المرصد السوري لحقوق الإنسان: عشرات آلاف السوريين في السودان ينتظرون المجهول وسط إجلاء عدة دول لرعاياها

دفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها براً وبحراً وجواً، في وقت يعيش فيه عشرات آلاف السوريين المقيمين في السودان حالة من التيه وسط تقاعس النظام السوري عن التدخل لنقلهم.

25

يعيش عشرات آلاف السوريين المقيمين في السودان حالة من الذعر والتيه، في وقت يسابق فيه العديد من الدول الغربية والعربية الزمن لإجلاء رعاياها من البلاد.

إذ دفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية براً وبحراً وجواً.

لكن هذا ليس وضع السوريين، فالكثير منهم “لا يعرف أين يذهب”، وآخرون “ينتظرون الموافقة من السفارة السورية في الخرطوم”، حسب ما كشف أحد الشبان العالقين في مناطق الاشتباك في حديثه إلى موقع “الحرة”.

وحسب ما يشير بعض السوريين فإن هناك عقبات تشوب وضعهم كلاجئين ترتبط بالطريقة التي وصلوا بها إلى السودان في السنوات الماضية، والأسباب التي دفعتهم إلى ذلك.

فالكثير منهم مطلوب أمنياً لدى سلطات النظام السوري، وآخرون تخلفوا عن الخدمة العسكرية، وبذلك وفي حال أعلنت سفارة النظام في الخرطوم استعدادها لعملية الإجلاء، لن يسلك الكثير منهم هذا الطريق”.

يشير تقرير لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، نُشر الاثنين، إلى أن “المصير المجهول يلاحق نحو 90 ألف سوري من السودان، وسط تقاعس النظام السوري عن التدخل لنقلهم”.

وووفقاً لأرقام للأمم المتحدة عام 2021، يعيش أكثر من 90 ألف لاجئ سوري في العاصمة الخرطوم، ومدن أخرى من السودان.

“ننتظر الموافقة”

وتسببت الاشتباكات المستمرة حتى الآن بمقتل أكثر من 420 شخصاً وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف للنزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.

غير أن التقديرات ترجح أن يكون العدد الفعلي للقتلى أعلى بكثير، مع عدم تمكن الأطباء والعاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين.

ومع غياب إحصائية رسمية عن عدد السوريين الذين لقوا حتفهم في النزاع، نقلت مواقع محلية سورية عن مصادر من “أبناء الجالية السورية” قولها إن عدد الضحايا ارتفع إلى 11 شخصاً.

وتحدث موقع “أثر” المحلي ومقره دمشق عن “مباحثات دبلوماسية بين السفارة السورية في الخرطوم ووزارة الخارجية والمغتربين، بهدف البحث في أوضاع أبناء الجالية السورية”.

“ومن المتوقع أن يصدر شيء رسمي بهذا الخصوص قريباً”، فيما أشار الموقع إلى أن “المسألة تحتاج إلى وجود قرار رسمي عالي المستوى، بخاصة أنّ إجلاء أبناء الجالية، البالغ عددهم نحو 30 ألف سوري يحتاج إلى إمكانيات كبيرة جداً”.

ومنذ أسبوع ينتظر الشاب السوري إياد “رداً من السفارة مع سوريين آخرين، لكي ترشدهم عن طرق الإجلاء وكيفية التنسيق”، ويقول لموقع “الحرة” إن غالبية العوائل السورية “لا تعرف أين تذهب بحالها”.

ويضيف شاب آخر مفضلاً عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، يحتاج السوري إلى فيزا للسفر إلى أي مكان “هناك بعض السوريين تواصلوا مع السفارة، لكن جرى إبلاغهم بأن الأمر يحتاج إلى رد من الخارجية في دمشق”.

ويشير إلى أنهم “تلقوا الوعود بأن السفارة ستصدر بياناً بشأن طريقة الإجلاء في الساعات المقبلة”، وأنهم “يتمنون أن يكون هناك استعجال في هذا الخصوص”.

 

 

 

المصدر: تي أر تي عربي