المرصد السوري لحقوق الإنسان: من استهدف القصف الإسرائيلي..في مكان اغتيال عماد مغنية؟

26
قالت الإذاعة الإسرائيلية الأحد، إن شخصية كبيرة ربما كانت مستهدفة بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف دمشق فجر الأحد، في حين نفت وكالة الأنباء الإيرانية صحة ما تردد عن وجود ضحايا إيرانيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد، إن القصف الإسرائيلي استهدف قيادياً لم يسمّه. وذكر في تغريدة: “لا معلومات مؤكدة عن مقتل القيادي المستهدف في القصف الإسرائيلي على منطقة كفرسوسة في دمشق الذي أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين أيضاً”.
وقالت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) إن صواريخ إسرائيلية أصابت مباني مأهولة في منطقة كفرسوسة، وإن وسائل الدفاع الجوي تصدت لأهداف معادية في سماء العاصمة.
الموقع المستهدف
وقال شهود ومسؤولون إن الهجوم الصاروخي الإسرائيلي استهدف مبنىً في منطقة كفرسوسة يقع بجوار مجمع أمني كبير قريب من منشآت إيرانية بالقرب من ميدان الأمويين في قلب العاصمة، حيث تقع مبانٍ أمنية متعددة الطوابق وسط المناطق السكنية.
ويوجد الموقع المستهدف ضمن بناء يقع خلف المدرسة الإيرانية مباشرة، حيث إن جدران المدرسة متصلة تماما بجدران البناء المستهدف.
والطابق المستهدف هو طابق تحت الأرض، يبدو للعيان كأنه موقف سيارات، وقد ظهر في المقاطع المصورة التي التقطها مدنيون من المكان عينه استمرار اشتعال النيران فيه ووجود فجوة كبيرة في مكان سقوط الصاروخ.
وكان الموقع ذاته قد استهدف في 26 تموز/يوليو 2016 بسيارة مفخخة، وقالت حينها الجهة التي استهدفته إنه يُستخدم كغرفة عمليات واجتماعات لقيادات تدير مجموعات عسكرية مدعومة من إيران.
وتوجد في المنطقة التي يقع فيها البناء المستهدف والمدرسة الإيرانية، رئاسة مجلس الوزراء التابعة للنظام، والسفارة المصرية، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والأمن العسكري، وإدارة المخابرات العامة.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن المكان المستهدف هو الموقع نفسه الذي اغتيل فيه القيادي في حزب الله اللبناني عماد مغنية عام 2008. لكن الوكالة نفت صحة للتقارير المنشورة بشأن وجود إيرانيين بين ضحايا الغارات الآخيرة.
ونقلت الوكالة عن مصادر موثوقة في دمشق نفيها إصابة أو مقتل أي مواطنين إيرانيين خلال الهجوم الإسرائيلي على كفرسوسة. وقالت إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 3 مواطنين سوريين وإصابة عدد آخر بجروح.
مسؤولية إسرائيل
وفي السياق، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن حكومته لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية أو بالتموضع العسكري في سوريا. ووردت تصريحات نتنياهو خلال الجلسة الحكومية الأسبوع الأحد، التي أتت بعد الغارات الإسرائيلية على سوريا.
وذكر نتنياهو أن الحرس الثوري الإيراني شن هجوما بطائرة مسيرة على ناقلة نفط بملكية رجل أعمال إسرائيلي في مياه الخليج قبل أسبوع، متهما إيران بانتهاك حرية الملاحقة الدولية.
وواصل نتنياهو تحريضه على إيران واتهامها بالهجوم على ناقلة النفط، وكذلك الهجوم على قاعدة أميركية في سوريا، قائلاً: “أريد أن أؤكد أن إيران تحاول إلحاق الأذى بنا ليس فقط جسدياً، بل أيضاً معنوياً والضرر بنا وبالمعنويات الوطنية، إذ تسعى لتقويض تماسكنا كشعب”.
وبشأن العدوان على سوريا والتلميح الى ضلوع إسرائيل بالغارات، بدا المحلل العسكري لموقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي أكثر وضوحاً، حين أشار إلى أن الهجوم، في حال نفذته إسرائيل، يأتي رداً على الهجوم الذي نفذه الإيرانيين على ناقلة النفط المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر والذي كُشف عنه السبت.
ورجح المحلل العسكري أن يكون ذلك تم وفقا لسياسة إسرائيل الجديدة التي تتلخص ب”اللعب ضد الإيرانيين ومواجهتهم في كل الساحات”.
استنكار النظام وحلفائه
من جهته، استنكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة الغارات الإسرائيلية. وقال في بيان، إن “قيام الكيان الصهيوني بشن هجوم على سوريا مباشرة بعد هجوم تنظيم داعش الإرهابي على الأراضي السورية يظهر الترابط العميق بين كيانين إرهابيين”. واعتبر أن هذه الهجمات تأتي في وقت يعاني فيه الشعب السوري من أضرار الزلزال، ويظهر أنهما يحاولان تشديد آلام الشعب السوري.
كذلك نددت وزارة الخارجية السورية بالقصف الإسرائيلي. ولفتت في بيان، إلى أن القصف “في الوقت الذي كانت فيه سوريا تلملم جراحها وتدفن شهداءها وتتلقى التعازي والتعاطف والدعم الإنساني الدولي في مواجهة الزلزال المدمر”.
وأضافت أن “العدوان يأتي في سياق الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لأهداف مدنية سورية من منازل ومراكز خدمية ومطارات وموانئ”. واعتبرت أن الغارات “تشكل تهديداً صريحاً للسلم والأمن في المنطقة وتستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف الأعمال العدوانية الإسرائيلية على الأراضي السورية”.
كذلك أدانت موسكو بشدة الغارات الإسرائيلية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفافي بيان: “ندين بشدة الأعمال العسكرية الإسرائيلية، والتي تعد انتهاكاً صارخا للقانون الدولي، وندعو الجانب الإسرائيلي إلى وقف الاستفزازات المسلحة ضد سوريا، التي ستكون لها عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط بأسرها”.
وأكدت زاخاروفا، أن الموقف الإسرائيلي في ظل الأزمة الإنسانية التي تعاني منها سوريا منذ أسبوعين، جراء الزلزال، “تصرف دنيء وغير مقبول”.

 

 

 

المصدر:  المدن