المعاهد الخاصة والتدريس المنزلي السري .. تكاليف التعليم تثقل كاهل الأهالي في القامشلي

42

تأثر قطاع التعليم بالصراع السياسي والعسكري في شمال وشرق سوريا، ويعتبر الواقع التعلمي في شمال وشرق سوريا من القضايا العالقة بين “الإدارة الذاتية” والنظام السوري ومن يتبعهما.
وبرز موقف الأهالي الرافض للواقع التعليمي من خلال الاحتجاجات التي شهدتها مناطق “الإدارة الذاتية”، وسط حالة من التخبط والحيرة لدى الأهالي ما بين إكمال التعليم في مدارس “الإدارة الذاتية” ومدارس النظام، وبين التعليم الخاص في (المعاهد والمنزل) بتكاليف مرتفعة.
وتراعي “الإدارة الذاتية” اختلاف المكونات، لا سيما بعد أن فرضت اللغة الكردية في مناطق سيطرتها، إلى جانب اللغة العربية، كما فرضت الديانة الزرادشتية إلى جانب الديانة الإسلامية، عدا عن التدريس باللغة الأشورية في المناطق التي تتواجد فيها المكون الأشوري.
وجاءت تلك القرارات تزامنا مع حالة عدم الاستقرار، الأمر الذي أثر سلباً على القطاع التعليمي في تلك المناطق لعدم وجود اعتراف رسمي بالشهادات التعليمية، ففي مدينة القامشلي، يدرس “القطاع التعليمي التعددي”، في حين دفع الأهالي أبنائهم للتعليم الخصوصي بدرجة كبيرة، حيث تدرس المناهج بشكل سري في المنازل بأجور أقل من مثيلاتها، لا سيما بعد أن أغلقت أغلب المراكز الخاصة من قبل الإدارة الذاتية في المنطقة.
وفي هذا السياق، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع جنوني لأقساط التعليم الخصوصي التي افتتحت مؤخراً داخل المربع الأمني في مدينة القامشلي، وذلك بعد أن تم إغلاق المراكز الخاصة في الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”، الأمر ساهم في فتح المجال أمام التدريس في المنازل بشكل سري.
وحول الأجور التي يتقاضاها المدرسين داخل المربع الأمني، قالت السيدة (بـ. خ) بأن المدارس في تلك الأحياء باتت تتقاضى أجورها بالدولار الأمريكي، ففي المرحلة الابتدائية بلغت نسبة الأجور 25 دولار أمريكي شهرياً للمواد الأساسية كاللغتين العربية والرياضيات، أما المرحلة الإعدادية “السابع – الثامن” المواد الأساسية يدرس بـ 40 دولار أمريكي شهرياً، أما الصف التاسع 50 دولار أمريكي لكل مادة، أما المرحلة الثانوية بلغت نسبة الأجور لمادة الرياضيات 75 دولار أمريكي شهرياً، ومادة الكيمياء 50 دولار أمريكي.
منوهاً، بأن هذه المواد تدرس بشكل سري إما في المنازل أو في المراكز الخاصة ضمن الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في القامشلي.
وتابعت حديثها قائلة بأن المواد كالجغرافية والتاريخ والعلوم،  تعطى الدوس ضمن مجموعات مؤلفة من (4-8) طلاب، حيث يبلغ تكلفتها 800 دولار أمريكي لكل مجموعة.
ومن جانبها، تطرقت السيدة (ت.م)، بأن دفعت ابنها للتعليم في المعاهد، مشيرةً إلى أن المعهد يتقاضى 140 دولار أمريكي عن كل فصل.
يشار إلى أن تكاليف التعليم أصبحت حملا ثقيلا على كاهل الأهالي في ظل الانقسام واستغلال الكادر التدريسي.