المرصد السوري لحقوق الإنسان: قاعدة التنف في سوريا تعرقل خطط روسيا وإيران للسيطرة على منطقة حدودية رئيسة

التعاون النادر بين القوات الروسية والإيرانية في منطقة الحدود الثلاثية بين سوريا والأردن والعراق، دليل على الطبيعة الاستراتيجية للمنطقة المحيطة بقاعدة التنف.

24

 

رصدت مصادر محلية تعاونا نادرا بين القوات الروسية والإيرانية والميليشيات التي تسيطر عليها في المنطقة شرق مدينة تدمر وشمال قاعدة التنف في منطقة الحدود الثلاثية.

وتتمركز قوات التحالف الدوليوقوات جيش مغاوير الثورة في قاعدة التنف، بالقرب من مخيم الركبان للنازحين على الحدود السورية-الأردنية.

ويضم مخيم الركبان، وهو مخيم غير رسمي، مدنيين من محافظة دير الزور فروا من النظام السوري وعائلات عناصر جيش المغاوير.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم رصد ضباط من الجيش الروسي وضباط من الحرس الثوري الإيراني ومن لواء فاطميون الذي يسيطر عليه، في محطة T3 بحمص في أوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

وتقع محطة T3 إلى الشمال من قاعدة التنف.

وقال المحلل العسكري المصري اللواء المتقاعد عبد الكريم أحمد للمشارق، إن منطقة الحدود الثلاثية التي تقع فيها قاعدة التنف، بالقرب من معابر مع الأردن والعراق، “تعتبر حاليا من أكثر المناطق الاستراتيجية في سوريا”.

وأضاف أن قوات التحالف الدولي موجودة في قاعدة التنف وفي منطقة خفض التوتر المحيطة بها والتي يبلغ نصف قطرها 55 كم.

وأوضح أن “هذا الأمر يجعل المنطقة عائقا حقيقيا يحول دون سيطرة الحرس الثوري الإيراني وأذرعه على كامل المنطقة الحدودية، إن كان مع الأردن أو العراق”.

وتابع أن الميليشيات المتحالفة مع إيران، بما فيها حزب الله اللبناني، تسعى لاستخدام الحدود مع الأردن كطريق لتهريب المخدرات، في حين تسعى إيران للسيطرة على الحدود مع العراق لتحقيق طموحها بإنشاء ممر إلى بيروت.

استقدام تعزيزات دائمة

بدوره، قال الناشط الإعلامي عمار صالح إن منطقة T3 “تشهد فعلا تحركات دائمة لفيلق القدس الإيرانيولواء فاطميون الأفغاني، مع استقدام تعزيزات دائمة للأسلحة والعناصر”.

والملاحظ أيضا وجود القوات السورية التي تحرس المنشآت في المنطقة.

وتابع في حديث للمشارق أنه “بالإضافة إلى وجود الضباط وعناصر المرافقة الخاصة بهم على الأرض، فإن الطائرات الروسية تحلق من وقت لآخر في سماء المنطقة، وكأنها تؤمن الغطاء الأمني لهذه التحركات”.

وأوضح صالح أن التحركات المشتركة بين الحرس الثوري وأذرعه، خاصة لواء فاطميون وحزب الله اللبناني، والجيش الروسي وقوات النظام السوري تتركز في منطقة مطار تدمر العسكري ومنطقة البادية السورية.

وقال “تشهد المنطقة بشكل دروي تدريبات ومناورات يتخللها إطلاق صواريخ متوسطة وقريبة المدى تشاهد بالعيان من مسافات قريبة”.

وقال المرصد إن هذه الصواريخ إيرانية الصنع ويتم إطلاقها على أهداف ثابتة في البادية السورية ومطار تدمر العسكري.

مخاوف على المدنيين في مخيم الركبان

وأضاف صالح أن “المخاوف لا تتعلق بالأمن والأوضاع العسكرية، بل تتعلق أيضا بالمدنيين الموجودين في مخيم الركبان، حيث تسود مخاوف من إحكام الحصار عليهم لإجبارهم على الخروج من المخيم”.

وذكر أن ذلك حصل في فترات سابقة، “بهدف الضغط على قوات التحالف وجيش مغاوير الثورة”.

وأكد صالح أن هناك مخاوف أخرى تتعلق بالعودة المحتملة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، “وما من شأن ذلك إعطاء روسيا وإيران حجة للتدخل”.

وأشار إلى أن هذا الأمر حدث في محافظة درعا حيث ظهرت فجأة مجموعات تابعة لداعش ، رغم أن الوضع الأمني “خاضع لسيطرة” روسيا وقوات النظام وباقي التنظيمات المسلحة التابعة لهما.

يذكر أن تنظيم داعش أعلن يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر موت زعيمه أبو حسن الهاشمي القرشي الذي قالت مصادر محلية إنه فجر نفس تحت الحصار في محافظة درعا أثناء عملية نفذتها فصائل المعارضة السورية.

التقاء المصالح

بدوره، قال الباحث السياسي عبد النبي بكار للمشارق إنه “التعاون الروسي الإيراني عسكريا في المنطقة الحدودية في التنف ليس بالغريب، على الرغم من التجاذبات والتوتر الذي أصاب مؤخرا العلاقة بين الطرفين”.

وأضاف بكار، وهو أستاذ في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، أن “هذا التعاون هو تعاون التقاء مصالح”.

وأوضح أن “كلا من روسياوإيران يريد السيطرة الكاملة على هذه المنطقة، أو على الأقل السيطرة المشتركة، وغالبا ما سيتم الاتفاق بأن تسيطر روسيا على الجهة الحدودية مع الأردن فيما تترك الحدود مع العراق للحرس الثوري الإيراني”.

وتابع أن هذا هو الوضع خاصة “بعد التفاهمات الأردنية الروسية حول أمن الحدود والمعارك الجارية في منطقة درعا”.

“لكن يبقى أمر واحد يعرقل هذا المخطط وهو قاعدة التنف”.

ولفت بكار إلى أن القوات الموالية لإيران تعتقد أن السيطرة على منطقة التنف سيريح الحرس وأذرعه في سوريا من الغارات الجوية ويسهل تحركاته إلى أبعد حدود.

وتابع أن هذا الأمر سيريح أيضا عناصره “من الاضطرار لتبديل مناطق الارتكاز بشكل شبه يومي خوفا من التعرض لهذه الضربات الجوية”.

 

 

المصدر: المشارق