المرصد السوري لحقوق الإنسان: عثرت عليهما القوات الكردية.. قصة طفلتين مصريتين تعرضتا للقتل والاغتصاب من داعش

37

على حافة طريق، وخلال مداهمة لقوات سوريا الديمقراطية لمخيم الهول، حيث آلاف العناصر الإرهابية المتشرذمين عن تنظيم داعش، بعد طردهم من مدينة الرقة، التي عانت تحت أيديهم من هول التدمير لينتقلوا بالاسم إلى مخيم، تجد طفلتين تبدو عليهما البراءة لكن لا تكتمل هذه البراءة عندما يكونان مقطوعي الرأس ملقيتين على حافة طريق ممتليئة بمياه الصرف الصحي.

المرصد السوري لحقوق الإنسان جاء بالخبر، أن قوات الأمن الكردية عثرت على جثتي الفتاتين داخل مجاري الصرف الصحي في مخيم الهول، ومع ذلك لم يذكر أحد أنه تم تسليم الجثث لأسرة ما داخل سوريا أو خارجها، خاصة مع ذكر أن الفتاتين أيضا مصريتا الهوية، دون ذكر تفاصيل عن مكانهما المصري أو أسرة الطفلتين.

بالعودة إلى 2017، وبعد معركة حامية الوطيس، نجحت قوات التحالف المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ويقودها قوات سوريا الديمقراطية، في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي داخل معقله بمدينة الرقة السورية، لكنها سمحت بممر آمن مكن المئات من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وأسرهم من الفرار من الرقة، تحت أنظار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة و«قوات سوريا الديمقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد وتسيطر على المدينة.

انطلق من الرقة رتل ضم عددا من كبار قادة التنظيم، إضافة إلى العشرات من المسلحين الأجانب، وذلك رغم التأكيدات بمنع ذلك. وقد انتشر بعض هؤلاء في مناطق أخرى من سوريا، بينما تمكن آخرون من العبور إلى تركيا، وبقى التجمع الأكبر نحو 5 آلاف شخص من التنظيم من جنسيات مختلفة بينها مصرية تم تنظيم هروبها وأسر ونساء وأطفال تم قتل أولياءهم أثناء القتال وأصبحوا بدون هوية معروفة.

ورغم النفي لهذه الوقائع في البداية، اعترف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالدور الذي لعبه في العملية. فقد سمح لمئتين وخمسين من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بمغادرة الرقة بمعية 3500 من أفراد أسرهم،

قال الكولونيل رايان ديلون الناطق باسم التحالف الغربي المناوئ لتنظيم الدولة الإسلامية، «لن نكن راغبين بالسماح لأي من هؤلاء بالخروج»، ولكنه مضى يقول «كان هذا محور استراتيجيتنا، ولكن الأمر كان مرهونا بقرارات الزعامات المحلية. فالسوريون الذين يقاتلون ويقتلون هم الذين اتخذوا القرارات العملياتية.» اعترف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالدور الذي لعبه في العملية.. فقد سمح لمئتين وخمسين من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بمغادرة الرقة بمعية 3500 من أفراد أسرهم.

حسب جيهان حنان المديرة في مخيم الهول، يصعب السيطرة الداخلية على الموجودين في المخيم، خاصة أن الأمن غير موجود بالداخل وإنما يحدث عدة مداهمات على فترات متباعدة، كان من بينهم تلك التي تم العثور فيها على الطفلتين.

وتشير المديرة السورية إلى أن العناصر الموجودة في المخيم خطرة وتحاول استغلال كل فرصة ممكنة للهروب، حيث حدثت العديد من عمليات الهروب بالفعل لهذه العناصر الخطرة، بينما يعد أغلب المتواجدين بالداخل أصحاب فكر متطرف نابع من تنشأتهم في تنظيم داعش.

