائدون لمناطقهم يشكون وصفهم بداعش: مخيم الهول أرحم لنا

23

 

تزوجت نورا الخليف من أحد مؤيدي تنظيم داعش ثم انتهى بها الأمر بدون زوجها في مخيم سوري يعتبره الكثيرون آخر جيب للخلافة المزعومة مازال على قيد الحياة.
عادت المرأة البالغة من العمر 31 عاما إلى مسقط رأسها خارج مدينة الرقة الشمالية منذ ثلاث سنوات، لكنها تكافح للتخلص من وصمة العيش في مخيم الهول.
وقالت الخليف من منزل والدها بالقرب من الرقة حيث تعيش الآن مع طفليها “معظم جيراني يطلقون عليّ انت من أنصار داعش”، وفقا لفرانس برس.
وتابعت: “كان الجيران يقولون لنا: ها هم أنصار داعش، ونحن نمر في الشارع. كان جوابي: الذي تتحدثون عنه، لم يعد موجودا”.
وأضافت: “إنهم (الناس) يصرون على جرّي للوراء ويجعلوني أفكر في الماضي باستمرار ، بدلاً من مساعدة أطفالنا (على الاندماج) هنا، يجعلون الأمر أسوأ بالنسبة لهم”، لافتة: “(منذ أن غادرت مخيم الهول) لم أشعر بأي راحة على الإطلاق، لا مالية ولا عاطفية”.
وتؤكد الخليف قائلة: “هل تصدقني إذا قلت إن (مخيم) الهول كان أرحم بنا بكثير مما هو عليه هنا. أقسم أنه كان أفضل بكثير”، مضيفة: “أردت أن يحصل أطفالي على التعليم ، لأنه لا يوجد تعليم جيد في مخيم الهول. تركته من أجل أطفالي”.
“كثيرا ما أقول لأمي وجيراني إنني أشعر بالاسف لمغادرة مخيم الهول”، حسب الخليف.
لا تزال قرية الهول الواقعة في الشمال الشرقي الخاضع للسيطرة الكوردية تأوي حوالي 56 ألف شخص، معظمهم من السوريين والعراقيين، وبعضهم على صلات بتنظيم داعش.
هناك حوالي 10000 أجنبي، بما في ذلك أقارب مقاتلي تنظيم داعش، ويشعر المراقبون بقلق متزايد مما كان يُقصد به أن تتحول منشأة الاحتجاز المؤقت إلى أرض خصبة للمتطرفين.
معظم سكان الهول هم أشخاص فروا أو استسلموا خلال أيام احتضار “الخلافة” المزعومة التي أعلنها تنظيم داعش في أوائل عام 2019.
زعماء القبائل 
في عام 2014، تزوجت خليف من متطرف سعودي المولد وعاشت معه في العديد من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش قبل أن يفصل القتال بينهما. ولم تسمع أي أخبار عن زوجها منذ مغادرتها إلى الهول في عام 2019.
بعد بضعة أشهر من العيش في المخيم، سُمح لخليف بالمغادرة مع مئات السوريين الآخرين بموجب اتفاق بين زعماء العشائر السورية والسلطات الكوردية المشرفة على المنشأة.
منذ ذلك الحين ، سُمح لأكثر من 9000 سوري بالخروج من مخيم الهول بموجب مثل هذه الصفقات التي تهدف إلى إفراغ المخيم من المواطنين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره في بريطانيا.
عودة خليف للوطن لم تكن جميلة على الإطلاق.
قالت إنها تكافح من أجل كسب قوت يومها من تنظيف المنازل وتواجه شكوكا مستمرة. وقالت: “بعض العائلات لا تسمح لي بتنظيف منازلهم لأنني أرتدي النقاب ولأنهم يعتقدون أنني من مؤيدي داعش”، “المجتمع لن يقبلني”.
رتب شيخ عشيرة من الرقة تركي الصوان للإفراج عن 24 عائلة من الهول بهدف تسهيل إعادة اندماجهم في مجتمعاتهم، لكنه أقر بأنها لم تكن مهمة سهلة.
وصرح لوكالة فرانس برس “اعرف اسرهم وهم من منطقتنا”، موضحا موافقته على ذلك.
وقال: “لكن عدم تسامح المجتمع تجاه هؤلاء الناس هو رد فعل على الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم داعش ضد المدنيين في المنطقة خلال فترة حكمه”.
حذرت سارة إبراهيم وهي من سكان الرقة، من خطر وصم العائدين من الهول ومعظمهم من النساء والأطفال.
وقالت: “الكثير من العائلات في الرقة ترفض التعامل مع هؤلاء الناس وهذا، قد يدفعهم نحو التطرف في المستقبل”.
تعصب

خوفًا من التحيز، ابتعدت أمل عن الأضواء منذ وصولها إلى الرقة قبل سبعة أشهر من الهول. كانت الجدة البالغة من العمر 50 عاما وأفراد عائلتها من بين آخر من هربوا من الباغوز، حيث وقف الدواعش في موقفهم الأخير.

قالت وهي ترتدي نقاباً يغطي وجهها: “جيراني في الرقة لا يعرفون أنني كنت في مخيم الهول، وأخشى أن يكون لدى الناس فكرة سيئة إذا علموا أنني كنت أعيش هناك”.
وأضافت: “ما دمت مرتاحة في حياتي … ليست هناك حاجة لأن يعرف الناس”.
ولا تزال أم محمد، التي فرت من الباغوز قبل ثلاث سنوات، تتأقلم مع الحياة في الرقة منذ مغادرتها مخيم الهول أواخر العام الماضي بضمانات قبلية.
وتساءلت: “متى سيتوقف المجتمع عن معاملتنا مثل أنصار داعش؟”، مضيفة: “أريد فقط أن أعيش في سلام وراحة”.

 

 

المصدر: رووداو