المرصد السوري لحقوق الإنسان: “قسد” تستنفر شمالي سورية تحسباً لعملية تركية

17

تتواصل أجواء الاستنفار والترقب لعملية عسكرية تركية محتملة في مناطق شمال وشرق سورية، وسط قصف واشتباكات بين “الجيش السوري الوطني” المعارض المدعوم من تركيا و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) على بعض محاور التماس.

وذكر الناشط محمد الشمالي، لـ”العربي الجديد”، أنّ القوات التركية قصفت، الليلة الماضية، مواقع لقوات “قسد” في قرية الربيعات بريف أبو راسين (زركان) الغربي في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية.

وأوضح الشمالي أنّ المناطق الحدودية في محافظة الحسكة مع تركيا، ولا سيكا عامودا والدرباسية وأبو رأسين “تشهد استنفاراً من جانب (قسد) وقواتها الأمنية، من خلال تسيير دوريات ونصب حواجز والتدقيق في هويات المارة خشية تحرك خلايا تابعة للمخابرات التركية والجيش الوطني”، في ظل الحديث عن قرب البدء بعملية عسكرية جديدة تستهدف مناطق سيطرة قسد شمالي شرق سورية.

ووفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإنّ مجموعات من “الجيش الوطني” دخلت إلى الأراضي التركية من معبر حوار كلس شمال شرق حلب، ومن ثم دخلت إلى مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا شمالي الرقة، وذلك بعد دخول قوات تركية إلى المنطقة خلال اليوميين الماضيين، اشتملت على أسلحة ثقيلة من دبابات، وعربات مدرعة، ومعدات عسكرية ولوجستية.

وأوضح المرصد أن “قسد” تسعى من جانبها إلى تعزيز جبهات ريف تل أبيض الغربي وريف عين عيسى الغربي والشرقي وصولاً إلى قريتي الكنطري والتروازية شمال شرقي الرقة على طريق “إم 4”.

وسبق أن ألغت “قسد” الإجازات الممنوحة لمقاتليها على محاور عين عيسى وتل أبيض ورأس العين للمحافظة على أكبر عدد ممكن من مقاتليها على جبهات القتال ومنع حالات الفرار التي تزايدت أخيراً.

ضباط روس يجتمعون سراً مع قيادات “قسد”

وفي الإطار ذاته، عقد ضباط روس اجتماعاً مع قيادات من “قسد” في مطار الطبقة العسكري الخاضع لسيطرة القوات الروسية بريف الرقة الغربي، شمال شرقي سورية.

وذكرت شبكة “عين الفرات” المحلية، أنّ الاجتماع السري عقد، أول أمس الخميس، واستمر 4 ساعات، بعد وصول الضباط الروس على متن 3 مروحيات عسكرية، وتناول الوضع الأمني في المنطقة وعملية البحث عن خلايا تابعة لـ”الجيش السوري الوطني”، إضافة للتهديدات التركية وآلية التعامل معها.

من جهتها، دعت إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لـ”مجلس سورية الديمقراطية” (مسد) إلى عدم الاستهانة بالتهديدات التركية بشن عملية عسكرية في شمال وشرق سورية.

وقالت أحمد، في تصريحات نقلتها وكالة “هاوار” الكردية، إنه “من الخطأ اعتبار التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة في شمال وشرق سورية مؤقتة، لأنها سياسة استراتيجية”.

ورجحت أحمد استمرار التهديدات التركيّة خلال الفترة المقبلة، وهجمات من قبيل القصف باستخدام الطائرات المسيّرة لبعض مواقع سيطرة “قسد” شمال شرقي سورية. واعتبرت أن تركيا تسعى إلى شرعنة الهجمات والبحث عن مواقف مساندة لها لبدء العملية.

وحمّلت أحمد موسكو المسؤولية الكاملة لأية هجمات محتملة تستهدف مناطق سيطرتها في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، “لأنّ القوات الروسية موجودة أيضاً في تلك المدينة”.

تصعيد لروسيا في إدلب

وفي شمال غرب سورية، قصفت الطائرات الحربية الروسية بالصواريخ، صباح اليوم السبت، أطراف بلدة قاح بريف إدلب الشمالي.

وذكر الناشط محمد المصطفى، لـ”العربي الجديد”، أنّ الطائرات الروسية شنت عدة غارات على المنطقة استهدفت مقرات سابقة للفرقة 23 العسكرية في محيط منطقة قاح، التي تضم عدداً كبيراً من مخيمات للنازحين، لكن لم ترد معلومات عن سقوط خسائر بشرية.

وتزامنت الغارات مع قصف صاروخي نفذته قوات النظام السوري على محيط النقاط التركية في كل من النيرب وسان ومجدليا بريف إدلب الشرقي، بالتزامن مع تحليق لعدة طائرات استطلاع روسية في أجواء المنطقة. كما شهد محور الرويحة بريف إدلب الجنوبي قصفاً متبادلاً بالمدفعية والرشاشات المتوسطة والثقيلة بين فصائل المعارضة وقوات النظام.

من جهتها، أعلنت “الجبهة الوطنية للتحرير” قتل عدد من عناصر النظام السوري وجرح آخرين بعد قصف مواقعهم في جبهات إدلب وحلب.

قتلى من المليشيات في البادية السورية

إلى ذلك، ذكرت شبكة “عين الفرات” المحلية أنّ عناصر من مليشيا “حزب الله” العراقي قتلوا وأصيب آخرون، جراء  هجوم لمجهولين يُعتقد أنهم تابعون لتنظيم “داعش” على مواقع للمليشيا في البادية شرقي حماة وسط سورية.

وأضافت الشبكة أنّ الاستهداف وقع بالقرب من بلدة حمادي عمر بقذائف “آر بي جي”، لتندلع بعدها اشتباكات استمرت نحو ساعة دون أي مؤازرة من قوات النظام الموجودة بالقرب من موقع الهجوم، ما أسفر عن مقتل 4 عناصر من مليشيا “حزب الله” العراقي، وإصابة اثنين آخرين.

المصدر: العربي الجديد