المعارك العنيفة تتواصل بين “القراديش” وقوات النظام وروسيا في واحد من أكبر معاقل التنظيم بريف دير الزور

17

تتواصل الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانبن وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، على محاور داخل مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، بعد تمكن قوات النظام بقيادة القوات الروسية من محاصرة التنظيم داخل المدينة، مع بقاء جهة النهر مفتوحة في حال أراد التنظيم الانسحاب، الذي سيلاقي صعوبة في تنفيذه نتيجة الرصد المستمر للطائرات للمعابر النهرية الواصلة بين ضفتي الفرات الغربية والشرقية، كما كانت قوات النظام تمكنت من السيطرة على نحو 30% من مدينة الرقة، بعد سيطرتها على أحياء البلوط والبلعوم والصناعة والطيبة ومناطق الصوامع والفرن الآلي وقلعة الرحبة ومهبط الطائرات ومزارع الخرافي وسوق الغنم

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن قوات النظام تمكنت من فرض حصارها على مدينة الميادين، عبر قطع كافة الطرق البرية الواصلة إلى شمال غرب وشرق وجنوب شرق مدينة الميادين، والتي تصل بين المدينة وبين منطقة البوكمال وريف الميادين الشرقي، وبين ريفها الشمالي الغربي، بالإضافة لسد قوات النظام للطرق الموصلة إلى البادية الغربية، وفي حال قرر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي تقود عملياته قوات “القراديش” المؤلف من مقاتلين من جنسيات أوزبكية وطاجيكية وأذرية وتركستانية، الانسحاب منها، فإنه لم يتبقَّ لها سوى عبور نهر الفرات، الذي بات من الصعب عبوره، نتيجة الرصد المستمر من قبل الطائرات الروسية للنهر، واستهدافها المتكرر للعبارات المائية وضفاف الفرات.

كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل صباح اليوم أنه علم من عدد من المصادر الموثوقة، عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة دير الزور، حيث أكدت المصادر للمرصد وصول نحو 1000 قيادي ومقاتل من التنظيم إلى مناطق سيطرته في ريف دير الزور، خلال الـ 72 ساعة الفائتة، من جنسيات غير سورية، ومعظمهم من جنسيات آسيوية، وينضوي معظم المقاتلين تحت راية لواء يدعى بـ “لواء القعقاع” العامل في العراق، وانتشر المقاتلون القادمون على جبهات مختلفة في دير الزور والبادية السورية، وذلك بعد نحو أسبوعين من وصول مئات المقاتلين من تنظيم “الدولة الإسلامية” من العراق من جنسيات غير سورية، وتنفيذهم لهجوم مع العناصر المتواجدين سابقاً على الأراضي السورية والذي استهدف بادية دير الزور الغربية وريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، كما حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة، أن المقاتلين الـ 1000 القادمين من العراق، يتجمعون ضمن تكتل في تنظيم “الدولة الإسلامية” يسمى “القراديش” مؤلف من المقاتلين من جنسيات أوزبك وطاجيكية وأذرية وتركستانية، حيث استلم هذا التكتل قيادة العمليات العسكرية في مدينة الميادين وريف دير الزور الشرقي، ويعرف عن التكتل، عدم ثقته بالعناصر السورية والعربية العاملة في تنظيم “الدولة الإسلامية”، في حين خلفت هذه المعارك العنيفة خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين، إذ ارتفع إلى ما لا يقل عن 569 عدد عناصر الطرفين الذين قتلوا منذ الـ 28 من أيلول / سبتمبر الفائت تاريخ بدء الهجوم من قبل التنظيم، وإلى اليوم الـ 12 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، حيث ارتفع إلى 271 عدد القتلى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم 26 عنصر من حزب الله اللبناني ونحو 100 من المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية، كما ارتفع إلى نحو 298 عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا في تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، وقصف مدفعي وصاروخي وغارات جوية والاشتباكات مع قوات النظام في المحاور التي جرى مهاجمتها