المرصد السوري لحقوق الإنسان: قصف على إدلب وانتقال “تسويات درعا” إلى جاسم

14

انتقلت عمليات “التسوية” التي يفرضها النظام السوري في محافظة درعا إلى مدينة جاسم شمالي المحافظة، بعد الانتهاء من عملية مماثلة في مدينة نوى، كبرى مدن المحافظة، فيما ألقى “اللواء الثامن” المدعوم من روسيا القبض في الريف الشرقي على خلية اغتيالات تابعة لنظام بشار الأسد.

وفي شمالي البلاد، تعرضت مدينة إدلب لقصف جوي روسي ومدفعي من قوات النظام، فيما اتهم النظام “هيئة تحرير الشام” بنقل صواريخ تحمل رؤوساً سامة إلى مناطق في ريفي إدلب وحماة.

تسوية مدينة جاسم في درعا

ذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام، اليوم الأحد، أنه “مع فتح مركز التسوية في مدينة جاسم، توافد المسلحون والمطلوبون والفارّون من الخدمة العسكرية إلى المركز لتسوية أوضاعهم وتسليم السلاح الذي كان بحوزة بعضهم”، زاعمة أن ذلك يمثل “إيذانا بإعادة الأمن والاستقرار إلى تلك القرى والبلدات، وبدء المؤسسات الخدمية بعمليات إصلاح وترميم المرافق الخدمية فيها”.

وذكر الناشط محمد الشلبي، لـ”العربي الجديد”، أن قوات عسكرية وأمنية ترافقها الشرطة العسكرية الروسية بدأت في الانتشار حول المركز الثقافي في مدينة جاسم للبدء بإجراءات التسوية. وكانت اللجنة الأمنية قد أصدرت قائمة تضم 180 مطلوبا وطلبت تسليم حوالي 200 بندقية، الأمر الذي رفضه الأهالي، لعدم وجود هذا العدد في المدينة، ثم جرى التوافق على تسليم 100 قطعة سلاح، أو دفع مبلغ مالي مقابل كل قطعة.

وأضاف الشلبي أن قوات الأسد تشدد الحصار على المدينة وتمنع الدخول والخروج منها، منذ الصباح، لتجبر الأهالي على القبول بشروط التسوية، بالتوازي مع التلويح بالخيار العسكري واجتياح المدينة في حال رفض تلك المطالب. وخلال الأيام الماضية، استقدمت قوات النظام تعزيزات كبيرة من آليات وعربات وعناصر إلى محيط جاسم، وأغلقت الطرقات الفرعية وبدأت بالتضييق على المنطقة، لإجبارها على تسوية أوضاع المطلوبين وتسليم عدد من الأسلحة الحربية.

وانتهت، أمس، عمليات التسوية في مدينة نوى في ريف درعا الغربي للمطلوبين وتسليم السلاح، شملت عدداً من الأشخاص وتسليم عدد من قطع السلاح الخفيف والمتوسط، وسط إقبال محدود من جانب السكان، بسبب عدم الثقة في قوات النظام.

ومن المقرر أن تنتقل هذه العمليات بعد جاسم إلى بلدتي نامر والحارة بريف درعا الشمالي الغربي، اعتبارًا من اليوم الأحد أو غدا الاثنين. وتشمل عمليات التسوية جميع المنشقين والمطلوبين أمنيًا ومن بحقهم “إذاعة بحث” لأي جهة أمنية والذين ما زال في حوزتهم سلاح.

وسبق ذلك سلسلة تسويات جرت في بلدات المزيريب ونوى وتل شهاب واليادودة وطفس ودرعا وقرى مناطق حوض اليرموك، تنفيذا للاتفاقات بين النظام واللجنة المركزية للتفاوض برعاية روسيا.

خلية اغتيالات في درعا

من جهة أخرى، ألقى “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، القبض على خلية في بلدة معربة بريف درعا الشرقي، خلال محاولتهم تنفيذ عملية اغتيال في البلدة.

وذكر موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي أن عناصر “اللواء الثامن” ألقوا القبض على شخص فيما استطاع آخر الفرار، إثر مطاردتهما، لمحاولتهما إلقاء قنابل يدوية على منزل المدعو رعد العامر في 30 سبتمبر/أيلول الفائت. وأضاف الموقع أنه أمكن من خلال التحقيقات معرفة اسم قائد الخلية الذي أعطى التعليمات بشأن عملية الاغتيال والذي جرى اعتقاله، مضيفا أن التحقيقات ما زالت جارية مع المتورطين من أجل الكشف عن أسماء جميع الأشخاص الذين يعملون في الخلية، إضافة إلى أسماء الشخصيات المخطط استهدافها في البلدة خلال المرحلة المقبلة.

وأشار المصدر ذاته إلى أنّ قائد الخلية متهم، منذ أغسطس/آب الفائت، بتشكيل مجموعة تابعة لجهاز الأمن العسكري في البلدة، بتوجيه من مسؤول فرع الأمن العسكري التابع للنظام، العميد لؤي العلي، مهندس الاغتيالات في المحافظة.

وعمل العامر قبيل سيطرة النظام على محافظة درعا، في يوليو/تموز 2018، مديراً لـ”هيئة الإشراف والمتابعة” في المحافظة، واستجرّ الكثير من المنظمات الإنسانية والتنموية إلى مدينة بصرى الشام آنذاك، حيث يعتبر من أبرز الشخصيات المقربة في المدينة من قائد “اللواء الثامن” أحمد العودة.

