المرصد السوري لحقوق الإنسان : قصف متبادل بين القوات الأميركية وفصائل موالية لإيران شرق سوريا

بايدن يؤكد أن واشنطن لا تسعى إلى صراع مع طهران لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها، فيما تحذر قوات موالية لإيران من أنها قد ترد على أي ضربات تستهدف مواقعها.

15

في تصعيد يعد الأقوى بين القوات الأميركية من جهة، والفصائل الموالية لإيران من جهة أخرى مسرحه البادية السورية، شهدت المنطقة اليوم السبت تبادلا للقصف في أعقاب مقتل متعاقد أميركي وجرح عدد من الجنود الأميركيين، وكذلك مصرع 19 عنصرا من الميليشيات لإيرانية.

وكثفت الفصائل الموالية لإيران السبت قصفها بدعم من جيش النظام السوري، وفق مصادر محلية، بحيث سقط أكثر من 20 صاروخا على مواقع تابعة لقواعد أميركية في حقول النفط منها العمر والتنف وكونيكو للغاز، وردّت القوات الأميركية باستهداف مواقع تابعة لهذه الفصائل في محافظة دير الزور ومنطقتي البوكمال والميادين شرقي سوريا.

وأوضحت المصادر أن الهجمات انطلقت من المناطق التي تتواجد فيها الجماعات الإرهابية الأجنبية المدعومة من إيران .

وقال المرصد الجوي التابع للمعارضة العسكرية السورية، إنه بعد الهجمات المذكورة، شنّ الطيران الحربي الأميركي غارات جوية على نقاط عسكرية لتلك الجماعات في دير الزور ومنطقتي البوكمال والميادين شرقاً.

وارتفعت حصيلة قتلى الضربات الجوية الأميركية على مواقع جماعات متحالفة مع إيران في شرق سوريا إلى 19 مقاتلا بينهم عناصر من قوات النظام في أحد أعنف المواجهات بين الولايات المتحدة والقوات الموالية لإيران منذ سنوات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد، ومقره بريطانيا، اليوم السبت بأن الضربات الانتقامية، التي شنتها الولايات المتحدة على ما وصفتها بأنها منشآت في سوريا تستخدمها جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني، أسفرت عن مقتل 19 شخصا في المجمل.

وذكر المرصد أن الغارات الجوية أودت بحياة ثلاثة من القوات السورية و11 مقاتلا سوريا من الجماعات المسلحة المتحالفة مع الحكومة وخمسة مقاتلين غير سوريين موالين للحكومة.

ولم يتمكن مدير المرصد رامي عبدالرحمن من تحديد هوية الأجانب.

وأدت الاشتباكات الأولى إلى سلسلة من الضربات المتبادلة. وقال مسؤولون إن أميركيا آخر في الخدمة أصيب.

وذكرت مصادر محلية أن قذائف مما يُشتبه بأنها من صاروخ أميركي ضربت مزيدا من المواقع في شرق سوريا.

وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إيران من أن الولايات المتحدة “ستتصرف بقوة” لحماية الأميركيين.

وإيران داعم رئيسي للرئيس بشار الأسد منذ بدء الصراع السوري قبل 12 عاما.

وتسيطر الجماعات المسلحة التي تحارب بالوكالة عن إيران، ومن بينها جماعة حزب الله اللبنانية وجماعات عراقية موالية لإيران، على مساحات شاسعة من شرق سوريا وجنوبها وشمالها وفي أحياء حول العاصمة.

ودفع النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا إسرائيل إلى شن ضربات جوية بشكل منتظم لكن الغارات الجوية الأميركية أكثر ندرة. وأثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن برنامج إيران للطائرات المسيرة.

والجمعة، أعلن المتحدث باسم الدفاع الأميركية “بنتاغون” باتريك رايدر، أن هجوما بعشرة صواريخ استهدف قاعدة “القرية الخضراء” في دير الزور شرقي سوريا، بعد يوم من استهداف طائرة مسيرة منشأة في قاعدة للتحالف الدولي بالحسكة شمال شرقي سوريا.

وأضاف رايدر، في موجز صحافي، أن الهجوم على القاعدة لم يسفر عن إصابات في صفوف القوات الأميركية.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّه بتوجيهات من جو بايدن أذنت “لقوات القيادة المركزية الأميركية بشنّ ضربات جوية دقيقة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني”.

وطالت الضربات الأميركية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، مواقع عدّة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدّى الى تدميره بالكامل وسقوط 6 من عناصرها.

من جانبها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، حليفة الولايات المتحدة، أنّ مدنيين أصيبا في القصف الصاروخي.

في المقابل، ذكر بيان صادر عن المركز الاستشاري الإيراني في سوريا أن الهجوم الأميركي من قاعدة “التنف” الجمعة طاول أهدافا مدنية متوعدا بالرد.

وفي حين تتهم دمشق الجيش الأميركي بتسهيل “سرقة النفط” عبر عشرات الصهاريج التي تخرج من هذه الحقول النفطية، تقول واشنطن إن الفصائل الموالية لطهران تعمل على نقل معدات وأجهزة عالية الدقة برا عبر قوافل شاحنات نقل البضائع.

ويرى مراقبون أن التفاهمات الأخيرة على المستوى الإقليمي ربما تعجل من الاشتباك الأميركي – الإيراني.

واللافت، خلال الأيام الأخيرة، الاهتمام الأميركي بالشرق السوري، وتأتي في هذا السياق الزيارة المفاجئة لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، في الرابع من مارس.

ووسط هذه الأجواء، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أوتاوا أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران”، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو “لا تخطئنّ الظن، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها”.

 

المصدر: العرب