المرصد السوري لحقوق الإنسان: مساعدات شحيحة إلى شمال سوريا تثير القلق والانتقادات

24

تعاني المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا ظروفاً صعبة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة يوم الإثنين الماضي، وخلف آلاف الضحايا، وتعتبر الأمم المتحدة، أن المنطقة تثير أعلى مستويات القلق بسبب ما تعانيه من شح في المواد الإغاثية، وسط انتقادات للبطء الشديد في عمليات إيصال المساعدات.

وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء، إنها قلقة بشكل خاص بشأن وضع السكان في منطقة شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها المعارضة وتعاني شحاً في تدفق المساعدات منذ الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي.

وصرح المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية مايك ريان،  في إفادة صحفية في جنيف بأنه “من الواضح أن المنطقة التي تثير أعلى مستويات القلق حالياً هي شمال غرب سوريا”.
وأضاف، “تأثير الزلزال كبير على المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة، لكن الخدمات موجودة ويمكن الوصول إلى هؤلاء الأشخاص (المتضررين). علينا أن نتذكر هنا أنه في سوريا، تدور حرب منذ 10 سنوات. النظام الصحي هش بصورة هائلة. الناس يعيشون جحيماً”.
وتعرقل الحرب، التي تقسم البلاد منذ أكثر من عقد، جهود توزيع المساعدات. وأعاقت عداوات الحرب الأهلية محاولتين على الأقل لإرسال مساعدات عبر الخطوط الأمامية إلى شمال غرب سوريا لكن قافلة مساعدات وصلت إلى المنطقة خلال الليل.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة اليوم الأربعاء تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن مسؤولين بارزين في المنظمة طلبوا من الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارة لدمشق في أعقاب زلزال يوم الإثنين الماضي، فتح المزيد من المعابر الحدودية مع تركيا لضمان توصيل المساعدات إلى المنطقة.
وسمح الأسد بفتح معبرين حدوديين إضافيين إلى شمال غرب سوريا يوم الإثنين، وهي خطوة وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها “ضئيلة للغاية ومتأخرة جداً”.
لكن ريان وصف فتح المعبرين بأنه مؤشر على أن “جميع الأطراف تتراجع وتركز على احتياجات الناس في الوقت الحالي”.
وقال “من المستحيل في بعض الأحيان توفير رعاية صحية مناسبة في إطار صراع دائر”.
وأضاف، “لقد شهدنا حشداً كبيراً للمساعدات. لقد رأينا نشر فرق طبية للطوارئ. لقد رأينا كل الأمور التي نحتاج إلى رؤيتها في أي كارثة. لكن هذا لن يكون مستداماً ما لم يكن لدينا إطار سلمي بصورة أكبر يمكن أن يحدث فيه هذا بشكل أكثر فعالية”.

“أمر مخزي”

وفي نفس الإطار، ذكر نشطاء أنه بعد مضي أكثر من أسبوع على الزلزال المدمر، لم تصل مساعدة من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية للضحايا في الجيوب التي لحق بها الدمار، والتي تخضع لسيطرة المعارضة بشمال غرب البلاد.

ووصفت منظمات إغاثة إنسانية محلية في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، قلة المساعدات، خاصة الدولية، التي تم إرسالها إلى المنطقة التي دمرها الزلزال، بأنه ” أمر مخز”.
وقال ناشط من ريف حلب بشمال سوريا، يدعى عبد الكافي: “ببساطة، تخلت جميع الأطراف عن الشعب السوري”.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن الحكومة في دمشق لا ترسل شيئاً للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وذكر: “المساعدات التي تدخل شمال غربي سوريا بسيطة للغاية. إنها لا تفى باحتياجات الأشخاص اليائسين”. ورفض عبد الرحمن ما وصفه بفكرة “تسييس شأن إنساني واللعب بأرواح السكان”. وأضاف، أن هؤلاء أشخاص “يحتاجون أي مساعدة من أنحاء سوريا بعد هذه الكارثة الطبيعية”.
وذكر نشطاء أن الهلال الأحمر السوري حاول إدخال مساعدات إلى مناطق المعارضة، لكن أعضاء بهيئة تحرير الشام المتطرفة التي تسيطر على إدلب، أوقفت الشحنة.

مساعدات

وفي محاولة لتخفيف وطأة الكارثة، وصلت قافلة مساعدات جديدة إلى شمال غرب سوريا قادمة من محافظة دير الزور بشرق البلاد.
وقال مراسل، إن شاحنات محملة بالأغطية والمواد الغذائية والإمدادات الطبية والخيام من تنظيم القبائل العربية وصلت خلال الليل إلى شمال غرب البلاد، الذي تسيطر عليه المعارضة، قادمة من منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
وقال حمود صالح، وهو أحد المنظمين، إنه تم جمع المزيد من المساعدات التي ستوزع في شمال البلاد دون تمييز. وقال “هذه ليست الحملة الأخيرة”.
وينتمي العديد من السوريين، الذين نزحوا من دير الزور إلى شمال غرب البلاد خلال الحرب الأهلية، إلى القبائل العربية التي تتمتع بنفوذ كبير.

 

 

 

المصدر:    24