“قسد” تعلن إحباط “هجوم كبير” لـ”تنظيم الدولة الإسلامية”

وفي مدينة الرقة، شمال شرق سورية، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، الأحد، إحباط تهديد إرهابي وقتل عدد من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقالت “قسد” في بيان، نشر على موقعها الرسمي، إن الخلية “كانت تستعد لتنفيذ عملية تفجير كبيرة في مدينة الرقة، وتم إعداد سيارة مفخخة لذلك من قبل الإرهابيين”.

وأفادت “قسد” بأنه خلال العملية الأمنية حصل اشتباك مع أفراد الخلية، قُتل خلاله “اثنان من الإرهابيين واعتقل 3 آخرون”، وكان أحد القتلى مسؤولاً عن عمليات التفخيخ والتفجير، كما تم تدمير السيارة المفخخة، وفق البيان.

وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، تحييد (قتل، جرح، أسر) 148 “إرهابياً”، بينهم عناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، في مناطق العمليات في سورية. وقالت الرائد في مستشارية الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الدفاع التركية، بينار قره، في مؤتمر صحافي، إن القوات التركية تواصل عبر عملياتها التصدي للكيانات “الإرهابية”، التي جرى تشكيلها شمالي سورية، وإنها تعمل على ضمان الأمن والسلام لسكان المنطقة.

قصف وغارات على إدلب

وفي شمالي البلاد، شنت طائرات حربية روسية غارات جوية، اليوم الأحد، على محور برزة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وعلى محيط قرية الكندة بريف اللاذقية الشمالي.

كما دارت، فجر اليوم، اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، على محور العميقة في سهل الغاب غربي حماة، ترافقت مع قصف صاروخي متبادل، وبالتزامن أيضا مع تحليق لطيران الاستطلاع الروسي بشكل مكثف في أجواء المنطقة.

ووفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن قيادة القوات التركية أصدرت أوامر إلى قواتها المنتشرة في المنطقة بالرد المباشر على مصادر النيران في حال تعرّض أي موقع أو نقطة تركية للقصف من قبل قوات النظام السوري.

كما أبلغت الفصائل المسؤولة عن المدفعية والصواريخ بعدم الاستهداف العشوائي لمواقع النظام أو مناطق سيطرته، إلا بعد مراجعة لجنة الارتباط وأخذ الإحداثيات منها، حيث قامت لجنة الارتباط التي تنسق بين القوات التركية وفصيلي “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” بالتنسيق حول استخدام السلاح الثقيل في حال تعرضت المنطقة لهجوم من قِبل النظام.

وعلى صعيد متصل، اتهم النظام السوري “هيئة تحرير الشام” بالسعي لافتعال سيناريو هجوم كيميائي واتهام قوات النظام به. وزعمت وكالة “سانا” أن “تحرير الشام” وبمساعدة خبراء أجانب من الجنسيتين الفرنسية والبلجيكية وآخر من الجنسية المغربية، نقلت شحنة من الصواريخ التي تحمل رؤوساً سامة إلى عدة مناطق بريف إدلب الجنوبي وإلى منطقة سهل الغاب بريف حماة، وذلك بعد إدخال تعديلات دقيقة على تلك الصواريخ محلية الصنع وتزويدها برؤوس محملة بغازي الكلور والسارين.

وأضافت أن عملية التعديل استغرقت قرابة الأسبوعين، قبل أن “يتم مساء يوم الخميس الماضي نقل هذه الصواريخ والبالغ عددها 8 عبر سيارتي إسعاف تابعتين للدفاع المدني، باتجاه مناطق جبل الزاوية وجسر الشغور جنوب وجنوب غرب إدلب وإلى منطقة سهل الغاب بريف حماة”.

واعتاد النظام وروسيا على ترديد مثل هذه المزاعم، بدعوى أن الفصائل سوف تستخدم أسلحة كيمائية بغية اتهام قوات النظام.

على صعيد آخر، قتل شخص وأصيب آخرون، صباح اليوم الأحد، نتيجة انفجار داخل قبو في أحد أحياء مدينة إدلب السكنية.

وذكرت مصادر محلية أن الانفجار وقع في قبو في منطقة “أمن الدولة” وسط مدينة إدلب، ناتجا عن انفجار مستودع أسلحة تعود ملكيته لـ”هيئة تحرير الشام”، حيث سارعت فرق الإطفاء والإنقاذ في الدفاع المدني السوري بالوصول إلى مكان الحادث وعملوا على إخماد الحريق.

وفي ريف حمص الغربي، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن تبادلاً لإطلاق النار جرى، فجر اليوم، بين مجموعة أشخاص لم تعرف هويتهم قرب منطقة جسر حديدة في الريف الغربي لمحافظة حمص، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 4 آخرين.

وفي شرق البلاد، قتل اثنان من عناصر “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) جراء قصف تركي على مواقع الأخيرة في ريف محافظة الحسكة.

وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي لـ”العربي الجديد” أن القصف أسفر عن مقتل العنصر سرديم بوت طان والقيادية تولهدان رامان، واسمها الحقيقي نسرين سعدون والتي تتحدر من بلدة تل معروف شرق القامشلي.

 

 

 

المصدر: وكالة البوصلة الأخبارية