المرصد السوري: معلومات مؤكدة عن مقتل أبوبكر البغدادي

17

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، غداة إعلان الحكومة العراقية تحقيق “النصر” في الموصل على المجموعة المتطرفة التي اتخذت من المدينة أحد أبرز معاقلها.

وأفاد المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له وتابع النزاع الدامي في البلاد منذ انطلاق شرارته الأولى في مارس 2011، أن لديه معلومات من قيادات في تنظيم داعش تؤكد مقتل البغدادي.

ولم يتسن بعد تأكيد الخبر بشكل مستقل حيث كانت عدة تقارير في السابق تحدثت عن مقتل البغدادي.

ولكن في حال تأكيده، فسيشكل مقتله ضربة جديدة موجعة للتنظيم بعد خسارته الموصل التي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن قوات بلاده استعادتها من المقاتلين المتطرفين بعد حملة مضنية استمرت عدة أشهر.

وأعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “أن قيادات من الصف الأول في تنظيم داعش متواجدة في ريف دير الزور اكدت للمرصد وفاة أبو بكر البغدادي”، مضيفا “علمنا اليوم ولكن لا نعرف متى أو كيف فارق الحياة”.
ولا تزال مناطق واسعة من محافظة دير الزور خاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف بالرغم من خسارته أراض في مناطق أخرى من البلاد والعراق المجاور.

وأوضح عبد الرحمن أن زعيم التنظيم المتطرف المتواري عن الأنظار منذ ثمانية أشهر، كان موجودا في الشهور الأخيرة الماضية في ريف دير الزور الشرقي دون أن يتضح إن كان قتل هناك أو في مكان آخر.

ولم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي للخبر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

شائعات متكررة
ومن جهته، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أنه ليس بإمكانه بعد التأكد من صحة إعلان المرصد.

وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل الاميركي راين ديلون، “لا يمكننا تأكيد مقتله ولكن نأمل أن يكون صحيحا”.

وأضاف “ننصح بشدة تنظيم داعش بايجاد وريث قوي، فقد يحتاجونه”.

ومنذ العام 2014، سرت شائعات ومعلومات كثيرة عن مقتل البغدادي دون أن يتم تأكيدها، فيما أعلن الجيش الروسي في منتصف يونيو أنه يحاول تأكيد إن كان زعيم التنظيم الإرهابي قتل بغارة شنتها طائراته على اجتماع لقياديي التنظيم بالقرب من الرقة بشمال سورية.

ولكن التحالف الدولي أشار حينها إلى عدم تمكنه من تأكيد الإعلان الروسي.

وبقي البغدادي الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، متواريا عن الأنظار حيث ترددت شائعات تفيد بأنه تنقل مرارا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية والسورية.

وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي، وهو من مواليد العراق ويبلغ من العمر 46 عاما، في يوليو 2014 لدى تأديته الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل حيث أعلن إقامة “الخلافة” في مناطق واسعة من العراق وسورية.
وكان التنظيم المتطرف أقدم في 21 يونيو، أمام تقدم القوات العراقية، على تفجير جامع النوري ومنارة الحدباء التاريخية.

وأطلقت القوات العراقية حملتها في اكتوبر لاستعادة الموصل، التي اجتاحها المتطرفون في منتصف العام 2014 كجزء من هجوم سيطروا خلاله على مناطق واسعة من العراق وسورية.

وأعلن العبادي من الموصل، أمس، انتهاء الحملة بهزيمة التنظيم، مهللا لـ”النصر المؤزر” الذي حققته قوات بلاده ومعتبرا أن ذلك يمثل “انتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي”.

كومة من الركام
ولكن كلفة هذا النصر كانت باهظة حيث تحولت معظم مناطق المدينة إلى ركام فيما قتل وأصيب الآلاف وهرب حوالى نصف سكانها.

وفي المدينة القديمة، حيث تدمرت المباني وتناثر الحطام في الشوارع، تواصل القوات الأمنية العراقية عمليات التمشيط بحثا عن جيوب لمقاتلي داعش.

وقال الفريق الركن سامي العارضي من قوات مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن “ما نقوم به اليوم هو مجرد تمشيط للمنطقة وتطهيرها من الخلايا النائمة”.

وأضاف أن “هناك جماعات مختبئة في الملاجئ والسراديب” حيث يتم التعامل معها”.

وبحسب الأمم المتحدة، فقد أسفرت معركة الموصل عن نزوح 920 ألف شخص منذ أكتوبر، لم يعد منهم إلا نسبة قليلة.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن المدينة القديمة واحدة من ست مناطق في غرب الموصل التي “دمرت تماما تقريبا” خلال المعارك.

وأضافت أن هناك مناطق أخرى تعرضت لضرر أقل، لكن التكلفة المبدئية لجهود “الاستقرار” وتوفير الخدمات الأساسية والمسكن والتعليم والأمن، يتجاوز 700 مليون دولار.

واتهمت منظمة العفو الدولية القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، اليوم، بتعريض المدنيين “لاعتداءات غير مشروعة لا هوادة فيها” في غرب الموصل، فيما حذرت منظمات إغاثة من أن الأزمة الإنسانية في البلاد لم تنته بعد.

وأفادت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها أن القوات العراقية والتحالف شنوا هجمات “غير قانونية” واستخدموا القوة غير المتكافئة في بعض الحالات في مناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

المصدر: الامارات اليوم