النفايات بديلاً عن مواد التدفئة وأسعار تفوق قدرتهم الشرائية.. أوضاع مـ ـأسـ ـا و يـ ـة يعيشها النازحون في مخيمات إدلب وسط تقاعس المنظمات الإنسانية

37

تتكرر من جديد معاناة آلاف العائلات النازحة ضمن مخيمات النزوح المنتشرة في مناطق إدلب وريفها، إذ يعد فصل الشتاء ببرده القارس من أشد الفترات صعوبة بالنسبة لهذه العائلات لاسيما من تعاني من انعدام القدرة المالية التي لا تجد ما تسد به احتياجاتها من مواد تدفئة وألبسة ومواد غذائية وغيرها من السلع الأساسية التي ترتفع أسعارها مع دخول فصل الشتاء، وسط تقاعس كبير يزداد عاماً بعد آخر من قبل المنظمات الإنسانية عن تقديم المساعدات الكافية.

وشهدت أسعار مواد التدفئة البديلة خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً كبيراً مع اشتداد موجة البرد التي تمر على مناطق الشمال السوري، حيث وصل تراوح سعر طن الحطب ما بين 130 و 175 دولار أمريكي، وطن البيرين بنحو 130 دولار أمريكي، بينما تراوح سعر طن القشور بأنواعها ما بين 190 و275 دولار أمريكي، الأمر الذي جعل نسبة من العائلات النازحة تتوجه للاستعاضة عن هذه المواد بحرق قطع البلاستيك والألبسة البالية وأكياس النايلون وغيرها من مواد أخرى يتم جمعها من مجمعات القمامة لاستخدامها في التدفئة.

السيدة (ش.ع) “48 عاماً” النازحة في أحد مخيمات منطقة أرمناز في ريف إدلب، تتحدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلة، بأن كمية الحطب التي اشتراها زوجها منذ بداية فصل الشتاء قد نفذت ولم يعد بمقدوره شراء المزيد، فوجدت نفسها مجبرة على استعمال قطع البلاستيك و أعواد خشب تجمعها مع أولادها من محيط المخيم لاستخدامها في التدفئة.

مضيفة، بأن المنظمات الإنسانية لم تقدم حتى اللحظة أي نوع من أنواع المساعدات خلال فصل الشتاء رغم وعود من إحدى المنظمات بتقديم عدد من أكياس الفحم الحجري لكل عائلة لكن لا شيء حتى الآن.

لافتة، إلى أن الشتاء الحالي يمر بصعوبة بالغة على جميع النازحين في المخيم لاسيما مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة.

وباتت المنظمات الإنسانية التي لا زالت تقدم المساعدات الإنسانية للنازحين في الشمال السوري، بحسب العديد من النازحين، تعد على أصابع اليد الواحدة، بعد توقف العديد منها وانقطاع الدعم، مما جعل بعض النازحين يلجأ لبيع السلة الغذائية التي يحصل عليها بعد انتظار طويل وعناء، من أجل شراء مواد تدفئة لعائلته أو شراء المستلزمات الأساسية.

وبدوره يقول(س.خ) “34 عاماً” وهو نازح من منطقة ريف حماة الغربي ضمن أحد مخيمات منطقة دير حسان بريف إدلب الشمالي، في حديثه مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه اضطر لبيع سلة غذائية قدمتها إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري لشراء كمية قليلة من الحطب للتدفئة، مستغنياً عن المواد الغذائية التي تحتويها السلة، وذلك بسبب عدم تقديم مساعدات خاصة بمواد التدفئة.

ويضيف، في كل تجمع مخيمات دير حسان الذي يحوي عدد كبير من المخيمات ضمن منطقة كبيرة، لم تقدم سوى منظمة واحدة مواد تدفئة لعدة مخيمات فقط وبكميات قليلة جداً منذ مطلع فصل الشتاء.

ويناشد المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، لمد يد المساعدة للمخيمات وتأمين احتياجات النازحين الذين وصل بهم الحال لأدنى المستويات.

مؤكداً أيضاً، بأن عدد كبير من العائلات تلجأ لبيع السلة الغذائية التي تقدمها بعض المنظمات على فترات متباعدة، من أجل تأمين المصروف الشهري للعائلة وشراء المستلزمات الضرورية فقط.

كما شهدت أسعار المواد الغذائية والتموينية في مناطق إدلب وريفها ارتفاعاً ملحوظاً، ما يزيد من الأعباء على كاهل النازحين في مخيمات النزوح بشكل كبير، لاسيما مع تراجع قيمة صرف الليرة التركية المعتمدة  في الشمال السوري، مقابل الدولار الأمريكي، حيث وصلت لحد 19.20 ليرة تركية مقابل الدولار الأمريكي الواحد.

وخلال جولة لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، على أسواق منطقة ريف إدلب الشمالي، كانت الأسعار على النحو التالي: كيلو البندورة 10 ليرات، كيلو البطاطا 5 ليرات، كيلو البصل 6 ليرات، كيلو الباذنجان 7 ليرات، كيلو الفليفلة 4 ليرات، كيلو الزهرة 5 ليرات، كيلو الملفوف 3 ليرات، كيلو الخمس ليرتين، كيلو الجزر 5 ليرات.

وأمام كل هذه الأعباء والتحديات تزداد يوماً بعد آخر معاناة النازحين السوريين في مخيمات إدلب وريفها، في ظل انعدام الحلول الجذرية لأوضاعهم وعدم وجود بوادر أمل قريبة لعودتهم لمناطقهم وإنهاء معاناتهم.