النظام السوري يعتزم طرح عملة رقمية وأوراق نقدية كبيرة

31

كشف مدير الأبحاث الاقتصادية في مصرف سورية المركزي، غيث علي، أن المصرف يحضر الإجراءات الخاصة بإصدار فئات نقدية أكبر من 5 آلاف ليرة وطرح عملة رقمية.

ونقلت مصادر إعلامية بدمشق عن مدير الأبحاث الاقتصادية بالمصرف المركزي، أن المصرف يأمل أن تخلص الدراسات إلى نتائج إيجابية بخصوص العملة الرقمية، حيث لم يسبق لأي مصرف مركزي طرح هذا النوع من العملة.

وحول إمكانية إصدار فئات نقدية أعلى من 5000 ليرة، يضيف علي، أن المصرف المركزي يجري دراسات دائمة عن حجم تداول كل فئة، ومدى احتياجات السوق لفئات نقدية، فالفئة الجديدة تمت طباعتها منذ عامين، واليوم أصبح الوقت ملائماً لطرحها، لتسهيل المعاملات النقدية وتخفيض تكاليف طباعة العملة ومواجهة آثار التضخم.

ويرى مدير الأبحاث الاقتصادية بالمركزي السوري أن العملة الرقمية إنجاز سيحسب لنظام بشار الأسد، لأن الدول تعمل على ابتكار نسخ رقمية من عملاتها الوطنية بإشراف البنوك المركزية مثل الصين التي أطلقت اليوان الرقمي.

ولا يستبعد المحلل الاقتصادي من دمشق، علي الشامي، أن يكون بشار الأسد “قد طبع أوراقا نقدية أكبر من فئة 5000 ليرة لأن الفئة الجديدة موجودة بالمصرف المركزي منذ عامين، بعد أن طبعها النظام بروسيا، فالوضع الاقتصادي وإفلاس نظام الأسد، يدفعانه للتمويل بالعجز وطرح فئات نقدية كبيرة من دون أي تغطية.

ويؤكد الشامي لـ”العربي الجديد” أن قضية العملة الرقمية، مطروحة منذ العام الماضي، وقت تهاوي سعر الصرف بأكثر من 200% وطرح حاكم المصرف المركزي باجتماع حكومي هذا الحل بقوله: “يحرص المصرف على مواكبة أحدث التغيرات التقنية في مجال العملات الرقمية، وكل ما يتعلق بالسياسة النقدية، رغم الظروف الصعبة والحصار الذي تتعرض له سورية”.

من جهته، يرى أستاذ النقد مسلم طالاس، أنه يمكن استبدال العملة الرقمية بـ”الكريديت كارد”، فمن خلالها يمكن البيع والشراء والتحويل عن بعد، من دون الحاجة للورق النقدي أو المعدني، فهي تعتمد على شيفرات معينة تدلل على الرصيد وعبرها يمكن التعامل، ولكن القضية ليست بهذا النوع من العملات الرقمية، بل بالجهة المصدرة لها، بمعنى ما هي مصداقية المصرف المركزي اليوم وما هو مدى الثقة بالعمة السورية بشكل عام، ليتم الإقبال أو المجازفة بحسابات كبيرة عبر العملة الرقمية والتعامل بها. ويضيف طالاس لـ”العربي الجديد” أن من يطرح العملة الرقمية، كالصين مثلاً، يكون لديه بنى تحتية ورصيد من العملات الأجنبية والمعادن، ليضمن ثقة الحيازة والتعامل بهذا النقد الجديد.

ولم يتبدل الواقع الاقتصادي المعيشي بسورية، بعد تداول الفئة الجديدة، بل خسرت الليرة السورية الكثير من قيمتها مقابل الدولار خلال الأسبوع الجاري، لتسجل أمس الخميس، أدنى سعر منذ نصف عام، نحو 3100 ليرة للدولار الواحد شمالي سورية، ونحو 3050 ليرة بالعاصمة السورية دمشق.

ويرى أستاذ المالية، فراس شعبو، أن نظام الأسد يعيش حالة فوضى اقتصادية وإفلاس لن يحلها إصدار فئات نقدية كبيرة أو عملة رقمية. ويضيف شعبو لـ”العربي الجديد” أن دولاً انهارت عملاتها لجأت إلى “حلول ترقيعية” مثل العملة الرقمية كفنزويلا على سبيل المثال، لكن هذه الحلول لا تجدي.

 

 

 

المصدر: العربي الجديد