المعارضة السورية تواصل مشاوراتها في الرياض قبل “مفاوضات جنيف”

25

تواصل الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، اليوم، مشاوراتها لليوم الثالث على التوالي في الرياض، في انتظار رد من الأمم المتحدة على مطالب إنسانية تقدمت بها، عشية الموعد المحدد لبدء مفاوضات جنيف.

وأكدت المعارضة السورية، أنها لا تضع شروطا، تاركة الأمر للنظام الذي “يحاصر المدنيين، ويريد أن يساوم على الوضع الإنساني على طاولة المفاوضات”، حسب مصدر في المعارضة لوكالة فرانس برس.

وتستمر الأعمال العسكرية في مناطق عدة من سوريا، وبينها الغارات الجوية الروسية الداعمة للنظام، والتي حصدت خلال الساعات الأخيرة 44 قتيلا بين المدنيين.

وبدأ أن العائق المتمثل بتسمية المفاوضين تمت تسويته، أو على الأقل تراجع لصالح مضمون المحادثات الذي سيطرح على الطاولة.

وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الملتئمة في أحد فنادق العاصمة السعودية في بيان صدر، اليوم، أنها لم تحسم موقفها بالنسبة إلى المشاركة في المفاوضات التي دعت إليها الأمم المتحدة بين ممثلين عن الحكومة، والمعارضة السوريتين، بهدف إيجاد حل للأزمة المستمرة منذ 5 سنوات، والتي تسببت بمقتل أكثر من 260 ألف شخص.

وقال المتحدث باسم الهيئة سالم مسلط في البيان “نشكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا على رسالته الجوابية، وعلى تأكيده على أن الفقرتين 12 و13 اللتين طالبنا بتنفيذهما، حق مشروع وتعبران عن تطلعات الشعب السوري وهما غير قابلتين للتفاوض”.

أضاف أن الهيئة، بعثت برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “تطالب أعضاء مجلس الأمن وخاصة الدول الخمس الدائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم بتطبيق القرار 2254، وننتظر الرد منه”.

وتشير الهيئة إلى القرار 2254 الصادر في ديسمبر 2015 عن مجلس الأمن، والذي نص على خطة سلام للأزمة السورية تتضمن إجراء مفاوضات، وتنص الفقرتان 12 و13 على إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا ووقف القصف ضد المدنيين.

وتابع بيان الهيئة، “نحن جادون في المشاركة وبدء المفاوضات، لكن ما يعيق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم”.

وأوضح مصدر في المعارضة السورية لوكالة “فرانس برس”، أن الجواب المطلوب من بان كي مون، يتعلق بـ”إجراءات فعلية لتنفيذ” الفقرتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن.

وأضاف “الهيئة تنظر بإيجابية إلى المفاوضات ولا تضع شروطا”، مشيرا إلى أن النظام هو من يحاول تحول المفاوضات إلى كلام عن الملف الإنساني، الذي يفترض أن يكون أمرا محسوما في القرارات الدولية.

وتابع، “النظام هو من يحاصر المدن، ويقصف المدنيين وفي الوقت نفسه يحاول أن يساوم على الملف الإنساني على طاولة المفاوضات”.

وقال “النقاش في ملف إنساني على طاولة سياسية أمر غير أخلاقي وغير قانوني”.

في جنيف، ردت المتحدثة باسم دي ميستورا عن احتمال أرجاء المفاوضات المقررة، غدا، “لا زلنا ننتظر إجابة من مجموعة الرياض اليوم وحينها سنقرر”.

وحضت الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة الهيئة، أمس، على المشاركة في مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، “أمام وفد الهيئة العليا للمعارضة وفصائل المعارضة المختلفة في سوريا فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف وعرض الوسائل الملموسة لتطبيق وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية وإجراءات أخرى كفيلة بإعادة خلق الثقة”، وأضاف “عليهم القيام بذلك بدون شروط مسبقة”.

في موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف، أن بلاده اقترحت عقد اجتماع دولي بشأن الأزمة السورية بحضور مسؤولين غربيين، وعرب، وإيرانيين في ميونيخ 11 فبراير المقبل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، مقتل 44 مدنيا على الأقل أمس في غارات روسية على مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش شمال وشرق سوريا.

وأدت الغارات الروسية، إلى مقتل أكثر من 1000 مدني خلال 4 أشهر، حسب المرصد.

المصدر:الوطن