المرصد السوري لحقوق الإنسان: مرتكب مجزرة التضامن بدمشق إلى الواجهة.. اعتقل أم لا؟!

19

عادت مجزرة “التضامن” إلى الواجهة من جديد بعد الأنباء المتداولة حول مرتكبها الأساسي “أمجد يوسف”، وهو ضابط في قوات الأمن السوري، إلا أن مصير هذا الرجل الذي وصفته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” بـ”المجرم” لا يزال غامضاً ويشوبه الكثير من علامات الاستفهام.

ففيما أكدت الشبكة اعتقاله، نفى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” ذلك.

احتجز قبل أسابيع

وقال فضل عبدالغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن “معلوماتٍ وردت إلينا منذ مدّة حول اعتقال يوسف، وقد تأخرنا في الإعلان عنها ريثما تأكدنا بالفعل من احتجازه، خاصة أننا كنا نواجه صعوبة في ذلك، فهو ينتمي لبيئة مغلقة ألا وهي الأجهزة الأمنية”.

كما كشف لـ”العربية.نت” أن “هذا الضابط احتجز مطلع شهر مايو الماضي، بعد أيامٍ من صدور تقرير مجلة نيولاينز، الذي كشف ارتكابه جرائم بشعة، وعمليات إعدام جماعية قبل سنوات بحق عشرات المعتقلين في سجون النظام السوري بحي التضامن الواقع في العاصمة دمشق”.

إلى ذلك، رأى أن “النظام السوري متورط في تلك الجرائم”، معتبراً أن “يوسف لم يقدم على ذلك بشكلٍ فردي وإنما كجزء من منظومة، ولذلك تم اعتقاله خوفاً من افتضاح المزيد من الجرائم البشعة، ونشرها للعلن”.

طمس الأدلة

كما شدد مدير الشبكة السورية على أن “النظام لم يسبق له أن قام بمحاسبة أمثال هذا الضباط، وبالتالي هو يحاول اليوم طمس الأدلة التي تدينه بارتكاب جرائم ممنهجة عبر احتجاز يوسف”، واصفاً اعتقال الضباط بالـ”احتفاظ”.

وقال في هذا الصدد إن “يوسف لم يعتقل بموجب مذكّرة قضائية استناداً إلى تهمة محددة، ولم تتم إحالته إلى القضاء ولم يصدر عن النظام أي معلومة تشير إلى توقيفه، ولذلك يمكن القول بأنه تمّ التحفّظ عليه”.

كذلك أوضح أن “التحفّظ يعني احتجازه في الفرع الأمني الذي يعمل فيه ومنعه من مغادرته دون أن يتم وضعه في السجن أو تحويله إلى المحكمة لمحاسبته”.

يذكر أن المدعو أمجد يوسف لم يكن بمفرده أثناء تنفيذ مجزرة “التضامن” بل شاركه في قتل عشرات المعتقلين مجموعة من زملائه، عُرِف منهم نجيب حلبي وبسام الحسن وفادي القصر، بحسب “الشبكة السورية” التي تخوّفت في تقريرٍ لها يوم أمس الثلاثاء على مصير 87 ألف معتقل في سجون النظام.

ويوسف هو ضابط في فرع المنطقة 227 الذي يتبع لشعبة المخابرات العسكرية وهو الذي قاد 41 معتقلاً إلى حفرة قبل قتلهم، بحسب ما أوردت مقاطع فيديو نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية ومجلة “نيولاينز” قبل أكثر من شهر.

وأرغمت مقاطع الفيديو تلك، رئيس النظام السوري بشار الأسد على إصدار عفوٍ الشهر الماضي عما سمّاها بـ”جرائم إرهابية” ارتكبها سوريون قبل 30 أبريل الماضي، وقد تمّ بالفعل الإفراج عن المئات المعتقلين لاحقاً، وكان من بينهم من قضى أكثر من 10 سنوات في السجن.

المصدر: العربية