المرصد السوري لحقوق الإنسان: شمال سوريا…قصف روسي يقتل 6 عناصر من «الجبهة الوطنية»

23

سقط 6 قتلى وأصيب 9 آخرون في صفوف فصيل «صقور الشام» المقرب من أنقرة، نتيجة غارات جوية نفذتها مقاتلات حربية روسية، استهدفت معسكراً لهم في ريف إعزاز في ريف حلب شمال سوريا، بينما وثقت منظمة إنسانية الحصيلة النهائية للانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين نتيجة الاقتتال بين فصائل المعارضة شمال سوريا، مشيرة إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة 38 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن نزوح 1600 عائلة من المخيمات نتيجة الاشتباكات.

نزوح الآلاف وتضرر عشرات الخيم نتيجة الاقتتال بين الفصائل المعارضة

وقالت مصادر محلية، إن مقاتلات حربية روسية شنت، الأحد، خمس غارات جوية على الأقل استهدفت خلالها أماكن قرب بلدة قطمة ضمن مناطق بناحية شران في ريف عفرين، شمال غربي حلب.
وتسبب القصف بمقتل ستة عناصر من فصيل «صقور الشام» الذي يترأسه القيادي «أبو عيسى الشيخ»، العامل ضمن صفوف «الجبهة الوطنية للتحرير»، كانوا ضمن معسكر للتدريب بين مدينتي إعزاز وعفرين شمالي حلب، وقال المصدر إن «الطيران الحربي الروسي استهدف أطراف مدينة إعزاز من الجهة الغربية المحاذية لبلدة قطمة، التي تفصل إعزاز عن مدينة عفرين، تلاها مشاهدة طيران استطلاع روسي».
ونشرت «حركة التحرير والبناء»، التابعة لـ «الجيش الوطني»، على حسابها الرسمي عبر موقع «تويتر» بياناً قالت فيه إن إحدى الغارات استهدفت معسكراً تابعاً لها يضم مجموعات من جيش النخبة التابع لحركة صقور الشام.
الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني العميد أيمن شرارة، أشار في اتصال مع «القدس العربي» إلى البيان الصادر عن وزارة الدفاع لدى الحكومة السورية المؤقتة حول القصف. وقال البيان إن «طائرات النظام المجرم استهدفت في تمام الساعة الثامنة صباح الأحد، المباني العسكرية والمدنية في منطقتي عفرين وإعزاز شمالي محافظة حلب بخمس غارات جوية، أدت إلى ارتقاء شهداء وجرحى معظمهم من المدنيين».

