المرصد السوري لحقوق الانسان: تنامي ظاهرة الأطفال “مجهولي النسب” شمالي سوريا

19

في ظاهرة جديدة تنامت مع طول سنوات الحرب في سوريا، ارتفعت وتيرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في شمال البلاد، حيث يتم العثور على 3-4 أطفال شهريا في منطقة إدلب ومحيطها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأظهرت البيانات المتوفرة لدى المرصد أنه منذ مطلع 2020 وحتى الآن، بلغ عدد الأطفال اللذين عثر عليهم قرابة 70 طفلا، حيث تم التخلي عنهم وتركهم على قارعة الطريق، أو على أبواب منازل أو مساجد وحتى مباني منظمات إنسانية.

ونقل المرصد عن أحد النشطاء في شمال سوريا، أن الفقر الشديد هو السبب الأساسي لهذه الظاهرة، حيث لم يعد لدى الناس قدرة على تحمل أعباء فرد فيها حتى لو أنه كان رضيعا.

وأضاف أن مسألة الفقر الشديد ترتبط بعوامل مختلفة، منها انتشار العلاقات غير الشرعية، والزواج المبكر الذي ينتهي بالإنفصال لأسباب عديدة.

مصير الأطفال مجهولي النسب

وحول مدصير هؤلاء الأطفال، في بلد مزقته الحرب، قال أحد أهالي بلدة معرة مصرين في إدلب للمرصد، إن بعض الأطفال تتكفل بهم عائلات وتأخذهم لتربيهم مع أطفالهم.

وأضاف أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة في البلاد قبل 2011، ولكن الأوضاع الراهنة فرضت واقعا جديدا لدى بعض العائلات، إذ أن الكثير من الشباب يعزفون عن الزواج بسبب سوء الأحوال المادية.

وأبدى مخاوفه من تنامي هذه الظاهرة، والتي قد تعني نشأة جيل جديد لم تقتصر معاناته على الحرب، بل زادت بتخلي والديه عنه.

وقال مرشد نفسي وتربوي فضل عدم ذكر اسمه لـ”المرصد” إن ظاهرة “مجهولي النسب” أصبحت واقعا في البلاد، ولكن ما له ضرورة ملحة حاليا توفير وتقديم الدعم لهؤلاء الأطفال، والعمل على تحسين واقعهم في بيئة تحفظ لهم كرامتهم.

وأشار إلى أن مسألة أسباب هذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة والتي سترتبط بشكل وثيق بالحرب السورية والأزمة الاقتصادية.

الحرمان من التعليم

وعلى صعيد متصل، فإن أكثر من نصف الأطفال في سوريا محرومون من التعليم، وبعضهم لم يتلقى أي تعليم منذ 10 أعوام.

 

 

 

المصدر: موقع الحرة