الناتو يتصدى لروسيا في اوكرانيا ويتجاهل إحتلالها للساحل السوري

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي المرصد السوري لحقوق الإنسان

39

من المعروف ومنذ عهد القياصرة كان الروس يحلمون بالوصول الى المياه الدافئة بالمتوسط وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات من القرن الماضي انحسر النفوذ الروسي باستقلال الدول المجاورة لروسيا، كما عمد حلف شمال الاطلسي الى التضييق على موسكو عندما ضم دول البلقان الى الناتو ونشر صواريخ في اوروبا الشرقية وتواصل مع جورجيا مما أثار حفيظة روسيا استغلال الحلف الاطلسي للثورات الملونة في اوكرانياوضمها للحلف فعمدت الى احتلال شبه جزيرة القرم وفرضت ادارة موالية لها في شرق اوكرانيا مما جعل الحلف الاطلسي يفرض عقوبات على روسيا ويحاصرها اقتصاديا ويطلب منها الخروج من الاراضي الاوكرانية وعلى أثرها ساءت العلاقات بين امريكا واوروبا من جهة وبين روسيا التي واجهت عقوبات اوروبية وامريكية من جهة اخرى ولا زالت قائمة منذ 2014 الى يومنا هذا

الا انه من اللافت لنظر المتتبع للسياسة الدولية ان هذه المخاوف الاوروبية والاطلسية لم تنطبق على احتلالها للساحل السوري وتمددها في سورية واذا نظرنا الى المصالح الجو ‘سياسية فان ميناء طرطوس اشد خطرا على اوروبا من اقليم دونباس الاوكراني لانه اقرب الى اوروبا.

فهل ياترى روسيا استغلت موقف اوباما غير المبال بالقضية السورية او المتراخ ودخلت لتحقيق اهدافها القديمة الحديثة منها -منع وصول الغاز القطري الى اوروبا عن طريق المتوسط- فرض وجودها بالكيان الدولي بعد سيطرتها على سورية ومجاورة اسرائيل وعدة دول عربية -تثبيت حكم بشار الذي تنازل لهاعن كل سلطته واعطاها امتيازات لم تحلم بها قبل ذلك- استغلال الثروات الطبيعية شرق المتوسط- كسر العزلة التي فرضت عليها بعد احتلال القرم هذه بعض من اهدافها والسؤال لماذا لانجد معارضة اوروبية- امريكية لاحتلالها للساحل السوري مثل معارضتها في اوكرانيا
وهنا يقودنا هذا التساؤل الى احد احتمالين ؛
1تركها تدخل سوريةلتجعل منها قضية تفاوضية على اوكرانيا
2اتفاق روسي مع حلف الناتو لتطويق تركيا من ثلاث جهات قبل حلول عام 2023 للحد من طموحات اردوغان
ومن جراء ذلك لاحظنا تباطؤ الدول الاوربية وامريكا بدعم ثورتنا وابقاء النظام المجرم الذي تأكد استعماله للسلاح الكيماوي برغم التهديدات الامريكية والاوربية التي لم تنفّذ وساهمت بترك الروس مع الايرانين يدمرون سورية ويساعدون النظام على تهجير اكثر من نصف سكانها ويقتسمون ثرواتها ويحاصرون ما تبقى من شعبنا في مخيماتهم ويعمدون الى تحويل قضيتنا من شعب ثائر يطالب بحريته الى شعب بين لاجىء ومهجّر ولا زال الطاغية والقاتل دون عقاب..

 

 

الكاتب: عبد الله حاج محمد