النزاع السوري يحصد أكثر من 45 ألف والإبراهيمي السبت في موسكو

15
أعلنت موسكو التي توجه إليها نائب وزير الخارجية السوري أمس الأربعاء، ان الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي سيزورها السبت، في وقت لم ترشح عن زيارته المستمرة لدمشق أي مؤشرات بشأن احتمال التوافق حول مخرج للازمة.
وحصد النزاع المستمر في سوريا منذ 21 شهرا أكثر من 45 ألف قتيل، بينما قتل أمس أكثر من عشرين بينهم نساء وأطفال في قصف للقوات النظامية على محافظة الرقة في شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد «استشهد ما لا يقل عن 20 مواطنا بينهم ثمانية أطفال وثلاث نساء اثر قصف مصدره القوات النظامية السورية تعرضت له مزارع قرية القحطانية» الواقعة الى الغرب من مدينة الرقة في شمال البلاد.
وأظهر شريط فيديو التقطه ناشطون وبثه المرصد على موقع «يوتيوب»، عددا من الجثث بعضها لأطفال بدت عليها بقع دماء في غرفة لم يحدد مكانها.
وشهدت الرقة في الأشهر الماضية تصاعدا في أعمال العنف مع محاولة المقاتلين المعارضين السيطرة على مناطق في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان ضحايا الاربعاء هم من المزارعين.
ويضاف قتلى القحطانية الى 45,048 شخصا قضوا منذ منتصف مارس 2011 في أعمال عنف في سوريا.
وأفاد عبدالرحمن ان 31 الفا و544 مدنيا، و1511 جنديا منشقا، و11217 عنصرا من القوات النظامية قتلوا جراء النزاع، إضافة الى 776 قتيلا مجهولي الهوية، علما أن المرصد يدرج بين المدنيين، السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.
دبلوماسيا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الإبراهيمي سيزور موسكو السبت بحثا عن حل للازمة السورية.
وكان مصدر ملاحي في مطار بيروت أفاد بان «مغادرة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يرافقه المسؤول في وزارة الخارجية السفير احمد عرنوس الى موسكو على متن رحلة لشركة الطيران الروسية (ايرفلوت) انطلقت من مطار بيروت عند منتصف الليل».
والتقى الإبراهيمي أمس الأربعاء السفير الصيني في دمشق تشانغ شيون الذي تحدث عن توافق على ان «الوضع في سوريا خطير للغاية، وهناك حاجة ملحة الى الحل السياسي»، وعن امل بلاده في ان «ان تتعاون الأطراف الدولية المختلفة لبذل جهود مشتركة» لهذا الحل.
وكانت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية قالت ان الابراهيمي الذي عقد في السادس من الشهر الجاري لقاء ثلاثيا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الامريكية هيلاري كلينتون، يحمل معه الى سوريا مقترحا بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة.
وينض الاقتراح، بحسب الصحيفة، على استمرار الاسد في منصبه حتى انتهاء ولايته عام 2014، من دون ان يحق له الترشح مجددا.
ويبدو ان الابراهيمي لم يتمكن بعد من نيل موافقة أطراف النزاع على مقترحاته.
وقال دبلوماسي في الامم المتحدة الثلاثاء ان الاسد الذي استقبل الموفد الدولي الاثنين «لم يتجاوب مجددا» معه، فيما مجلس الامن «بعيد من ان يقدم له الدعم اللازم، وفي وقت لم يعد المعارضون المسلحون يرغبون الآن بتسوية».
في المقابل، برزت مواقف متشددة لجهات معارضة من اي تسوية محتملة. وأكدت لجان التنسيق المحلية ان رحيل كل أركان النظام «شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل». وتمسكت جماعة «الاخوان المسلمين» بالحق في محاسبة «نظام الاستبداد والفساد وأدواته»، معتبرة انه «لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سوريا المستقبل».
وكانت معارضة الداخل التي التقت الابراهيمي امس، تحدثت عن «ايجابيات» في الزيارة.
ميدانيا، تجددت الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق بعد توقفها اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام والموالين له، بحسب المرصد.
ودارت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس الاسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، واستمرت من ليل الثلاثاء حتى ساعات الفجر الاولى، بحسب ما اوضح عبدالرحمن.
وتعرض المخيم للمرة الاولى لغارات جوية الاسبوع الماضي، تزامنا مع اشتباكات في عدد من إحيائه دفعت نحو 100 ألف من سكانه (من 150 الفا) الى مغادرته. وعاد الآلاف منهم بدءا من الخميس الماضي مع الحديث عن اتفاق لسحب المسلحين وتحييد المخيم في النزاع.
وافدات صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام ان الاشتباكات استؤنفت «بعد عودة المسلحين» الى المخيم، وانها أدت الى «نزوح الأهالي مرة ثانية».
في محافظة حماة اشار المرصد الى ان القوات النظامية «استعادت السيطرة على قرى معان والزغبة والطليسية» التي تقطنها غالبية علوية.
وكان المقاتلون المعارضون سيطروا يوم الاثنين على أجزاء واسعة من معان في ريف المحافظة حيث يشن مقاتلو المعارضة منذ اكثر من عشرة ايام هجمات على حواجز ومراكز للقوات النظامية.
في إدلب تدور اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره مقاتلون بعضهم اسلاميون منذ نحو شهرين، بحسب المرصد الذي نقل عن ناشطين إن المقاتلين «فخخوا جرافة بأطنان من المتفجرات وأرسلوها الى داخل المعسكر» حيث انفجرت. ولم تعرف تفاصيل عن هذا الانفجار. وأدت اعمال العنف يوم الثلاثاء الى مقتل 149 شخصا، بحسب المرصد.

اخبار الخليج