المرصد السوري لحقوق الإنسان: «فصائل إيران» في سورية تتهم إسرائيل بضربها من «التنف»

26

بالتزامن مع إطلاق الولايات المتحدة وإسرائيل أبرز تهديد باحتمال اللجوء إلى خيار عسكري لمنع إيران من حيازة أسلحة ذرية، في حال أصرت على عدم العودة إلى مفاوضات «فيينا» الرامية لإحياء الاتفاق النووي، قتل تسعة مقاتلين موالين لدمشق يعملون لمصلحة مجموعات إيرانية، ليل الأربعاء ـ الخميس، في قصف إسرائيلي استهدف منطقة تدمر في محافظة حمص في وسط البلاد.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بأن القصف الإسرائيلي استهدف محيط مطار «التيفور» العسكري قرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي وأدى إلى «مقتل تسعة مقاتلين موالين لإيران، بينهم أربعة سوريين»، من دون أن يتمكن من تحديد جنسية القتلى الآخرين.

وقال إنّ «الضربات الإسرائيلية طالت مواقع لمقاتلين إيرانيين، بينها برج الاتصالات التابع لهم، قرب المطار «حيث يعتقد أن الميليشيات الموالية لطهران تخزن به كميات كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيرة «درون».

وعقب تداول الأنباء عن الهجوم، الذي يعد الثاني خلال أسبوع، أعلنت «غرفة عمليات حلفاء سورية»، أنها «اتخذت قراراً بالرد القاسي على عدوان تدمر»، موضحة أنّ «الأهداف التي هاجمتها الطائرات الإسرائيلية هي مراكز خدمات وتجمّع للشباب».

وأضافت «غرفة عمليات» الفصائل الموالية لإيران، في بيان: «على مدى سنوات ونحن نتعرض لاعتداءات من العدو الإسرائيلي ـ الأميركي، وهذه الاعتداءات كانت محاولة لجرنا إلى معارك جانبية لم تكن في أولويات حضورنا في سورية لمحاربة المشروع التكفيري».

ولفتت إلى أنّ إسرائيل «تتذرّع بأنها تستهدف أسلحة دقيقة وتجهيزات حساسة تشكل خطراً على كيانها»، مضيفةً أنّه «بعد الهجوم الذي انطلق عبر سماء الأردن ومنطقة التنف السورية المحتلة من الأميركيين، قررنا الرد انتقاماً للأرواح والدماء وسيكون الرد قاسياً جداً».

وفي وقت تتحاشى إسرائيل تأكيد تنفيذ ضربات في سورية، رغم إصرارها على أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري بها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس، بأنه تم إغلاق المجال الجوي فوق هضبة الجولان المحتلة، أمام الرحلات الجوية المدنية.

من جانب آخر، حذر سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إسرائيل من «أي خطأ في الحسابات أو مغامرة محتملة» ضد بلاده.

وجاء ذلك في رسالة وجهها تخت روانجي إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي رداً على تهديدات إسرائيلية لإيران.

ونقل عن روانجي القول في الرسالة: «خلال الأشهر الأخيرة ازداد عدد وشدة تهديدات الكيان الإسرائيلي الاستفزازية والمغامِرة باستمرار».

وتابع بالقول إن التهديدات الإسرائيلية تثبت بلا شك أن إسرائيل هي المسؤولة عن «الهجمات الإرهابية على برنامجنا النووي السلمي في الماضي».

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد هدد أمس الأول باستخدام القوة ضد إيران، وقال: «نعلم أن هناك لحظات يتعين فيها على الأمم أن تستخدم القوة لحماية العالم من الشر».

وأضاف: «إذا كان نظام إرهابي سيحصل على سلاح نووي لابد أن نتصرف، لابد أن نوضح أن العالم المتحضر لن يسمح بذلك».

وأوضح: «تحتفظ إسرائيل بالحق في التصرف في أي لحظة وبأي طريقة. وليس هذا حقنا فقط، بل مسؤوليتنا أيضا»، مشيراً إلى أن إيران «ذكرت علنا أنها ترغب في محونا من الوجود».

وجاء تهديد لابيد خلال وجوده بصبحة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي عبر هو الآخر عن قرب نفاد صبر بلاده واحتمال اللجوء إلى «خيارات أخرى» في ظل الاقتراب من نقطة لا يفيد عندها إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بهدف تقييد برنامج طهران الذري.

في السياق، أجرى مساعد الأمين العام للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، ومنسق المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، إنريكي مورا، أمس، مباحثات مع مساعد وزير الخارجية الإيراني رئيس وفد التفاوض النووي علي باقري كني في طهران، بشأن العديد من القضايا، من بينها استئناف الجولة السابعة من مفاوضات فيينا.

وتناولت المباحثات القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك العلاقات الإيرانية الأوروبية، وقضية أفغانستان، إضافة إلى المحادثات الخاصة برفع العقوبات الأميركية عن طهران.

وقام باقري كني في الأيام القليلة الماضية، بجولة شملت دولاً في المنطقة منها الكويت، وقطر، وباكستان، وسلطنة عمان، وتركيا.

ويأتي ذلك في وقت يجري المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني روبرت مالي زيارة مرتقبة إلى المنطقة تشمل السعودية والإمارات وقطر بهدف مناقشة الخيارات «إذا لم تعد إيران للاتفاق النووي».

 

 

 

المصدر: الجريدة