لكن ما قصة الفتاتين؟

حسب مصادر متعددة تواصل معها «المصري اليوم» داخل مخيم الهول، فإن الحادث وقع قبل شهر من اكتشافه، حيث قام عناصر من تنظيم داعش الإرهابي بقتل الفتاتين بشكل يتناسب مع طريقة قتلهم المعروفة المتمثلة في قطع الرأس عن الجسد، على الرغم من كونهما طفلتين لم يبلغا الرابعة عشرة.

وحسب جيهان حنان فإن الهدف من القتل هو اغتصاب الطفلتين، حيث عثر على آثار اغتصاب على الفلتين الصغيرتين من قاتلهما الداعشي الذي لم يتم التعرف عليه رغم ذلك، بسبب عدم وجود قوات أمن داخل المخيم، بينما يتم حراسته من الخارج فقط من قبل قوات سوريا الديمقراطية .

ويشهد المخيم الواقع في أقصى محافظة الحسكة ويأوي أكثر من 50 ألف شخص، نصفهم تقريبًا من العراقيي،ن وبينهم 11 ألف أجنبي، حوادث أمنية بين الحين والآخر، تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه، ويشهد المخيم الذي تديره الإدارة الذاتية الكردية حوادث أمنية، وأحصت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 100 شخص فيه بين يناير 2021 ويونيو 2022.

الفتاتين بعمر الزهور، حيث معروفتان باسم حفصة وخديجة، غير معروف الموطن الحالي لأمهما ما إذا كانت قتلت أم هربت خارج سوريا أو أحد مدنها مع تهريبها من الرقة عام 2017، بينما لا يوجد معلومات عن والدهما خاصة مع حالة الزواج المتكررة لمقاتلات التنظيم لرجاله خلال السنوات المختلفة التي يقضيانها داخله وبعضهن تعمل كمفرخة للولادة بدون أي دور حقيقي يقدر دروها، مخالفة لتعاليم الدين الاسلامي الذي يكرم المرأة، فيما تخالفه داعش بتعليماتها الارهابية.

يبلغ عمر حفصه وخديجه، 12 و13 عاما فقط، ورغم ذلك قام إرهابيين بقتلهما واغتصابهما فيما بعد وهما موتا لا يشعرون بشيء ولا يوجد ما يثير فيهما الغرائز، حيث تم قتلهما بنحر بسكين ورميهما بجانب الصرف الصحي ليتم العثور على الجثتين بعد شهر تقريبا من الجريمة الإرهابية التي تم النشر عنها فيما بعد عبر مرصد حقوق الإنسان .

ووفق جيهان حنان الإدارية في المخيم لـ«المصري اليوم» فمعلوم أن هناك شقيقة ثالثة للطفلتين، لكن غير معلوم مكانها حتى الآن، حيث اختفت بشكل كامل بعد الجريمة التي تم اكتشافها، فيما يتهامس المقربون منها، بأن اختفاءها يأتي بسبب الخوف الشديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بينما لا يمكنها إيجاد ملجأ آمن سوى الهرب والاختفاء .

وقال مدير العمليات في منظمة «أطباء بلا حدود» مارتن فلوكسترا، في تقرير مطلع الأسبوع الماضي، إن مخيم «الهول في الحقيقة هو سجن مفتوح، وغالبية قاطنيه من الأطفال، الكثير منهم ولدوا فيه، وحرموا من طفولتهم، وحُكم عليهم أن يعيشوا حياة معرضة للعنف والاستغلال، ومن دون تعليم، وفي ظل رعاية صحية محدودة».

وأحصت المنظمة وفاة 79 طفلًا عام 2021. وقالت إن الأطفال يشكّلون 35% من وفيات المخيم الإجمالية، ومنهم من قتل بحوادث عنف، بينها تبادل لإطلاق النار، ورغم نداءات الإدارة الذاتية، وتحذير منظمات دولية من أوضاع «كارثية» في المخيم، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها.

 

المصدر:  المصري اليوم