المرصد السوري لحقوق الإنسان: فقدان ذاكرة وتغير ملامح.. مأساة المفرج عنهم تثير غضب السوريين

18

تجمهر الآلاف من أهالي المعتقلين والمغيبين السوريين في الساحات العامة بانتظار أبنائهم بعد إعلان النظام السوري عن عفو أصدره رئيسه “بشار الأسد”، فيما كشف خروج المفرج عنهم عن قصص مأساوية.

وفيما كان الحديث عن وصول الآلاف، إلا أن الصدمة كانت بوصول أعداد لا تتجاوز أحيانا عدد أصابع اليدين، وفقا لما أورده موقع “البوابة”.

وقالت مصادر سورية إن الآلاف من أهالي ريف دمشق تجمعوا في منطقة دوار صيدنايا، حيث كان من المقرر أن يخرج نحو ألف سوري من سجن صيدنايا سيء الصيت، إلا أن النظام أفرج عن 10 اشخاص فقط.

كما تجمهرت حشود شعبية كبيرة في انتظار وصول دفعات من المعتقلين المفرج عنهم مؤخرا، مع تواجد كثيف لعناصر الشرطة والأجهزة الأمنية التابعة لنظام “الأسد” في منطقة “جسر الرئيس” وسط العاصمة دمشق.

 

ووفق تقارير، فقد وصلت 3 دفعات إلى محيط جسر الرئيس عبر حافلات عسكرية، منذ صدور العفو الرئاسي، فيما أبلغت عناصر الشرطة الأهالي بأن هناك دفعة أخرى من المعتقلين ستصل قريباً، ولازالت جموع الأهالي في الانتظار منذ يومين.

وأفادت المصادر بأن عديد الأه‍الي أتوا من محافظات درعا وحمص وغيرها من المحافظات السورية.

وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، بأن عمليات الإفراح عن المعتقلين ستستمر حتى يونيو/حزيران المقبل، ومن المفترض أن تشمل الآلاف تباعا.

فقدان ذاكرة وبحث عن أحياء

وكشف المرصد، عبر موقعه الإلكتروني، أن قسما كبيرا من المفرج عنهم “خرجوا فاقدين ذاكرتهم”، وهو ما أكده نشطاء حقوقيين وعدد من ذوي المعتقلين.

وفي هذا الإطار، أورد الباحث الحقوقي “منصور عبدالله محمد”، عبر تويتر، صورا لعدد من المعتقلين فاقدي الذاكرة، الذين تم الإفراج عنهم من سجن صيدنيا مؤخرا.

 

فيما عرض الصحفي السوري “قتيبة يا سين” صورا لعدد من المفرج عنهم، بدوا فيها شاحبي الوجه وفاقدين لمقادير كبيرة من أوزانهم.

وأضاف أن معتقلين سابقين في سجن صيدنايا قالوا له إن سلطات النظام بدأت قبل مدة من الإفراج عنهم في إطعامهم بشكل جيد لـ “تسمينهم حتى لا يظهروا بالشكل الذي كانوا عليه”، متسائلا: “إذا كانت هذه صور بعض من خرج البارحة بعد التسمين فتخيلوا كيف كانوا قبل ذلك؟!”.

 

وذكر عدد من ذوي المفرج عنهم قصصا مأساوية لحالات تعذيب وفقدان ذاكرة، بينهم رجل خرج من السجن لا يتذكر سوى زوجته، التي أخبرها النظام أنه مات في السجن، وتزوجت غيره.

وأكد المرصد السوري أن نظام “الأسد” يتعمد افتعال “فوضى” بعدم إصدار قوائم بأسماء المفرج عنهم أو الذين استشهدوا في سجون النظام ولم يعلن عنهم حتى الآن.

ووفقًا لتوثيقات المرصد، فإن أجهزة النظام الأمنية أفرجت عن 240 معتقلا خلال الـ 48 ساعة الأخيرة من مختلف المحافظات السورية.

وحذر المرصد من محاولة نظام “الأسد” تلميع صورته عبر إصدار قانون “العفو عن الجرائم الإرهابية التي لم تؤدي لمقتل إنسان” ومحاولته التهرب من الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها في سجونه منذ 2011 خاصة أمام توالي التقارير الدولية وضغط المنظمات الإنسانية والحقوقية بخصوص ملف التعذيب والتجاوزات الخطيرة لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات السورية.

وأشار المرصد إلى مقتل أكثر من 105 آلاف معتقل تحت التعذيب داخل سجون نظام “الأسد” منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011.

 

المصدر:  الخليج الجديد