المعارض السوري فاتح جاموس: “مطامع  واحتلالات تركية صريحة تجاه سورية”

المعارض السوري فاتح جاموس: الحركة الكردية منقسمة بين تركيا وحزب "بي يي دي"

61

 

لاتزال ردود الفعل  بخصوص إمكانية  مد جسور أو إقامة علاقات بين الكرد وتركيا سيما بعد العداء التاريخي المعروف، تلقي بظلالها، حيث علّق فاتح جاموس القيادي في “تيار طريق التغيير  السلمي” المعارض، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلا:إن من أكثر الميادين صعوبة في طيّ صفحات الماضي للتناقضات والتظلمات هو ميدان الصراعات القومية، لافتا إلى أن المسألة القومية الكردية هي في هذا الموقع وبالرغم من التشابه بينها وبين المسألة القومية العربية، إلا أن الأخيرة راكمت بعض خطوات متقدمة نسبيا، مشددا على أن المسألة القومية الكردية في تركيا تحديدا وفي ظل سلطة تركية متعصّبة خلال عقود عديدة  واجهت تعقيدات شديدة.
ويضيف المعارض فاتح جاموس: إن في أكثر من لحظة اتّكأت المسألة الكردية على علاقات الترابط القومي والسياسي والحزبي والعسكري بينها وبين التجمعات والفعاليات المجاورة كالعراق وخاصة سورية، وبرزت تقاطعات مصالح حيوية وجدّية تحديدا بسبب الدور الجيو-سياسي الصراعي بين الساحتين التركية والسورية ، مشيرا إلى “مطامع  واحتلالات تركية صريحة تجاه سورية”.
وذكّر السياسي السوري المعارض بأزمة قضية المياه ممّا ساهم في خلق موجة مد قومي كردي في كل من تركيا وسورية وتشابك عميق امتدّ مع انطلاق الأزمة السورية بحيث اعتقدت بعض النخب الكردية أن هناك شروطا وإمكانية لانجاز بعض التقدم القومي، كما كان تطور شروط الأزمة السورية بصورة سلبية عاملا إضافيا للسلطات التركية للتدخل  بحجة التخوف من طموحات كردية وتحت ذريعة مواجهة قوى إرهابية كحزب العمال الكردستاني  وحلفائه من القوى الكردية في سورية.
واعتبر فاتح جاموس أن أكثر الأطراف حماسا ورغبة في لعب دور جيو-سياسي سلبي تجاه الساحة السورية هي واشنطن، خدمة صريحة للكيان الإسرائيلي، وتحاول من أجل ذلك لعبة ضبط التناقضات في صفوف حلفائها  الأتراك والكرد وبعض أدوات في المعارضة الخارجية السورية، وفي الحالين يكون ذلك على حساب التماسك الوطني السوري وعلى حساب المسألة القومية العربية بجدل ترابطها قوميا ووطنيا في سورية.
في هذا السياق يظهر تناقض “الإدارة الذاتية” مع العامل التركي، خاصة بإضافة الترابط أساسا مع حزب العمال الكردستاني.
ويقرّ  السياسي السوري بأن الحركة الكردية منقسمة، فهناك المجلس الوطني داخل التحالف السوري والهيئة العليا للتفاوض، وهو في وضعية تحالف مع تركيا والاعتماد السياسي واللوجستي والعسكري الكبير على أنقرة، وهناك حزب “بي يي دي” المتنفذ والقيادي بالمعنى الفعلي داخل “الإدارة الذاتية” الذي يتهم ويخون إطار المجلس الوطني  مما يزيد في تعقيد إمكانية التقارب.
واستطرد قائلا: “للحق هناك أصوات كردية ليست قليلة التأثير تفكر بأنه لا مشكلة في تطلعاتها ومهمتها القومية داخل سورية حتى مع الاحتلال التركي..المشكلة هنا في التوجه التركي المتعصب وإصرار السلطات التركية على إبقاء حزب العمال في حالة الاتهام بالإرهاب والمحافظة على الموقف الأمريكي بذلك، كما الإصرار على محاربة مشروع “الإدارة الذاتية” في بعض تطلعاته والدفع به عسكريا وسياسيا نحو الداخل السوري جنوبا في ما سمي عرض ثلاثين كيلو مترا، ولا مشكلة لواشنطن في ذلك فهي في العمق متورطة ومتواطئة مع تركيا  طالما أن يكون ذلك على حساب الحالة السورية”.
وتوقّع محدّثنا أن يظل كل ما يُسمع عن إمكانية التقارب وفتح علاقات في الإطار التكتيكي بفرص نجاح نادرة، وستبقى ضرورة التركيز من قبل “الإدارة الذاتية” على العامل الوطني والجيو-سياسي السوري هي الأكثر أهمية وقابلية للتحقق خاصة مع الضعف والتراجع والانسحاب الأمريكي من ورطات مماثلة بعد أفغانستان ومع الاستعداد السوري لإحياء تحالف قديم متجدد ضد المطامح والاحتلالات التركية.
وخلص إلى القول: ” كل ما نسمعه من ترتيبات وتقارب لدور خليجي وعربي وسيطي في سورية  للحلول محل العامل الأمريكي ولعب عامل الإغراء الكبير في إعادة البناء وتفعيل العملية السياسية السورية بشروطها القائمة ومنها شمال شرق سورية، لا يعدو  كونه لعبا في وقت ضائع  بدون جدوى ،على الأقل في المدى المنظور”.