المعارضة تشن هجوماً واسعاً على مواقع النظام في القنيطرة 33 قتيلاً في قصف لدمشق وريفها ومزيد من القذائف على حلب

21

بدأ مقاتلو المعارضة السورية هجوماً واسعاً على مواقع للنظام السوري في محافظة القنيطرة بجنوب غرب البلاد، بعد مقتل 33 شخصاً على الاقل في مدينة دمشق وريفها، الى سبعة في حلب في قصف استهدف احياء خاضعة لسيطرة قوات النظام مصدره مواقع المعارضة في الاحياء الشرقية للمدينة.

تحدث مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له عن معارك عنيفة بدأت الثلثاء في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة “وتمكن مقاتلو كتائب اسلامية وغيرها من السيطرة على تلة شمال قرية حضر التي باتت محاصرة تماما”. وأبرز اهمية القرية التي يقطنها سكان دروز من حيث محاذاتها لحدود هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل من جهة ولريف دمشق حيث معاقل المعارضة المسلحة من جهة اخرى.
وقال الناشط المعارض جمال جولاني إن الكتائب المقاتلة المنضوية في تحالف “الجبهة الجنوبية” و”جيش حرمون” الذي يضم “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” استهدفت مناطق عدة في الجولان، بينها قرى وبلدات القنيطرة وخان أرنبة والبعث وقاعدة الكتيبة 90، وهي القاعدة الرئيسية للقوات الحكومية في المنطقة.
وصرح الناطق باسم “الجبهة الجنوبية” عصام الريس بأن هدف الهجوم هو “تحرير الاهداف الباقية للنظام في القنيطرة”، اضافة الى ربط جنوب سوريا بدمشق، معقل النظام.
وأشار المرصد الى ان “مقاتلين من الطائفة الدرزية يقاتلون الى جانب قوات النظام”، موضحا أنه سقط في المعركة 14 رجلا من قوات النظام والمسلحين الموالين له، وعشرة من كتائب المعارضة.
وسجل هذا التطور بعد سلسلة حوادث استهدفت مناطق درزية، بينها اطلاق عناصر من “جبهة النصرة” النار على سكان قرية درزية في محافظة ادلب مما تسبب بمقتل 20 مدنياً وأثار تنديداً واسعاً، ونشوب مواجهات عند حدود محافظة السويداء حيث يعيش القسم الاكبر من دروز سوريا، بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.
وانضم الدروز الى قوات النظام في معارك مطار الثعلة العسكري في السويداء انتهت بتراجع مقاتلي المعارضة، الا ان المعارك مستمرة في المنطقة.
ويمثل الدروز نحو ثلاثة في المئة من سكان سوريا. وتفيد تقارير ان الآلاف منهم يتخلفون عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، بعضهم لمعارضته النظام، وغالبيتهم لرفضهم القتال في مناطق غير مناطقهم.
وكان سكان في مدينة السويداء رووا خلال الايام الاخيرة ان عددا كبيرا من الشبان الدروز التحقوا بميليشيات محلية للقتال الى جانب قوات النظام من أجل حماية مناطقهم من هجمات الفصائل المعارضة.

دوما
وفي ريف دمشق، أعلن المرصد ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة قصف مدفعي عنيف وسقوط صواريخ اطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة دوما بعد ظهر الثلثاء الى 24 قتيلا على الاقل، بينهم خمسة أطفال.
وتظهر صور التقطها مصور في المدينة مبنى دمره القصف تماما، وشباناً ينتشلون المصابين من تحت الانقاض، وبينهم عدد من الاطفال، قبل حملهم مضرجين بالدماء.
ويبدو طفل في صورة اخرى مرفوعاً على اكف عدد من الرجال بعد انقاذه، وعلى وجهه وثيابه غبار وبقع من الدم.
وفي دمشق، أحصي تسعة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى جراء “سقوط قذائف صاروخية عدة بعد منتصف ليل الثلثاء في محيط ساحة عرنوس”.
وروى سكان في حي عرنوس ان قذيفتين على الأقل سقطتا بين العاشرة والنصف والحادية عشرة ليلا في المنطقة.
وغالباً ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنين في محيط العاصمة احياء سكنية في دمشق بالقذائف، بينما تقصف قوات النظام المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران.
وفي شمال البلاد، احصى المرصد مقتل سبعة مواطنين، بينهم اربعة اطفال، ليل الثلثاء نتيجة “سقوط قذائف عدة على أحياء السبيل والخالدية والاعظمية وشارعي النيل وتشرين ومنطقة الشيحان الخاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب”. وحصل ذلك غداة قصف مماثل استهدف الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام وأدى الى مقتل 36 شخصا على الاقل بينهم 14 طفلا واصابة اكثر من 190 بجروح.
وتشهد مدينة حلب مواجهات عنيفة منذ عام 2012 بين قوات النظام والمعارضة التي تتقاسم السيطرة على احيائها.

تل أبيض
في غضون ذلك، بدأ اوائل اللاجئين الذين عبروا الى تركيا هرباً من المعارك يعودون الى تل أبيض.
وتجمع صباحا نحو 200 رجل وامراة وطفل يحملون امتعتهم القليلة في صرر وسط الحر أمام معبر اقجه قلعة الحدودي للعودة الى ديارهم.
وسيطر المقاتلون الاكراد فجر الثلثاء تماما على مدينة تل ابيض السورية على الحدود مع تركيا، مدعومين بغارات جوية شنها الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة الجهاديين ومجموعات معارضة سورية، بعد طرد آخر مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” منها.
وأعادت قوى الامن التركية فتح حدودها صباح امس أمام الراغبين في العودة الى سوريا.

 

المصدر: النهار اللبنانية