المرصد السوري لحقوق الإنسان: واشنطن تستهدف مواقع إيرانية في سوريا ردا على هجوم بمسيرة

هجوم بطائرة مسيرة استهدف منشأة صيانة في قاعدة قرب الحسكة يسفر عن مقتل أميركيّ وإصابة ستة آخرين

18

يتصاعد التوتر على الساحة السورية بعد ان شنت القوات الأميركية “ضربات جوية دقيقة” في شرق سوريا اثر هجوم بطائرة بلا طيار أسفر عن مقتل أميركيّ وإصابة ستة آخرين حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء الخميس فيما أسفرت اشتباكات بين القوات السورية وجهاديين في حلب عن مقتل 10 أشخاص.
وقال البنتاغون في بيان إن الهجوم بالطائرة بدون طيار استهدف نحو الساعة 13.38 (10.38 بتوقيت غرينتش) منشأة صيانة في قاعدة قرب الحسكة في شمال شرق سوريا.
وأضافت الوزارة أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تقدّر أن الطائرة بدون طيار “من أصل إيراني”. وأشار إلى أن القتيل مقاول أميركي، لافتا إلى أن المصابين هم خمسة جنود ومقاول أميركي آخَر.
ونقل البيان عن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قوله “أذنتُ لقوات القيادة المركزية الأميركية بشن ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني”.
وأوضح أن “الضربات الجوية جاءت ردا على هجوم الخميس وسلسلة من الهجمات الأخيرة ضد قوات التحالف في سوريا من جانب مجموعات تابعة للحرس الثوري”.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن اثنين من أفراد الخدمة الذين أصيبوا الخميس عولجوا في الموقع بينما تم على الفور إجلاء الجنود الثلاثة الآخرين والمقاول الأميركي الآخَر إلى العراق. وقال أوستن “كما أوضح الرئيس (جو) بايدن، سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنرد دائمًا في الوقت والمكان اللذين نختارهما”.

وقتل ثمانية مقاتلين موالين لإيران جراء الضربات وفق ما أحصى المرصد السوري حيث استهدفت الضربات الأميركية وفق ما قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “مستودع أسلحة في مدينة دير الزور، ما أدى الى مقتل ستة مقاتلين موالين لطهران، بينما قتل اثنان آخران جراء ضربات طالت مواقع في بادية الميادين وريف البوكمال” اللتين تعدان منطقة نفوذ إيرانية في شرق سوريا.
وعندما تم الإعلان عن الضربات، كان بايدن قد توجه إلى كندا، حيث من المقرر أن يجتمع مع رئيس الوزراء جاستن ترودو ويلقي كلمة أمام البرلمان.
وفي آب/أغسطس الماضي، أمر بايدن بضربات انتقامية مماثلة في محافظة دير الزور السورية الغنية بالنفط بعد أن استهدفت طائرات مسيّرة عدة موقعًا لقوات التحالف دون أن تتسبب في أي إصابات.
ينتشر مئات من الجنود الأميركيين في سوريا في إطار تحالف يقاتل فلول تنظيم الدولة الإسلامية، وكثيرا ما يُستهدَفون بهجمات تشنها مجموعات مسلحة.
ويدعم الجنود الأميركيون قوات سوريا الديمقراطية التي قادت معركة إطاحة تنظيم الدولة الإسلامية من آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا عام 2019.

ويتزامن الهجوم الاميركي مع تصاعد الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية وجهاديين في محافظة حلب في شمال سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان خمسة جنود سوريين وخمسة مقاتلين في “هيئة تحرير الشام”، الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة قتلوا الخميس في اشتباكات في محافظة حلب.
ودارت المعارك بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام التي تسيطر مع فصائل معارضة أخرى أقل نفوذا على نحو نصف محافظة إدلب (شمال-غرب) وعلى محاور محاذية للمحافظات المجاورة، خصوصا حلب.
وأفاد المرصد بمقتل خمسة من عناصر قوات النظام وخمسة من عناصر هيئة تحرير الشام “إثر عملية تسلل للأخيرة على محور الفوج 46 بريف حلب الغربي”.
وبحسب المرصد الذي يدير شبكة واسعة من المصادر في سوريا، أوقعت الاشتباكات عشرة جرحى في صفوف “هيئة تحرير الشام” وستة في صفوف القوات السورية.
وإثر الاشتباكات “قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة، مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المدنيين”، وفق المرصد.
وأفاد المرصد بأنه بذلك “يرتفع إلى 124 تعداد العسكريين والمدنيين الذين قتلوا باستهدافات برية” منذ مطلع العام 2023 “تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات”، بينهم خمسة مدنيين و86 عسكريا سوريا و30 جهاديا من عناصر “هيئة تحرير الشام”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هيئة تحرير الشام “كثّفت قصفها” لمواقع النظام السوري في إدلب، بعد التقارب بين أنقرة ودمشق.
واستؤنف الحوار بين سوريا وتركيا التي تدعم فصائل سورية معارضة، بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد بدأت في أعقاب اندلاع الحرب على الأراضي السورية في العام 2021.
ووقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية روسيا، حليفة دمشق، وأنقرة يحترم بشكل كبير منذ آذار/مارس 2020 في منطقة إدلب والمناطق المحاذية.
لكن اشتباكات مسلّحة تسجل بين الحين والآخر في هذه المنطقة التي تتعرّض بشكل متقطّع لغارات جوية ينفّذها النظام السوري.
ومنذ العام 2011 أوقعت الحرب على الأراضي السورية أكثر من نصف مليون قتيل.

 

المصدر:  Middle East Online