المرصد السوري لحقوق الإنسان: قلق روسي ورفض أميركي و تركيا تقصف مواقع المقاتلين الأكراد شمالي سوريا

16

 

قصف الجيش التركي في وقت متأخر من ليل الخميس مواقع للمقاتلين الأكراد شمالي سوريا، وفي حين عبرت واشنطن عن رفضها العملية العسكرية التركية الجديدة، أبدت موسكو مخاوفها من حدوث تدهور أمني خطير في المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن المدفعية التركية قصفت عدة مواقع تقع تحت سيطرة الأكراد شمالي سوريا، مما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين، وفقا لما ذكره نشطاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن القذائف استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في ريفي تل تمر وأبو راسين.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان أعلن الأربعاء عن هجوم عسكري تركي جديد يستهدف المليشيات الكردية في بلدتين شمالي سوريا.

وقال أردوغان -خلال اجتماع لحزبه الحاكم في البرلمان- إن عملية أنقرة تهدف إلى «تخليص تل رفعت ومنبج من الإرهابيين».

ويشير إلى منطقتين سكنيتين رئيسيتين خارج السيطرة التركية غربي نهر الفرات، اللتين تسيطر عليهما وحدات حماية الشعب الكردية السورية «واي بي جي» (YPG)، التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية تشتبه في ارتباطها بمتمردين داخل تركيا.

ودفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إلى عمق الداخل السوري الخميس، وشن هجوما على مواقع مقاتلي سوريا الديمقراطية ذات الغالبية التركية.

وقال رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فرهاد الشامي، لوكالة الأنباء الألمانية، إن هناك محاولة من القوات التركية والمليشيات التي تدعمها للتسلل إلى القطاع الشمالي من منبج، لكن المليشيات الكردية أحبطتها.

وأوضح أن القصف التركي العنيف على عدة مناطق، خاصة تل تمر، أدى إلى نزوح العديد من المدنيين.

قلق روسي

ومن جانبها، أعربت روسيا عن قلقها من أن تؤدي التحركات التركية إلى عدم الاستقرار، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «نأمل أن توقف أنقرة أي تحركات قد تؤدي إلى تدهور خطير في الوضع المعقد بعض الشيء في سوريا».

وقالت زاخاروفا إنه في حين أن روسيا تتفهم رغبة تركيا في ضمان أمنها على طول الحدود السورية، إلا أن أفضل طريقة لتحقيق الأمن هي السماح للقوات السورية الحكومية بالتمركز على طول الحدود.

وتعد أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني المحظور من الجماعات الإرهابية وتخشى من اندلاع تمرد واسع النطاق.ومن ناحية أخرى، تعمل الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب الكردية بوصفها شريكا في الحرب ضد الدولة الإسلامية.

رفض أميركي

وبعد إعلان تركيا عن الهجوم، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن واشنطن ستعارض «أي تصعيد» شمالي سوريا.

وقال بلينكن -خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» (NATO) ينس ستولتنبرغ- الأربعاء «نحن ندعم الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الحالية».

لكن الحكومة التركية أبلغت الولايات المتحدة الأميركية بأنها مصممة على اتخاذ التدابير اللازمة ضد «التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها القومي».

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى الخميس بين السفير سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، والمندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد.

يشار إلى أن أنقرة نفذت 4 عمليات شمالي سوريا منذ عام 2016، واستولت على مئات الكيلومترات من الأراضي، وتركزت تلك العمليات على شريط باتساع 30 كيلومترا مستهدفة بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية.

 

المصدر: الديار