تنديد بالهجمات

وندد البيان بالهجمات التي شنتها المقاتلات الروسية، لافتاً إلى أن «المناطق التي جرى استهدافها صباح أمس تضم ملايين السكان المدنيين الذين هجروا بسبب إجرام نظام الأسد وحلفائه من الميليشيات الإرهابية الانفصالية والطائفية، وإن استهدافهم مجدداً من قبل المجرمين أنفسهم يدل على عقليتهم الإرهابية المتجذرة في معاقبة كل من عارض أعمالهم الوحشية طوال أحد عشر عاماً».
وحمّلت وزارة الدفاع المجتمع الدولي مسؤولياته في حماية المدنيين، من خلال «دعم الجيش الوطني السوري بالأسلحة النوعية لمواجهة إجرام طائرات نظام الأسد، ووضع حد لمجازره المستمرة بحق الشعب السوري». وجاء القصف الروسي غداة دخول «هيئة تحرير الشام» إلى مدينة عفرين، بعد اتفاق عقد بينها وبين «الفيلق الثالث»، وانسحابها من عفرين وتسليم كافة المواقع لفصيل «حركة أحرار الشام».
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد كان وفد من الجهاز الأمني التابع لـ «هيئة تحرير الشام» وصل، السبت، إلى مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، واجتمع مع قيادة الفيلق الثالث قرب معبر باب السلامة، وسط استنفار أمني للشرطة العسكرية على مداخل المدينة.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة «منسقو استجابة سوريا» الحصيلة النهائية للانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين خلال الأحداث الجارية في ريف حلب الشمالي والشرقي.
ووفقًا للمنظمة فقد تم استهداف 11 مخيمًا في المنطقة نتيجة الاشتباكات والاستهدافات العشوائية، تسببت بتضرر أكثر من 58 خيمة بين أضرار جزئية وأضرار كاملة. كما قتل 5 مدنيين وأصيب 38 مدني معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن نزوح 1600 عائلة من المخيمات وأكثر من 1200 عائلة أخرى داخل المدن والبلدات نتيجة الاشتباكات.
وحذر فريق «منسقو استجابة سوريا» كافة الأطراف من «عودة استهداف المدنيين وخاصة في المخيمات وذلك لكونها مصنفة كجرائم حرب، إضافة إلى عدم قدرة المدنيين بشكل عام وقاطني المخيمات بشكل خاص على النزوح من مكان إلى آخر» وطالبت كافة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، عودة العمل في مختلف المناطق واعادة العمليات الإنسانية للمدنيين، والعمل على تعويض الأضرار الناجمة عن الأحداث الأخيرة في مخيمات النازحين وأبرزها إعادة تأهيل المأوى للعائلات التي فقدت خيامها.
بموازاة ذلك، أعلنت كتائب المعارضة عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري، والميليشيات المساندة له، على جبهات ريفي إدلب وحلب، خلال الـ 24 ساعة الماضية، وإعطاب مدفع من عيار 23 م.ط.
ونقلت شبكة بلدي نيوز المحلية الإخبارية، عن مصدر عسكري قوله، إن «سرية القنص في غرفة عمليات الفتح المبين، تمكنت من قنص عنصر من قوات النظام السوري، على محور مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي يوم أمس السبت 15 من تشرين الأول/ أكتوبر».
وأضاف المصدر أن «السرية تمكنت صباح الأحد أيضاً، من قنص عنصر آخر من جنود قوات النظام السوري، والميليشيات المساندة له في المحور آنف الذكر ايضاً».
وبيّن المصدر أن عمليتي القنص، تمتا عقب رصد محاولة تسلل لجنود قوات النظام السوري إلى نقاط متقدمة، وتم إفشالها من قبل مقاتلي المعارضة.
وكانت فصائل المعارضة، قد أعلنت صباح الأحد، عن استهداف سرية القنص في غرفة العمليات ذاتها، ومقتل جندي ثالث يتبع لقوات النظام السوري، على محور قرية بسرطون في ريف حلب الغربي. ولفت المصدر إلى أن سرية المدفعية والصواريخ في غرفة العمليات ذاتها، أعلنت عن عطب مدفع من عيار 23 م.ط، لقوات النظام السوري ليلة أمس السبت- الأحد، وذلك على محور مدينة سراقب إثر استهدافه بقذائف الهاون.

مقتل 13 في درعا

وفي ريف درعا، أصدرت المجموعات المحلية في مدينة جاسم، الأحد، بياناً يمنع تأجير المنازل داخل المدينة للغرباء. وذكرت شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية الإخبارية، أن القرار جاء بعد كثرة الاغتيالات التي وصلت إلى أكثر من 80 عملية اغتيال في مدينة جاسم، بينهم قادة معارضون، قامت خلايا تابعة لنظام الأسد وتنظيم داعش باغتيالهم»، لافتاً إلى أنّ تنظيم الدولة «تغلغل في المدينة وأسس محكمة لقطع رقاب العباد، وإكمال مسلسل الاغتيالات التي واظبت عليها داعش وأخواتها منذ سنوات طويلة» مشيرا إلى أنه «سيتم تحميل صاحب المنزل مسؤولية أي مستأجر من تنظيم داعش وسيعامل المؤجر وكأنه من عناصر التنظيم، وسيتم تفخيخ المنزل ونسفه».
ونقل المصدر عن قيادي سابق في الجيش الحر قوله إنّ هذا القرار «يسمح بضبط المقيمين في المدينة ومعرفتهم بشكل كبير من قبل المجموعات المحلية، كما يمنع تسلل عناصر التنظيم مجدداً إلى المدينة بحجة استئجار المنازل أو المزارع أو البحث عن عمل، وبالتالي الحفاظ على المدينة».
ويأتي هذا القرار بعد يومين من الاشتباكات بين المجموعات المحلية في مدينة جاسم مع عناصر تنظيم لدولة (داعش) كانوا يتحصنون في عدد من المنازل في المدينة، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين من قادة مجموعات التنظيم من أبناء المنطقة وثالث من الجنسية اللبنانية، في حين قتل نحو 10 عناصر آخرين، وجرى أسر العديد من عناصر التنظيم، في حين قتل 4 عناصر من المجموعات المحلية.

 

 

 

 

المصدر: القدس العربي