المرصد السوري لحقوق الإنسان: 15 قتيلاً في قصف إسرائيلي طال وسط دمشق

21

قتل 15 شخصاً؛ بينهم امرأتان، في الأقل بقصف إسرائيلي طال، بعد منتصف ليل أمس (السبت)، حياً سكنياً في دمشق، في حصيلة هي الأعلى بالعاصمة السورية نتيجة ضربة مماثلة، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأعلنت وزارة الدفاع السورية، بدورها، مقتل 5 أشخاص؛ بينهم عسكري، وإصابة 15 آخرين بجروح في «حصيلة أولية».
وطال القصف، وفق «المرصد» والإعلام الرسمي، بشكل رئيسي حي كفرسوسة في جنوب غربي دمشق، الذي يضم مقار عسكرية واستخباراتية وفروعاً أمنية.
وفي كفرسوسة؛ أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأضرار في مبنى سكني من نحو 10 طوابق بعدما طال القصف مدخله بصورة أساسية، وقد تضررت الطوابق السفلية بشكل كبير، وانهارت جدران فيها، كما تصدعت واجهة المبنى.
ووفق «المرصد»، يضم الحي المستهدف مركزاً ثقافياً إيرانياً لم يتضرر. ولم تتسن معرفة الهدف المقصود.
كما استهدفت صواريخ إسرائيلية مستودعاً للميليشيات الموالية لإيران و«حزب الله» اللبناني بالقرب من دمشق؛ وفق مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن.
وقال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، اليوم، إن «الاعتداء الإسرائيلي أمس بالصواريخ على الأحياء المدنية في دمشق ومحيطها (…) هو جريمة ضد الإنسانية، وخصوصاً أنه حدث في الوقت الذي تسابق فيه سوريا الوقت لمعالجة النتائج الكارثية للزلزال» الذي ضرب جنوب تركيا ومناطق سوريا في 6 فبراير (شباط) الحالي وأسفر عن مقتل نحو 45 ألف شخص في البلدين.
ورداً على سؤال من الوكالة؛ رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات. وتنفذ إسرائيل بانتظام ضربات في سوريا؛ لا سيما ضد الميليشيات الموالية لإيران الداعمة للنظام؛ لكنها لا تؤكد ذلك. ونادراً ما تستهدف مناطق سكنية في دمشق.
وأفاد المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا، نظير عوض، الوكالة بأضرار طالت أبنية تابعة لقلعة دمشق الأثرية «بعد سقوط صاروخ نتيجة العدوان الإسرائيلي».
ولم تطل الأضرار بناء القلعة نفسه، وفق مراسل الوكالة في المكان، الذي أفاد بدمار كبير في المباني التابعة للقلعة والقريبة من سورها.
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان، الضربات الإسرائيلية على دمشق ومحيطها؛ «وضمنها بعض المباني السكنية»، والتي أدت إلى «مقتل وإصابة عدد من المدنيين السوريين الأبرياء».
وأوردت وكالة «تسنيم» الإيرانية المحلية أن الغارة الإسرائيلية «لم تؤذ أي إيراني»، نافية تقارير تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن مقتل مسؤولين إيرانيين في الضربة.
واستهدفت الغارة، وفق الوكالة، المنطقة نفسها التي قتل فيها القيادي السابق في «حزب الله» اللبناني عماد مغنية بتفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008.
كما أدانت روسيا؛ حليفة دمشق، «بشدة» هذه الضربات، ودعت إسرائيل إلى «وقف الاستفزازات المسلحة» ضد سوريا والتي يمكن أن تعرض «المنطقة بأسرها» للخطر.
وأدانت كل من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين أيضاً الغارات الإسرائيلية.
وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله»؛ بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.
تؤكد إسرائيل بانتظام أنها لن تسمح لإيران ببسط نفوذها عند حدودها.
وخلال اجتماع لحكومته اليوم، قال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تصريح يكرره دائماً: «لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ولن نسمح لها بتثبيت وجودها عند حدودنا الشمالية».
في بداية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، قتل 4 أشخاص؛ بينهم جنديان سوريان، جراء قصف إسرائيلي استهدف مطار دمشق الدولي وتسبب في إخراجه من الخدمة لساعات، لتكون المرة الثانية التي يخرج فيها من الخدمة منذ يونيو (حزيران) 2022 حين أدى قصف إسرائيلي إلى تعليق كل الرحلات لنحو أسبوعين.
ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وفي عام 2019، قتل قصف إسرائيلي شخصين؛ أحدهما القيادي في «الجهاد» أكرم العجوري، في دمشق.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ 2011 تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتيّة، وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها.

 

 

 

المصدر:   الشرق الأوسط