المعارضة تباغت دمشق من جوبر وليبرمان يهدّد الدفاعات الجوية السورية

18

خاضت الفصائل المسلحة السورية وأبرزها “جبهة فتح الشام” (“النصرة” سابقاً) معارك عنيفة مع قوات النظام السوري على اطراف حي العباسيين في وسط دمشق، بعدما تمكن عناصرها من التسلل من حي جوبر المجاور اثر هجوم مباغت.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن الفصائل انتقلت أمس في دمشق الى موقع “هجومي” مع محاولاتها المتكررة التقدم الى وسط العاصمة.
وأفاد المرصد بعد الظهر ان مقاتلين من “الفصائل المقاتلة وهيئة تحرير الشام، ائتلاف فصائل ابرزها جبهة فتح الشام، تمكنوا من التسلل والوصول الى كاراجات العباسيين” وهي موقف للسيارات والاوتوبيسات على اطراف الحي الواقع في وسط دمشق، ويحاذيه حي جوبر من جهة الشرق.
واوضح عبد الرحمن ان المقاتلين “تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من الكاراجات، حيث تخوض قوات النظام معارك عنيفة لاسترداد ما خسرته”.
وأشار الى أنها “المرة الأولى منذ سنتين تصل الاشتباكات الى هذه المنطقة”.
واعلن المرصد مساء الاحد ان القوات الحكومية مع حلفائها استعادت مناطق من الفصائل. وقال في هذا الصدد: “بعد تقدم الفصائل بشكل كبير استوعب النظام الصدمة وبدأ هجوما مضادا مع القوات الخاصة واستعاد بعض المناطق بينها كاراجات العباسيين وشركة الكهرباء في جوبر”.
واضاف ان “الاشتباكات عنيفة يتخللها قصف مدفعي وصاروخي وجوي”، وان “الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وحزب الله وقوات اخرى تشارك في المعارك”.
وذكر ان “الاشتباكات تتركز الآن في المنطقة بين حي القابون وجوبر، ويبدو ان الفصائل ستحاول فك الحصار عن حي القابون”.
ونفت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ما تردّد عن “سيطرة الارهابيين على كاراجات العباسيين”، مؤكدة ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة تصدت لهجوم ارهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له على عدد من النقاط العسكرية والابنية السكنية في أطراف حي جوبر”.
وبدأت المعارك بين الطرفين صباح الاحد اثر هجوم مباغت بدأته الفصائل وتخلله تفجير عربتين مفخختين وانتحاريين على مواقع تابعة لقوات النظام في حي جوبر، وتمكنت من السيطرة على سبع نقاط على الاقل، تقدمت منها في اتجاه العباسيين.
وبث التلفزيون السوري الرسمي ان “الجيش السوري تصدى لهجوم شنه ارهابيو جبهة النصرة والمجموعات المتحالفة معها على محور الكراش في حي جوبر”.
وقال مراسلو “وكالة الصحافة الفرنسية” في دمشق ان وحدات الجيش استقدمت تعزيزات كبيرة الى منطقة العباسيين وقطعت كل الطرق المؤدية اليها، فيما لازم السكان منازلهم خوفاً من الرصاص الطائش والقذائف.
وتحدث المرصد، عن شيء الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام 30 غارة على الاقل على حي جوبر.
وتتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على حي جوبر، الذي يعد استناداً الى عبد الرحمن “خط المواجهة الاول بين الطرفين، باعتباره اقرب نقطة الى وسط العاصمة فيها الفصائل”.
وأكد ان الفصائل انتقلت “من موقع الدفاع في جوبر الى موقع الهجوم”، واصفاً ما جرى بأنه “ليس مجرد مناوشات بل محاولات مستمرة للتقدم” الى وسط العاصمة.
وتخلل المعارك اطلاق الفصائل قذائف صاروخية على احياء عدة في وسط العاصمة، ابرزها العباسيين والمهاجرين وباب توما والقصاع.
وتردد دوي القصف والمعارك في انحاء العاصمة، فيما اعلن عدد من المدارس تعليق الدروس حفاظاً على سلامة الطلاب.
وتأتي المعارك في جوبر واطراف العباسيين بعد معارك مستمرة بين فصائل مقاتلة واسلامية ابرزها حركة “احرار الشام” الاسلامية و”جيش الاسلام” وقوات النظام في احياء برزة وتشرين والقابون في شرق دمشق.
ويهدف هجوم الفصائل في جوبر، كما قال عبد الرحمن،عدا احراز تقدم، الى “تخفيف الضغط عن محوري برزة وتشرين بعد ساعات من تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم هام بسيطرتها على أجزاء واسعة من شارع رئيسي يربط الحيين الواقعين في شرق دمشق”.
ومن شأن استكمال قوات النظام سيطرتها على الشارع ان يسمح بفصل برزة كلياً عن بقية الأحياء في شرق دمشق.
واحصى المرصد “مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما سقط 12 مقاتلاً من الفصائل الاسلامية” في الاشتباكات بين الطرفين في الساعات الـ24 الاخيرة.
في غضون ذلك، وصل الاحد نحو 1500 شخص معظمهم من المدنيين في أوتوبيسات الى مدينة جرابلس في محافظة حلب بشمال البلاد بعد اخراجهم السبت من حي الوعر، اخر معقل للفصائل المعارضة في مدينة حمص ، تنفيذا لاتفاق ترعاه روسيا، ومن شأن اتمامه على مراحل ان يسمح للقوات الحكومية بالسيطرة الكاملة على المدينة.

ليبرمان
وفي القدس، هدد وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بان يدمر الطيران الاسرائيلي انظمة الدفاع الجوية السورية اذا اطلق الجيش السوري مجدداً صواريخ على طائرات اسرائيلية.
وقال في حديث الى الاذاعة العامة :”المرة المقبلة التي يستخدم فيها السوريون انظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم ضد طائراتنا، سندمرها من دون تردد”.
وصدر تحذير ليبرمان بعد غارة جوية اسرائيلية شنت الجمعة على أسلحة “متطورة” قالت اسرائيل انها كانت ستنقل الى “حزب الله” في لبنان، مما دفع الجيش السوري الى اطلاق صاروخ في اتجاه الطائرات الاسرائيلية أمكن اعتراضه.
وقال ليبرمان: “في كل مرة نرصد فيها نقل أسلحة من سوريا في اتجاه لبنان، سنتحرك لوقفها. لن تكون هناك أي تسوية في هذا الموضوع”. وأضاف: “اكرر اننا لا نريد التدخل في الحرب الاهلية في سوريا ولا التسبب بمواجهة مع الروس، لكن امن اسرائيل يأتي أولاً”.

المصدر: النهار