المرصد السوري لحقوق الإنسان: 15 قتيلاً جراء غارة إسرائيلية على حي سكني في العاصمة السورية دمشق

17

قتل 15 شخصاً بينهم سيدتان على الأقل جراء قصف إسرائيلي طال بعد منتصف ليل السبت 18 فبراير 2023 حياً سكنياً في دمشق، في حصيلة هي الأعلى في العاصمة السورية نتيجة ضربة مماثلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأعلنت وزارة الدفاع بدورها عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم عسكري، وإصابة 15 آخرين في “حصيلة أولية”.

ونادراً ما تشنّ إسرائيل ضربات مماثلة داخل دمشق، إذ تقتصر ضرباتها على مواقع عسكرية على أطراف العاصمة وفي ريفها ومناطق سورية أخرى.

وطال القصف، وفق المرصد والإعلام الرسمي، بشكل رئيسي حي كفرسوسة في جنوب غرب دمشق، الذي يضم مقرات عسكرية واستخباراتية وأفرع أمنية.

وفي كفرسوسة، أفاد مراسل فرانس برس عن أضرار في مبنى سكني من نحو عشرة طوابق بعدما طال القصف مدخله بصورة أساسية، وقد تضررت الطوابق السفلية بشكل كبير، وانهارت جدران فيها، كما تصدعت واجهة المبنى.

وشاهد المراسل سكانا يخرجون أغراضا من منازلهم في المبنى الذي اضطروا إلى إخلائه.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن الغارة أسفرت عن مقتل 15 شخصاً، بينهم مدنيون ضمنهم سيدتان، موضحاً أن المنطقة المستهدفة تضم معهداً ثقافياً إيرانياً، إلا أنه لم تطله الأضرار.

ولم يتم حتى الآن تحديد الجهة التي استهدفها القصف.

وأوضح المرصد أن حصيلة القتلى في قصف كفرسوسة “هي الأعلى جراء قصف إسرائيلي على مدينة دمشق”.

صمت مخزٍ

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” في وقت لاحق عن مصدر عسكري إن “العدوان أدى كحصيلة أولية إلى ارتقاء خمسة شهداء بينهم عسكري واصابة 15 مدنياً بجروح بينهم حالات حرجة”. كما أدى إلى “تدمير عدد من منازل المدنيين وأضرار مادية في عدد من الأحياء في دمشق ومحيطها”.

وقال المصدر “في تمام الساعة 00:22 من فجر اليوم (21:22 ت غ)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين”، مضيفاً “تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.

وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس في دمشق عن سماع دوي انفجارات عنيفة، تلتها صفارات سيارات إسعاف هرعت الى الموقع المستهدف.

وطالت صواريخ إسرائيلية أيضاً، وفق المرصد، مستودعاً لمقاتلين موالين لإيران وحزب الله قرب دمشق.

وعلى جري العادة، رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على “معلومات في الإعلام الأجنبي”.

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان الضربات الإسرائيلية على دمشق ومحيطها “وضمنها بعض المباني السكنية”. ووصف بالـ”المخزي صمت الدول الغربية على الانتهاك المتكرر لسيادة الأراضي السورية”، مطالباً “برد عاجل وجدي وفعال من قبل المؤسسات الدولية وخصوصاً مجلس الأمن الدولي على اعتداء النظام الإرهابي الصهيوني ضد دولة عضو في الأمم المتحدة”.

وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافًا إيرانيّة وأخرى لحزب الله بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.

وفي بداية شهر كانون الثاني/يناير، قتل أربعة أشخاص بينهم جنديان سوريان جراء قصف إسرائيلي استهدف مطار دمشق الدولي ووضعه خارج الخدمة لساعات، لتكون المرة الثانية التي يخرج فيها من الخدمة منذ حزيران/يونيو 2022، حين أدى قصف إسرائيلي الى تعليق كل الرحلات لنحو أسبوعين.

ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وفي العام 2019، قتل قصف إسرائيلي شخصين، بينهما قيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية العجوري، في دمشق.

وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ 2011 تسبّب بمقتل حوالى نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها.

والقصف الإسرائيلي هو الأول منذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا ومركزه تركيا في السادس من شباط/فبراير، وأسفر عن مقتل أكثر من 3600 شخص من أصل أكثر من 44 ألفاً في البلدين.

 

 

المصدر:  مونت كارلو الدولية