المعلم يبحث مع المسؤولين الجزائريين مواصلة مكافحة الارهاب الجيش السوري وحزب الله دخلا الاحياء الغربية للقريتين

26

في خطوة مفاجئة وهي الاولى لبلد عربي منذ بدء الازمة السورية وبناء على دعوة نظيره الجزائري، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم مساء الاثنين إلى العاصمة الجزائرية في زيارة مفاجئة.
وقال المعلم عقب وصوله مطار هواري بومدين «إن الجزائر وسوريا توجدان في خندق واحد ضد الإرهاب والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول».
وأوضح وزير الخارجية السوري الذي كان نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في استقباله، أنه سيتطرق خلال الزيارة إلى «العديد من القضايا» وعلى وجه الخصوص «الوضع في سوريا وصورة التآمر الخارجي عليها»، مبرزا تطلع بلاده «لحل هذه الأزمة».
يشار إلى أن زيارة وليد المعلم «المفاجئة» تأتي قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت الذي بدأ امس زيارة إلى العاصمة الجزائرية.
كما بحث المعلم مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال مستجدات الاوضاع في سوريا وجهود التوصل الى حل سياسي للازمة السورية.
واشارت الرئاسة الجزائرية في بيان ان الجانبين ناقشا الجهود التي تبذلها الجزائر من اجل التوصل الى حل سياسي للازمة السورية من خلال ابراز مصالح الشعب السوري واحترام الشرعية الدولية.
واضاف البيان، ان «الطرفين جدّدا التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الارهاب والتشاور بين البلدين حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المتشرك».

ـ الاسد: موقفنا ثابت ـ

وأعلن الرئيس السوري، بشار الأسد ان موقف دمشق من الحل السياسي لا زال كما كان عليه قبل الدعم الروسي، مشيرا الى «اننا لم نغير مواقفنا لا قبل الدعم الروسي ولا بعده… ذهبنا الى جنيف وما زلنا مرنين».
وفي مقابلة مع وكالة «سبوتنيك»، اوضح انه «بنفس الوقت سيكون لهذه الانتصارات تأثير على القوى والدول التي تعرقل الحل، لأن هذه الدول وفي مقدمتها السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا تراهن على الفشل في الميدان، لكي تفرض شروطها في المفاوضات السياسية، فإذاً هذه الأعمال العسكرية، والتقدّم العسكري، سوف يؤديان لتسريع الحل السياسي وليس عرقلته».
وأكد استجابة حكومة بلاده لكافة المبادرات التي طرحت بغية معالجة الوضع وايجاد حل سياسي له، مشيرا الى «اننا استجبنا لكل المبادرات التي طُرحت من دون استثناء ومن كل الاتجاهات، حتى ولو لم تكن صادقة، الهدف هو أننا لا نريد أن نترك فرصة إلا ونجرّبها من أجل حل الأزمة».

ـ تقدم الجيش في القريتين ـ

الى ذلك واصل الجيش العربي السوري ومجاهدو حزب الله تقدمهم من الجبهة الغربية لبلدة القريتين ودمروا 3 آليات لتنظيم «داعش» الارهابي واحداهما مفخخة لدى محاولتهم التسلل باتجاه جبل الحزم غرب القريتين في ريف حمص الشرقي، فيما واصلت فرق الهندسة تفكيك الالغام المعقدة، في مدينة تدمر.
ويخوض الجيش السوري ومجاهدو حزب الله مواجهات عنيفة مع تنظيم داعش في محيط مدينة القريتين والتلال القريبة في محافظة حمص وسط سوريا، بعد يومين على طردها مقاتلي التنظيم من مدينة تدمر الاثرية في المحافظة نفسها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأفاد المرصد في بريد الكتروني عن «اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ما بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء بين الجيش السوري من جهة وتنظيم ما يسمي نفسه الدولة الإسلامية من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين والتلال المحيطة بها في ريف حمص الجنوبي الشرقي، تزامنا مع قصف جوي نفذته طائرات حربية سورية وروسية» على مناطق الاشتباكات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «تمكن الجيش السوري ليلا من السيطرة على كامل منطقة جبال الحزم الأوسط المشرفة على القريتين» إثر عملية عسكرية بدأتها صباح أمس لطرد الجهاديين منها.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يومين على استعادة الجيش بدعم جوي روسي سيطرته على مدينة تدمر الأثرية التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش منذ أيار الماضي. وكان مصدر عسكري سوري قال لوكالة فرانس برس أمس إن القريتين «تشكل الوجهة المقبلة للجيش»، موضحا أن «العين حاليا على منطقة السخنة التي انسحب إليها تنظيم داعش من تدمر»، من دون أن يبدأ الهجوم عليها بعد.
وبحسب المرصد، نفذت طائرات حربية روسية وسورية صباح امس ضربات كثيفة على أماكن سيطرة تنظيم داعش في الأطراف الشرقية لمدينة تدمر ومنطقة السخنة في ريف حمص الشرقي. وفي مدينة تدمر، يواصل الجيش السوري تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي تركها تنظيم داعش خلفه.

ـ «المعارضة» مستعدون لمفاوضات مباشرة ـ

على صعيد آخر، أعلنت الهيئة العليا للتفاوض السورية المعارضة، امس، استعدادها لخوض مفاوضات مباشرة مع ممثلي الحكومة السورية في جنيف. وفي تصريح لوكالة «نوفوستي» الروسية أكد المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان أغا استعداد وفدها للتفاوض المباشر مع «وفد النظام».

ـ أكراد سوريا: لا يريد حضورنا ـ

فيما اعتبر رودي عثمان رئيس ممثلية أكراد سوريا في روسيا امس أن المجتمع الدولي لا يريد انضمام الأكراد إلى الجولة الجديدة من مفاوضات السوريين في جنيف.
وقال عثمان في حديث لوكالة «تاس» بهذا الصدد: «صرنا متأكدين من انعدام الإرادة لدى المجتمع الدولي لإشراك الأكراد في الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف. أما ما يشاع حول معارضة تركيا حضور الأكراد المفاوضات، فلا يندرج إلا في خانة التسويغات الواهية. نحن نمثل شعبا ما انفك يقاوم الإرهاب ويقف إلى جانب منظومة ديمقراطية علمانية في كردستان سوريا».

المصدر:الديار