النظام السوري يدخل عين الفيجة باتفاق مع الفصائل

14

تترقب العاصمة السورية دمشق عودة المياه المقطوعة عنها منذ 22 يناير الماضي، بعد دخول جنود من النظام إلى المنشأة الخاصة في عين الفيجة، التي تزود دمشق بالمياه وفق اتفاق مع الفصائل المعارضة. جاء ذلك بينما رفضت «جفش» مبادرة لحركة «أحرار الشام» لوقف المعارك المتواصلة بينها وبين فصائل معارضة أخرى.

دخل الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد للمرة الأولى منشأة عين الفيجة، التي تزود العاصمة دمشق بالمياه، التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل معارضة منذ أكثر من أربع سنوات.

وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري، إن “الجيش العربي السوري يدخل بلدة عين الفيجة بريف دمشق ويرفع العلم السوري فوق منشأة النبع”، دون أن يورد مزيداً من التفاصيل.

وتقع عين الفيجة داخل منطقة وادي بردى، التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً شمال غرب دمشق، وتضم المصادر الرئيسية التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ 22 ديسمبر بصورة تامة عن معظم أحياء العاصمة جراء المعارك بين قوات النظام وفصائل معارضة.

وشهدت منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، منذ 20 ديسمبر 2016، معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المعارضة ومقاتلين من “جبهة فتح الشام” (جفش، جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى، من أجل استعادة المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ 2012.

وتم التوصل مراراً إلى اتفاق بين الطرفين لكنه لم يترجم واقعاً. واستثنى الرئيس السوري بشار الأسد المنطقة من وقف إطلاق النار المستمر، لذي تم التوصل اليه في 30 ديسمبر بين طرفي النزاع برعاية روسيا وتركيا.

بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس، “إنها المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق الاتفاق”.

وأفاد نقلاً عن مصادر في المنطقة بأن مقاتلي الفصائل في وادي بردى بدأوا الانسحاب من منطقة نبع الفيجة “تزامناً” مع دخول عشرات من عناصر الجيش السوري.

ومن المقرر أن يسمح الاتفاق لورش الصيانة بدخول منشأة المياه لإصلاح الأضرار، التي طاولتها جراء المعارك وضخ المياه الى سكان دمشق.

وكانت الأمم المتحدة وصفت قطع المياه الصالحة للشرب عن 5.5 ملايين نسمة في المدينة بأنه “جريمة حرب” .

وتتهم دمشق الفصائل المعارضة ومقاتلي “جفش” بقطع المياه عن دمشق بعد يومين من اندلاع المعارك، في حين تقول الفصائل، إن قصف قوات النظام أدى إلى تضرر مضخة المياه الرئيسية، نافية أي وجود لجبهة فتح الشام.

وتمكنت سيارات إسعاف تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول منطقة وادي بردى السبت من أجل إجلاء الجرحى.

ويسمح الاتفاق لمسلحي الفصائل المقاتلة بتسليم سلاحهم أو بالذهاب إلى مدينة إدلب (شمال غرب) على غرار ما فعل آلاف من مقاتلي الفصائل المعارضة خلال العام الفائت في عدد من المناطق التي بسطت قوات النظام سيطرتها عليها.

«جفش» ترفض

إلى ذلك، أعلنت جبهة “فتح الشام” رفضها مبادرة حركة “أحرار الشام” الإسلامية لوقف المعارك بينها وبين عدد من فصائل المعارضة.

وقالت “جفش” في بيان أمس، إن “مشكلتها ليست في وجود الفصائل من عدمها”، لكنها أضافت أن “الوضع في الساحة اليوم لا يحتمل المسكنات أو المهدئات، ويجب توحيد قرار السلم والحرب ككل، ووضع كل المقدرات المادية والبشرية تحت قيادة سياسية وعسكرية موحدة تذوب فيها أغلب الفصائل والتجمعات في كيان واحد وتحت أمير واحد”.

وأضافت أن هذا الأمر يتم “ضمن جدول زمني يتناسب مع وضع الساحة، وضوابط وآليات تضبط جديته وتحقيقه على الأرض، في ظل متابعة وعناية من في الساحة من أهل العلم”.

وكانت حركة “أحرار الشام”، قد ذكرت أنها تقدمت بمباردة لوقف المعارك، مؤكدة أن جفش واصلت هجومها على الفصائل التي أعلنت انضمامها لصفوفها بهدف الاحتماء.

وقدمت الحركة 3 بنود هي: “وقف جميع أشكال التحشيد العسكري والاقتتال في جميع المناطق على الفور”، و”العمل الفوري على احتواء جميع عناصر الفصائل المنضمة للحركة حديثاً، ودمجهم داخل

مكونات الحركة”، و”القبول بالمبادرة التي طرحها عدد من أهل العلم، وتنص على دعوة قادة الفصائل الموجودة حالياً بالشمال السوري إلى اجتماع عاجل خلال 48 ساعة”.

وحذرت “أحرار الشام” “جفش” من “مواصلة التحشيد العسكري وتسيير الأرتال والهجوم على مقرات الحركة في جبل الزاوية بريف إدلب وغيرها”، مشيرةً أنها في هذه الحالة “ستبدأ في رد الصيال على دماء عناصرها ومقراتها”.

الأسد بصحة جيدة

أكدت الرئاسة السورية، أمس الأول، أن “الرئيس بشار الأسد بصحّة ممتازة ويمارس مهامه بشكل طبيعي تماماً”.

وأضافت، في بيان، أن هذه الأنباء “مصدرها جهات وصحف معروفة الانتماء والتمويل والتوجّه”، وتقاريرها تأتي “على شكل تحليلات أقرب لأمنيات تجول في مخيّلة من أطلقها فقط، وتتزامن مع تغيّر المعطيات الميدانية والسياسيّة”. وكانت أخبار متواترة وردت في الأيام الأخيرة تحدثت عن تعرض الأسد لجلطة. كما تحدثت تقارير عن تعرضه للاغتيال على يد حارسه الشخصي وهو إيراني.

 
المصدر:الجريدة