الملك سلمان يناقش وأردوغان أحداث اليمن وسورية والإرهاب

34

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرياض أمس في العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة، وناقشا تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن الزيارة «تأتي في إطار تبادل وجهات النظر» حول سلسلة من «الأحداث والمتغيرات الجيوسياسية السريعة التي تمر بها المنطقة» وفي طليعتها «الأحداث في اليمن» و «التحالف الإسلامي ضد الإرهاب»، إضافة إلى «الملف السوري».

وأشارت «الأناضول» إلى «تطابق رؤية البلدين في حتمية رحيل نظام الرئيس (السوري) بشار الأسد، والتأكيد على الحل السياسي للقضية، مع المحافظة على سيادة ووحدة التراب السوري وتحفظهما عن التدخل الروسي المباشر الى جانب نظام الأسد». لكن وكالة الأنباء السعودية لم تُشر إلى تفاصيل ما جرى التطرق إليه بين الزعيمين.

حضر لقاء الملك سلمان وأردوغان، في ثالث زيارة له إلى السعودية السنة الجارية، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الوزير المرافق مساعد العيبان، ووزير المال إبراهيم العساف، ووزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي، ووزير الخارجية عادل الجبير، والسفير السعودي لدى تركيا عادل بن سراج مرداد.

كما حضرها من الجانب التركي وزير الخارجية مولود شاويش أوغلو، ووزير الاقتصاد مصطفى اليتاش، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية برات البايراق، والسفير التركي لدى السعودية يونس دميرار.

وقال الجبير أن لقاء الملك سلمان والرئيس التركي تناول تشكيل «مجلس للتعاون الاستراتيجي». وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أن الهدف من المجلس هو «دعم العلاقات بين البلدين، وجعلها تتم بين المؤسسات لضمان الاستمرارية والعمل الدائم والتنسيق بشكل أكبر وأكثر»، موضحاً أن «الهدف من وراء تعزيز العلاقات مع تركيا هو خدمة مصالح البلدين والشعبين، خصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والتحديات التي نواجهها سوياً في سورية أو العراق أو اليمن أو ليبيا، سواءً في ما يتعلق بالإرهاب، والتطرف، أم في ما يتعلق بتدخلات إيران السلبية في شؤون المنطقة». وأشار الجبير إلى أن «جميع هذه الملفات تحتاج إلى المواجهة والتعامل معها، وكلما استطعنا تكثيف التعاون والتنسيق بين الدول الصديقة في المنطقة كان ذلك معززاً لتحقيق الأهداف المرجوة».

وعن استهداف الغارات الروسية لزهران علوش قال الجبير إنه لصالح «طاغية دمشق» مضيفاً «أعتقد بأن المعارضة السورية أنجزت خطوة تعتبر تاريخية عندما اجتمعت في الرياض بكل فصائلها ووصلت إلى إعلان الرياض، الذي اتفقوا فيه على رؤية موحدة تجاه مستقبل بلدهم، وعلى المبادئ التي يجب أن يقوم عليها الحل السلمي في سورية، وكان زهران علوش أحد القادة الذين أيدوا هذه المبادئ والاتفاق، كما تم اختيار مجلس وفريق تفاوضي للمعارضة السورية، وهي خطوة غير مسبوقة لم يحققها أي اجتماع سابق للمعارضة السورية قبل اجتماع الرياض، وهذا يدل على التزام وحرص السوريين في التخلي عن بعض مواقفهم من أجل مصلحة بلدهم، وإعلانهم في الرياض يعد وثيقة تاريخية، ونعتقد بأن محاربة أو اغتيال زعامات أيدت الحل السلمي وتحارب داعش في سورية لا يخدم العملية السلمية في سورية، ولا يخدم محاولة الوصول إلى حل سياسي».

وشدد وزير الخارجية على أنه لا يعرف ما يدور في أذهان الروس، مؤكداً «لا أعرف السبب الذي يدفعهم للقيام بمثل هذه العمليات لكن أعرف أننا إذا أردنا الوصول إلى حل سلمي في سورية يجب أن يكون التعامل مع كل الفئات السورية التي لم تلطخ يدها بالإرهاب، وهناك منظمات تحارب من أجل حرية واستقلال الشعب السوري من بغي نظام دمشق، وهذه المنظمات يجب دعمها، ونتمنى أن ندفع العملية السلمية إلى الأمام في سورية للوصول إلى النتائج المرجوة».

وقال إن بلاده «حازمة وعازمة على مواصلة مكافحة الإرهاب، ومستمرة في التحالف الدولي لمواجهته».

ومن المقرر أن يلتقي أردوغان في الزيارة التي تستمر يومين، مسؤولين كبار، بحسب ما أفادت الرئاسة التركية التي أشارت إلى أن البحث يشمل العلاقات الثنائية والمواضيع الإقليمية.

وتأتي زيارة أردوغان التي تستمر يومين، بعد أقل من أسبوعين على إعلان السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة بهدف محاربة «الإرهاب».

ا ف ب