المنازل الحلبية بانتظار وصول المياه إليها بعد شهرين من قطعها من محطة الخفسة بشرق حلب

28

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية ضخ المياه نحو الخزانات الرئيسية في أحياء مدينة حلب لا تزال مستمرة منذ أمس، بعد أن وصلت المياه القادمة من نهر الفرات عبر محطة ضخ المياه في منطقة الخفسة في ريف حلب الشرقي، إلى محطة سليمان الحلبي بمدينة حلب، حيث أكدت المصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان بأن سيجري تعبئة الخزانات لبد ضخها نحو أحياء مدينة حلب بشكل تدريجي ومتتالي، ويجري الترقب لعودة المياه من قبل المواطنين في المدينة التي يتواجد فيها نحو مليون ونصف المليون نسمة، بعد نحو شهرين من انقطاع المياه، فيما جرى ضخ تجريبي لبضع مناطق في المدينة، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل أقل من 48 ساعة، أنه بدء الضخ التجريبي للمياه من محطة الخفسة للمياه، التي سيطرت عليها قوات النظام قبل أيام خلال العملية العسكرية التي بدأتها في الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، ولا يعلم ما إذا كانت المياه ستصل إلى المنازل في مدينة حلب، حيث لا تزال المياه مقطوعة منذ نحو شهرين نتيجة قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بقطعها خلال سيطرته على المحطة، الأمر الذي منع المياه عن نحو مليون ونصف المليون نسمة في مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية، والتي شهدت استياءاً متصاعداً من العطش الذي تسبب به قطع تنظيم “الدولة الإسلامية” للمياه من المحطة التي يسيطر عليها، وما زاد الاستياء لدى مواطني المدينة، هو قيام المسؤولين الحكوميين في المدينة بتبرير قطع التنظيم للمياه، وعزوا الأمر لانقطاع التيار الكهربائي المغذي للمحطة ولباقي محطات معالجة المياه في ريف حلب الشرقي، واتهم الأهالي سلطات النظام بالتذرع بهذه الأسباب، لعدم إثارة الرأي العام وخلق استياء جديد لدى المواطنين في المدينة تجاهها، بعد الاستياء العام الذي شهدته مدينة حلب، ولا تزال تشهده جراء عمليات “التعفيش” المتواصلة من قبل المسلحين الموالين للنظام لمنازل المواطنين ومتاجرهم وممتلكاتهم في المدينة وأطرافها، فيما يعتمد المواطنون على مياه الآبار والمياه التي يتم توزيعها عبر الصهاريج في أحياء المدينة وعلى خزاناتها.

 

وتزامن انقطاع المياه من محطة الخفسة عن مدينة حلب مع عملية عسكرية أطلقتها قوات النظام في الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة حلب، في الـ 17 من كانون الثاني / يناير الفائت من العام 2017، تمكنت خلالها من تحقيق تقدم في عشرات القرى والمزارع على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما يشار إلى أن مدينة حلب شهدت منذ مطلع ديسمبر / كانون الأول من العام 2015 وحتى مطلع آذار / مارس من العام 2016، انقطاعاً للمياه القادمة من نهر الفرات عبر الخفسة وصولاً إلى مدينة حلب، ولم يتم إعادة ضخ المياه إلا بعد أن نفذت قوات النظام تعهدها للهلال الأحمر، بإصلاح محطة ضخ المياه في عين البيضا، والواقعة بريف حلب الشرقي، والتي تضخ المياه إلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مقابل سماح التنظيم بضخ مياه نهر الفرات نحو أحياء مدينة حلب، حيث اعتمد المواطنون حينها على الآبار التي تم حفرها في أحياء بالمدينة، والتي جف الكثير منها، نتيجة لاستخدامها بشكل مستمر من قبل المواطنين آنذاك، كذلك كانت أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري، أن سرقات المسلحين الموالين للنظام تجاوزت ممتلكات المواطنين في ريف حلب الشرقي ووصلت إلى حد قيام مجموعة من المسلحين الموالين للنظام بمحاولة تفكيك مضخات مياه في محطة الخفسة ونقلها لبيعها، حيث أقدمت مجموعة أخرى من قوات النظام على إلقاء القبض عليهم واعتقالهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وجاءت عملية السرقة بالتزامن مع ترقب نحو مليون ونصف المليون نسمة في مدينة حلب، لبدء عودة ضخ المياه إلى المدينة التي تعاني من العطش، نتيجة قطع تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي كان يسيطر على المحطة سابقاً، واستيائهم المسبق من تبريرات سلطات النظام وحكومتها لعملية انقطاع المياه عن حلب.