الهجوم على الرقة بدأ.. القوات المهاجمة تعلن بدء العملية من الجهات الثلاث

16

دخلت قوات سوريا الديموقراطية الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 2017 مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية الأبرز في سوريا، معلنة “المعركة الكبرى لتحرير” المدينة بعد ثمانية أشهر على بدء العملية العسكرية الواسعة لاستعادتها.

واعتبر التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يدعم قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، أن السيطرة على الرقة ستشكل “ضربة حاسمة” للجهاديين، مكررا في الوقت نفسه أن السيطرة النهائية على المدينة ستستغرق وقتا وستكون صعبة.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية خلال الأسابيع الأخيرة وفي إطار حملة “غضب الفرات” التي تقوم بها، من تطويق مدينة الرقة في شمال سوريا من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.

وقالت القيادية في قوات سوريا الديموقراطية روجدا فلات، “دخلت قواتنا مدينة الرقة من الجهة الشرقية في حي المشلب”.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية “الآن حرب شوارع داخل مدينة الرقة”، وفق فلات التي أكدت أن تلك القوات “لديها تجربة وخبرة في حرب الشوارع”.

من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على حاجز المشلب ثم على عدد من المباني في الحي”، الذي يعد وفق قوله “المدخل الشرقي للمدينة”.

وأضاف عبد الرحمن “قوات سوريا الديموقراطية باتت الآن داخل مدينة الرقة”.

وقال عبد الرحمن إن تقدم قوات سوريا الديموقراطية جاء بعد “قصف كثيف للتحالف الدولي” بقيادة واشنطن.

ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديموقراطية بالغارات الجوية او التسليح او المستشارين العسكريين على الأرض.

واعتبر المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف تاونسند في بيان الثلاثاء أن “معركة الرقة ستكون طويلة وصعبة لكن الهجوم سيشكل ضربة حاسمة لفكرة الخلافة المتمثلة” بتنظيم الدولة الإسلامية.

المعركة الكبرى

وأعلنت قوات سوريا الديوقراطية صباح الثلاثاء بدء معركة طرد الجهاديين من مدينة الرقة، في مؤتمر صحافي عقدته في قرية الحزيمة على بعد 17 كيلومترا شمال المدينة.

وتلا المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو بيانا جاء فيه “نعلن اليوم بدء المعركة الكبرى لتحرير مدينة الرقة، العاصمة المزعومة للإرهاب والإرهاببين”.

وكان سلو قال من الحزيمة إن تلك القوات “بدأت هجوما على الرقة منذ البارحة ليلا من الجهات الشمالية والغربية والشرقية”.

وتابع إن تنظيم الدولة الإسلامية “يقاوم للدفاع عن عاصمته”، مؤكدا أن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي “من خلال الطيران والسلاح الحديث الذي قدمه لقواتنا في هذه المعركة سيؤدي الى انتزاع الرقة من داعش”.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة، وقطعت طرق الإمداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.

ولم يبق أمام الجهاديين في الرقة الواقعة على الضفاف الشمالية لنهر الفرات، سوى الفرار جنوبا عبر زوارق.

وأكد التحالف الدولي في بيانه أن قوات سوريا الديموقراطية “اثبتت نفسها” في معارك سابقة من منبج في شمال حلب إلى الطبقة في ريف الرقة الغربي وغيرها من البلدات والقرى في شمال سوريا خلال العامين الماضية.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية منذ تأسيسها في تشرين الأول/اكتوبر العام 2015 من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق واسعة في شمال سوريا بدعم من التحالف الدولي قبل اعلانها عن حملة “غضب الفرات”.

-مناشدة لاهالي الرقة

ومع تقدم قوات سوريا الديموقرطية إلى مدينة الرقة وتصاعد حدة المعارك، سجل وقوع ضحايا مدنيين جراء غارات التحالف الدولي.

وقتل الإثنين، وفق المرصد السوري، “21 مدنيا في قصف جوي للتحالف الدولي” خلال استعدادهم للفرار عبر عبور نهر الفرات إلى ريف الرقة الجنوبي، الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وفي غالبيته منطقة صحراوية.

وناشدت قوات سوريا الديموقراطية في بيانها الثلاثاء “أهالينا في مدينة الرقة الابتعاد عن مراكز العدو ومحاور الاشتباكات”، ودعتهم إلى “مساندة قواتنا والتعاون معها لتنفيذ مهامها على أكمل وجه”.

ودعت أيضا “شبان وشابات الرقة” إلى الالتحاق بصفوفها “للمشاركة في تحرير مدينتهم”.

وفر آلاف المدنيين خلال الأشهر الأخيرة من مدينة الرقة والتحقوا بمناطق أكثر أمنا تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية.

وأضاف في مقابلة عبر الهاتف من سوريا “الحملة بدأت أمس.. لتحرير مدينة الرقة”.

وتابع قائلاً: إن “الحملة بدأت من الجهات الثلاث، الشمال والشرق وغرب المدينة”.

ومن المتوقع أن تعقد قوات سوريا الديمقراطية مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أن قوات سوريا الديمقراطية بدأت الثلاثاء هجوماً على منطقة بشرقي مدينة الرقة، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وتهاجم قاعدة عسكرية على المشارف الشمالية للمدينة.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، إن الهجوم بدأ فجر اليوم.

المصدر: huffpostarabi