المرصد السوري يدعو إلى إدخال النظام السوري الحاكم في دمشق، إلى موسوعة غينيس العالمية، للأرقام القياسية، بتنفيذه خلال 40 يوماً نحو ألفي غارة جوية بحق أبناء شعبه،وقتله وجرحه نحو 2500 منهم.

24
أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على قرى وبلدات ومدن سوريا، بين 20 تشرين الأول/أكتوبر و28 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، قد ارتفع إلى 1755 غارة. وذلك بواقع 952 غارة نفذتها مقاتلات حربية، بينما ألقت طائرات النظام المروحية بـ803 براميلاً متفجراً. ووثق المرصد مقتل 527 مواطناً مدنياً، منهم 120 طفلاً، و93 امرأة، نتيجة القصف بالطائرات خلال الفترة نفسها.

وطالب المرصد المجتمع الدولي، بـ”العمل الجاد من أجل وقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب بشكل يومي، بحق أبناء الشعب السوري، ولإحالة ملف هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، أو إنشاء محاكم خاصة بسوريا، في حال استمرت روسيا والصين باستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي، لإعاقة تحويل هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية”. ودعا المرصد إلى إدخال النظام السوري الحاكم في دمشق، إلى موسوعة “غينيس” العالمية، للأرقام القياسية، بتنفيذه خلال 40 يوماً، نحو ألفي غارة جوية بحق أبناء شعبه، وقتله وجرحه نحو 2500 منهم.

وفي المقابل، شنّ وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، هجوماً على بيان لوزارة الخارجية الأميركية أدان قصف النظام السوري لمدينة الرقة، الذي أسفر عن “سقوط عشرات القتلى من المدنيين، وإزالة مناطق سكنية كاملة”. ونقلت وكالة الأنباء السورية تصريحات الزعبي، الخميس، وقال فيها بإن البيان “يتجاهل عمداً ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي من خطف وقتل واغتصاب وتدمير وسرقة، ويحاول دفع العالم إلى تجاهل جرائم الإرهاب، عبر توجيه الاتهامات الكاذبة إلى الدولة السورية، وهذا يخدم مباشرة تلك التنظيمات الإرهابية”. وأضاف الزعبي بأنه “كان أولى للخارجية الأميركية أن تحترم أرواح الضحايا الأميركيين على أيدي إرهابيي تنظيم داعش، وألا توجه الاتهامات المفبركة إلى الدولة السورية التي تواجه الإرهاب، منذ سنوات، بينما بعض الدول تكتفي بالفرجة، والبعض الآخر شريك متورط في دعم الإرهاب”.

وأكمل الزعبي “الدولة السورية أكثر حرصاً على شعبها، من أولئك الذين يرسلون السلاح والمال ويدربون الإرهابيين في أكثر من دولة، بل ويصرحون بذلك علانية دون أي التزام بقواعد القانون الدولي”.

وأكد الزعبي أن “بيان الخارجية الأميركية يناقض تصريحات مسؤولين أميركيين، حول عدم تأكدهم من القصف الجوي ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهذا ما يثير الريبة؛ حيث مصادر الإرهاب هي التي تحدثت فقط عن استهداف الدولة السورية للمدنيين”. ونفى الزعبي أن يكون الجيش السوري يستهدف المدنيين “ولن يفعل وتضليل الرأي العام أصبح جزءاً من البيانات الأميركية، التي تستند في معلوماتها إلى مصادر التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والنصرة وغيرها”. وقال إن “دعم الحلول السياسية يتعارض مع دعم الإرهاب كلياً، وعلى الجميع أن يختاروا أحد الخيارين، إما مع الإرهاب وداعش والنصرة وغيرهم، وإما مع مواجهة الإرهاب”.

من جهة أخرى، تحدثت موسكو عن “تقدم تدرجي” نحو التسوية السياسية، وتجاهلت الدعوة الى عقد “جنيف 3” بين ممثلي النظام والمعارضة، بانتظار قرار النظام إجراء حوار سوري- سوري. ويعتبر هذا تراجعاً روسياً عما دعت إليه، مطلع الأسبوع الماضي من دعوة لاستضافة الحوار، وذلك عقب زيارة وفد النظام السوري، الذي ضمّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ويُرجح ديبلوماسيون أن موسكو لم تلمس حماسة من جانب النظام لـ”عقد جلسة حوار مع معارضين في المرحلة الحالية”، وذلك بعد محادثات المعلم، الأربعاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

وكان الطرفان قد ركزا في التصريحات الصحافية، على القضايا التي تتطابق فيها وجهات النظر، مثل “مكافحة الإرهاب” وانتقاد سلوك واشنطن، إضافة الى دعم جهود المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا لـ”تجميد” القتال.

وقال لافروف إن جمع النظام والمعارضة “أمر صعب، ويحتاج إلى مزيد من الوقت. ومن غير الواضح من سيمثل المعارضة في حالة إجراء أي من هذه المحادثات”، رافضاً الحديث عن استئناف مفاوضات جنيف. في حين قال المعلم “استمعنا باهتمام للأفكار الروسية واتفقنا على إيجاد آلية تفاوض بين وزارتي الخارجية، من أجل بلورة رؤية مشتركة تؤدي إلى نجاح الحوار السوري- السوري في موسكو”.

وفي نيويورك، أبلغ مدير المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومشو، الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، أن المنظمة ستشرع في تدمير المنشآت المتبقية من برنامج الأسلحة الكيماوية، بدءاً من كانون الأول/ديسمبر. وأضاف أن “عدد منشآت الإنتاج المتبقية من البرنامج الكيماوي هو 12″، وأن “أول منشأة منها ستدمر خلال كانون الأول المقبل، فيما ستستغرق عملية تدمير بقية المنشآت 6 أشهر”.

ميدانياً، انسحب تنظيم الدولة الإسلامية من أجزاء واسعة، من المربع الحكومي الأمني ومن سوق الهال، في مدينة كوباني، فيما لا تزال “وحدات حماية الشعب” الكردية مستمرة في عمليات التمشيط للمنطقة، وهي تتقدم بشكل حذر، خوفاً من قيام التنظيم بتفخيخ المباني وزرع عبوات ناسفة فيها. في حين نفذت وحدات الحماية والكتائب المقاتلة ليل الخميس، هجوماً على تمركزات للتنظيم في منطقة “مميته” بالريف الغربي لكوباني، بينما دارت اشتباكات في ساحة آزادي.

وكان تنظيم الدولة قد أطلق ما لا يقل عن 50 قذيفة، الخميس، على مناطق في كوباني. وتشهد محاور في المدينة اشتباكات وتبادلاً لإطلاق النار. ونفذت “وحدات حماية الشعب” الكردية هجوماً على مواقع للتنظيم في الجبهة الجنوبية الشرقية للمدينة، واستولت خلالها على أسلحة وذخيرة، وعلى أحد مواقع التنظيم في مزرعة عبروش جنوبي غربي المدينة.

وفي حلب، ألقى طيران النظام المروحي عدداً من المظلات التي تحوي ذخائر، إلى مسلحي بلدة الزهراء الشيعية بريف حلب الشمالي. ولقي قائد كتيبة إسلامية مصرعه خلال الاشتباكات التي دارت على أطراف بلدتي نبل والزهراء. في حين دارت اشتباكات فجر الجمعة في محيط قرية سيفات وقرية حيلان، قرب سجن حلب المركزي، وفي محيط تلة خان طومان قرب الأكاديمية العسكرية غرب حلب.

المصدر : صحيفة المدن .