المرصد السوري لحقوق الإنسان: 10 سنوات على “مجزرة القبير”.. السوريون يستذكرون المشاهد المروعة

19

قبل 10 أعوام، اقتحم مسلحون من جيش النظام السوري وما يعرف بـ”الشبيحة” وهم قوات شبه نظامية موالية للرئيس، بشار الأسد، قرية القبير في ريف مدينة حماة الشمالي الغربي، وقتلوا – بحسب الشهود والتحقيقات الدولية – نحو 60 مدنيا بينهم نساء وأطفال.

واستذكر ناشطون سوريون المجزرة التي مر عليها عقد كامل من السنين، والتي ارتكبت بعد عام تقريبا من قيام الثورة السورية.

مناظر مروعة

وقال مراقبون تابعون للأمم المتحدة زاروا القرية بعد يومين من المجزرة إنهم شاهدوا “منظرا مروعا من الدماء المتخثرة وأجزاء الجثث ومبان مهدمة ومئات من ثقوب الرصاص على الجدران”.

ومنعت القوات السورية المراقبين من دخول المنطقة طوال 24 ساعة لكنها عادت وسمحت لهم بالدخول.

ولم يتم العثور على جثث كاملة، وقال مسؤولو الفريق إنه بدا واضحا أن الجناة سعوا على عجل إلى إخفاء ما حدث، مما عزز الشكوك بأن الحكومة، من خلال إحباط جهود المراقبين للوصول إلى الموقع يوم الحادث، قد قامت بمحاولة إخفاء ما حصل.

وتنفي حكومة الأسد مسؤوليتها عن الحادث، لكن منظمات حقوقية سورية تقول إنه لا شك أن قوات النظام مسؤولة عن الحادث.

كيف حصلت المجزرة؟

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير نشر قبل 10 أعوام إن مجموعة من 6 أفراد مسلحين هاجموا نقطة للجيش السوري لتحرير زميل لهم محتجز في النقطة، قبل أن تصل تعزيزات عسكرية مؤلفة من دبابات ومصفحات وشاحنات عسكرية تحمل قوات بالزي العسكري قاموا بمحاصرة المجموعة وقتلهم.

ومن الأسماء التي نشرتها الشبكة يبدو أن المسلحين كانوا من الأقارب، وهم يسكنون في قرية جريجس في حماة.

وقالت الشبكة إن 3 دبابات رافقتها شاحنات عسكرية وباصات ومصفحات كلها تحتوي جنودا، وسيارات تحمل مسلحين يحمل بعضهم السكاكين والعصي وآخرون مسدسات توجهوا جميعا إلى قرية القبير.

وقامت القوة بإطلاق قذائف من دباباتها على منازل بشكل مباشر، وبدون تحذير، ثم فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة والمتوسطة باتجاه المنازل لنحو عشر دقائق قبل أن تقوم باقتحام القرية.

ودخل العناصر الذين يرتدون الزي العسكري المموه التابع للجيش السوري برفقة المدنيين الذين حضروا مع القوة مطلقين النار من الاسلحة الفردية بشكل كثيف، بحسب الشبكة، و”بقي يسمع صوت إطلاق النار داخل القرية وبشكل متقطع لقرابة الساعة والنصف”.

ونقلت الشبكة عن إحدى الناجيات قولها بأن “الأفراد بالزي العسكري كانوا يخرجون الأهالي من بعض المنازل ويقومون بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر وقالت أيضا إن أفرادا بزي مدني يحملون العصي يرافقهم بعض أفراد الجيش السوري قاموا بإخراج زوجها من المنزل، وجمعوه مع بعض الشباب من المنازل المجاورة لبيتهم، وجعلوهم يستلقون على الأرض ثم قاموا بضربهم بالعصي على رؤوسهم بشكل متكرر حتى شعروا بأنهم ماتوا ثم قاموا بإضرام النار بجثثهم”.

وقالت المتحدثة باسم مراقبي الأمم المتحدة وقتها، سوزان غوشه: “تضررت بعض المنازل من صواريخ من ناقلات من طراز B.M.P. وقنابل يدوية ومجموعة من الأسلحة مختلفة العيار”، مضيفة “داخل بعض المنازل، كانت الجدران والأرضيات ملطخة بالدماء، كانت النار لا تزال مشتعلة خارج المنازل، وكانت هناك رائحة قوية من اللحم المحترق في الهواء”.

وأصبحت مجزرة القبير الرابعة من نوعها التي تحصل خلال أسبوعين.

ويعتقد أن ما يصل إلى 78 شخصا، نصفهم من النساء والأطفال، ذبحوا في القرية الصغيرة.

ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صدر، الاثنين، “الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن الدولي، للتحرك من أجل وقف سفك دماء أبناء الشعب السوري وإزهاق أرواحهم، كما يدعو للتحقيق بشكل غير مسيس عبر لجنة تحقيق دولية مستقلة، في جميع المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين السوريين وأن يجري إحالة كافة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا إلى المحاكم”.

 

 

 

 

المصدر: الحرة